kayhan.ir

رمز الخبر: 3381
تأريخ النشر : 2014July07 - 20:06

بعد132عامآ من الاستعمار و52عامآ من الاستقلال نبارك للجزائريين

أسطورة الجزائر واستقلالها قصة طويلة الفصول، حزينة الأحداث، تجمع بين البطولة والمأساة، بين الظلم والمقاومة، بين القهر والاستعمار، بين الحرية وطلب الاستقلال، كان أبطال هذه القصة الفريدة مليون شهيد، وملايين اليتامى والثكالى والأرامل، وكتبت أحداثها بدماء قانية غزيرة أهرقت في ميادين المقاومة، وفي المساجد، وفي الجبال الوعرة، حيث كان الأحرار هناك يقاومون الاستعمار بكل تجلياته وفي التفاصيل ,,,

هشام الهبيشان


ففي عام 1830 نزلت القوات الفرنسية بشبه جزيرة سيدي فرج غرب العاصمة الجزائر، بعد أن أعدت جيشا يضم 40 ألف جندي من المشاة والخيالة، مزودين بأحدث أدوات الحرب، وأسطولا يتكون من 700 سفينة,,,

وقد اختار الفرنسيون هذا الموقع لحرصهم على مباغتة مدينة الجزائر بالهجوم عليها برا، نظرا لصعوبة احتلالها من البحر، فقد صمدت طيلة قرون أمام الأساطيل الغازية,,,

وبمجرد أن وطأت الجيوش الفرنسية ارض الجزائر ، هب الشعب الجزائري الرافض للسيطرة الأجنبية الى الدفاع عن أرضه، قائما الى جهاد نادت إليه الحكومة المركزية، وطبقة العلماء والأعيان في الجزائر,,,

وقد تركزت المقاومة الجزائرية في البداية على محاولة وقف عمليات الاحتلال، وضمان بقاء الدولة لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل نظرا لعد م توازن القوى، وتشتت الثورات جغرافيا أمام الجيوش الفرنسية المنظمة التي ظلت تتزايد وتتضاعف لديها الإمدادات,,,

وقد استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر الى بداية القرن العشرين ومن اهم الثورات المسلحة خلال هذه الفترة,,,

- مقاومة الامير عبد القادر والتي امتدت من 1832 الى 1847 وشملت كلا من المدية وبسكرة ومليانة ومعسكر وتلمسان…..

- ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة، من1845 الى 1847 بالشلف والحضنة والتيطري

- ثورة اولاد سيدي الشيخ من 1864 الى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التيطري، سور الغزلان وتيارت بقيادة سليمان بن حمزة، احمد بن حمزة، سي لتعلي……..

وفي بداية القرن العشرين، بلغت السيطرة الاستعمارية في الجزائر ذ روتها رغم المقاومة الشعبية التي شملت كامل أنحاء الجزائر تقريبآ وبدا دوي المعارك يخف في الأرياف ليفتح المجال أمام أسلوب جديد من المقاومة وهو النضال السياسي الذي انطلق من المد ن,,,

ويعود الفضل في ذلك إلى ظهور جيل من الشباب المثقف الذي تخرج من جوامع الزيتونة والأزهر والقرويين، ومراكز الحجاز، وعمل على نشر أفكار الإصلاح الاجتماعي والديني، كذلك دفعات من الطلاب الجزائريين الذين تابعوا تعليمهم باللغة الفرنسية، واقتبسوا من الثقافة الغربية طرقا جديدة في التفكيرلانجاح نضالهم وفكرهم في الوصول الى حقوقهم واستقلالهم ,,,

وأستمر النضال السياسي والمسلح المقاوم في كل الميادين فقد ظهرت عدة حركات سياسيه في تلك الفتره ، فقد نشطت الحركة الوطنية على الصعيد السياسي، فاتحة المجال أمام تكوين منظمات سياسية تمثلت في ظهور تيارات وطنية شعبية وتأسيس أحزاب سياسية من أهمها، حركة الأمير خالد، حزب نجم شمال إفريقيا 1926 وحزب الشعب الجزائري 1937 وجمعية العلماء المسلمين 1931 ,,,و بالتوازي يعمل كل طرف للوصول الى اللحظه التاريخيه التي يعلن فيها أستقلال الجزائر وقد وصلو فعلآ الى غايتهم ,واعلن عن أستقلال الجزائر بشكل كامل عن المستعمر الفرنسي ولكن بعد تضحيات جسام نذكر منها هنا ,,,

-مجزرة عام 1945مجزرة رهيبة شملت مد ن سطيف و قالمة وخراطة , سقط خلالها ما يزيد عن 45.000 شهيد

-إبادة قبيلة العوفية بوادي الحراش ومصادرة ممتلكاتهافي عام 1832………

-إبادة قبيلة بني صبيح,,, إبادة قبيلة أولاد رياح بجبال الظهرة………..

