kayhan.ir

رمز الخبر: 33800
تأريخ النشر : 2016February03 - 21:12

جنيف 3 تترنح تحت وطأة الميدان

ما تشهده الاجتماعات التحضيرية في جنيف ـ 3 السوري واروقتها من مماطلات حاليا فهو امر طبيعي بسبب التعقيدات الكبيرة التي تلف ازمة السورية والتي يمتد عمرها الى اكثر من خمس وكذلك دخول القوى الاقليمية والدولية عليها كل هذه الامور لايمكن حلها بين ليلة وضحاها او جلستين او ثلاثة ا و عشرة رغم قرار القوتين اميركا وروسيا ورغبتهما بوضع حد لهذه الازمة التي طالت اكثر من وقتها وقد تدفع بوقوع مفاجآت واحتمالات غير محسوبة يتضرر منها الجميع.

ولاشك ان هناك محورين في هذا الصراع كل قد وظف امكاناته وطاقاته وامواله ليكسب المعركة لصالحه وترجح كفته احدهم على الحق ويدعم الشرعية والثاني على باطل ويعتمد الارهاب وسيلة ويأتي به من مختلف اصقاع العالم لتحقيق اهدافه.

لكن اليوم بدأت الصورة تتضح بشكل جلي وبات الرأي العام العالمي بشرقه وغربه يعي حقيقة ما يجري في سوريا من دعم مكشوف للمجموعات الارهابية التي شغلتها بعض القوى الغربية وذيولها في المنطقة للاطاحة بنظام الرئيس الاسد من خلال تبني الفكر الوهابي الضال والدموي لدرجة ان هذه المفردة "الوهابية" القذرة اصبحت دارجة حتى في الحياة اليومية للاوروبيين فكيف بوسائل اعلامها.

النظام السعودي الوهابي ومعه القطري والتركي الممولون لتدمير سوريا وشعبها خدمة للمشروع الصهيو ــ اميركي وصل اليوم الى طريق مسدود بسبب المتقدم الميداني المستمر للجيش السوري لذلك ما كان امامه الا ان يخضع لاوامر الكبار لانه تجاوز حدوده ولم يع ما يفعل! وما هي المخاطر التي تواجهه! لذلك كان عليه ان ينصاع لاملاءات جون كيري وزير الخارجية الاميركية ويبعث بوفد الرياض الى جنيف على ان يعطى فسحة للمناورة لحفظ ماء وجهه لانه اذا ما انكشف ظهره في الداخل والخارج سينتهي في ليلة وضحاها لما قام به خلال خمس سنوات من هدر لعشرات المليارات من الدولارات من اموال وثروات ابناء الجزيرة العربية وتبنيه للمجموعات الارهابية وكذلك مسؤوليته القذرة تجاه تدمير بلد مستقل مثل سوريا بحرثه ونسله وانهار الدماء البريئة التي سفكت على ارضه.

وما نشهده من مماطلات لوفد المعارضة عبر فرض الشروط المسبقة واصطحاب بعض الوجوه الارهابية من جيش الاسلام وجند الشام هو في هذا السياق لتوحي الرياض على انها لازالت لاعبا اقليميا يحسب له حساب في حين يعلم اصحاب الشأن بالمنطقة ان هذه الشروط مجرد فقاعات ستنتهي مع مرور الزمن لان قرار مجلس الامن يؤكد دون لف ودوران على محاربة الارهاب ومنها جيش الاسلام وجند الشام واسقاط اية شروط مسبقة لبدء الحوار.

فيما ذهبت بعض التحليلات عن ان هزيمة الرياض السياسية والعسكرية في الساحة السورية دفعتها لتنحو في مسار العرقلة وافشال جنيف ـ 3 السوري لانها لم تعد تملك اوراق ضغط تطرحها على الطاولة خاصة وان الجيش السوري وفصائل المقاومة معها باتت تتقدم في اكثر من جبهة بدأ بدرعا ومرورا بالوسط ارياف دمشق وحمص وحماة وصولا باللاذقية وحلب وها هي طلائعها على بوابات النبل والزهراء التي هي في مرمى حجر من الحدود التركية وهذا يعني قطع طريق الامداد تماما من تركيا الى المجموعات الارهابية وبالتالي سقوط المشروع التركي ـ السعودي القطري الصهيوني بانشاء منطقة عازلة في المناطق المحايدة للحدود التركية.

ان وطأة التغييرات الاستراتيجية في الميدان السوري باتت تثقل كاهل المشاركين في الاجتماعات التحضيرية لجنيف 3 ـ السوري خاصة وفد الرياض الذي لا حوله له ولا قوة بل مجرد ادات للتنفيذ.