-إبادة سكان واحة الزعاطشة 1849…..

وكشاهد حي على كل هذه المجازر يقول احد القاده العسكريين الفرنسيين بالجزائر وهو السفاح ديمونتنياك الذي اشتهر كقاطع للرؤوس،و يسجل في كتابه رسائل جندي: "أننا رابطنا في وسط البلاد وهمنا الوحيد الإحراق والقتل والتدمير والتخريب حتى تركنا البلاد قاعا صفصفا، إن بعض القبائل لازالت تقاومنا لكننا نطاردها من كل جانب حتى تصبح النساء والأطفال بين سبي وذبيح والغنائم بين سلب ونهب ,,,ويضيف أيضآ قائلا:”ينبغي أن نقتل كل الرجال والأطفال وان نضعهم في السفن ونبعث بهم إلى جزر المركيز أو غيرها،وبكلمة مختصرة، ينبغي أن نقضي على كل من لايركع أمامنا”

لقد كان الاستعمار الفرنسي يهد ف من خلال حديث هذا السفاح المدعو ديمونتنياك إلى إلغاء الوجود المادي والمعنوي للشعب الجزائري، وأن يكون هذا البلد تابعا لفرنسا؛ لذلك تعددت وسائل الفرنسيين لكسر شوكة الجزائريين وعقيد تهم ووحد تهم، إلا أن هذه المحاولات تحطمت أمام صلابة هذا الشعب وتضحياته وتما سكه، فقد بدأ الفرنسيون في الجزائر باغتصاب الأراضي الخصبة وإعطائها للمستوطنين الفرنسيين، الذين بلغ عددهم عند استقلال الجزائر أكثر من مليون مستوطن، ثم محاربة الشعب المسلم في عقيدته، فتم تحويل كثير من المسا جد إلى كنائس أو مخافر للشرطة أو ثكنات للجيش، بالإضافة إلى ما ارتكبوه من مذابح بشعة، أبيدت فيها قبائل بكاملها,,,

لقد أحدث المشروع الاستعماري الفرنسي في الجزائر جروحا عميقة في بناء المجتمع الجزائري، حيث عملت فرنسا على إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي للجزائر مائة واثنتين وثلاثين سنة، وحاولت طمس هوية الجزائريين الوطنية، وتصفية الأسس المادية والمعنوية التي يقوم عليها هذا المجتمع، بضرب وحدته القبلية والأسرية، واتباع سياسة تبشيرية تهدف إلى القضاء على دينه ومعتقده الإسلامي، وإحياء كنيسة إفريقيا الرومانية التي أخذت بمقولة "إن العرب لا يطيعون فرنسا إلا إذا أصبحوا فرنسيين، ولن يصبحوا فرنسيين إلا إذا أصبحوا مسيحيين”

ولكن شاءت الأقدارالالهيه و أرادة الشعب الجزائري أن يكون اليوم الذي بدأ فيه الاحتلال الفرنسي للجزائر هو نفس اليوم الذي استقلت فيه غير أن الفارق الزمني بينهما (132) عاما امتلأت بالأحداث والشهداء أكثر من مليون شهيد خراب ودمار واسع بلد انهكه الاستعمار بلد وشعب عاش لحظات الالم وألامل فقد ضحى الشعب الجزائري خلال 132عامآ بكل مايملك في سبيل الوصول الى غايته بالتخلص من أستعمار دموي اقل ما يمكن تشبيهه بالاستعمار النازي الفاشي الصهيوني بقدر ماأرتكب بحق هذا الشعب من مجازر ومذابح تشوه تاريخ البشريه ,,,

وفي عام 1962 تجلى عزم الشعب الجزائري على نيل الاستقلال عبر نتائج الاستقلال عبر نتائج الاستفتاء التي كانت نسبتها 99.7 بالمئة نعم ,,وتم الاعلان عن استفلال الجزائر يوم 3 جويلية 1962 واختير يوم 5جويلية عيد للاستقلال,,,

فاليوم أثنان وخمسون عامآ مرت على أعلان أستقلال الجزائر لذا اتقد م لشعب الجزائرالشقيق ولكل احرار العروبه بالمباركه بهذه المناسبه التي سطرو تاريخها بدماء أكثر من مليون شهيد جزائري لتكون دماؤهم وارواحهم قربان سلام ومناره يهتدي بها كل ابناء الجزائر الى خير الجزائر ورفعتها ولتبقى الجزائر شامخة و صامدة و حرة الى النهاية و تدوم رايتها مرفوعة الى الابد فعشتم أخوتي بالجزائر وعاشت ودامت جزائر المليون شهيد بالف خير