دفع العراقيون ثمنا لابد ان يدفعه الاخرون
مهدي منصوري
المقولة التي صدرت من احد امراء الارهاب الخليجيين وبعد سقوط المقبور صدام والتي اكد فيها انه ينبغي للعراق بعد اليوم ان (لايستقر ولايزدهر) وفعلا عملت الدول العربية في الخليج الفارسي وعلى رأسها مملكة بني سعود على تحقيق هذه المقولة وذلك من خلال دعوة من هب ودب وشذاذ الافاق وخريجي السجون من القتلة والمجرمين وتحت ذريعة واهية وكاذبة من انه من يريد ان يجاهد اميركا عليه ان يذهب الى العراق. وقد ساندت هذه الدعوة حركة كبيرة من قبل دعاة الضلال والارهاب الذين جندتهم حكومة بني سعود بالقيام بهذا الامر بحيث اخذ فتاواهم التكفيرية الاجرامية تحفز الشباب وتشوقهم للذهاب الى العراق لمجاهدة الكفار من اجل ان يحضروا مأدبة الغداء والعشاء مع الرسول الكريم (ص).
وقد اتضح بعد حين ان الموضوع لم يكن صدفة او حالة فرضتها الظروف المستجدة في العراق بل انها خطة محكمة قد تم وضعها وفي دوائر استخباراتية اقليمية ودولية من اجل ان يبقى دم العراقيين ينزف والى مما لا نهاية ثمنا لان تعيش دول المنطقة وخاصة الخليجية في حالة من الامن والاستقرار. وهو مااكده بالامس القريب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لنظيره العراقي الجعفري من ان "العراق يدفع ثمنا عربيا باهظا جدا في وجه الارهاب". مضيفا ان "العراق يقدم النموذج القتالي في مواجهة الارهاب في سبيل استعادة تنوعه وعودته الى النموذج الذي نريده في الشرق الاوسط المتنوع"..
اذن فان العالم اجمع اليوم ومن خلال تصريحات وزير الخارجية اللبناني أدرك ان العراق يقف اليوم في الخط الامامي والصف المتقدم في مواجهة الارهاب المدعوم اميركيا وصهيونيا وسعوديا. ولذلك نجد ان دعم النظام العربي الرجعي لهذا الارهاب الذي خرج عن التصور لازال قائما ولم يجر اي تحرك فعال وجدي في سبيل ايقاف نزف الدم العراقي.
ومن نافلة القول ان العراقيين اليوم والذين وقفوا وقفة رجل واحد في دحر الارهاب وبكل اشكاله وانواعه وبهذه الصورة الرائعة التي عجز عن وصفها الكثيرون، فانهم يسجلون بدمائهم الزكية حالة قد قل نظيرها في العالم. وبنفس الوقت تمكنت هذه الدماء الزكية ان تكشف وبصورة لاتقبل النقاش زيف كل الادعاءات الكاذبة التي تصدر من هنا وهناك في مكافحة الارهاب والتي لا تخرج عن حد التصريحات الجوفاء فقط.
ولكن والذي لابد من الاشارة اليه ان العراقيين ومن خلال تصميمهم بالقضاء على الارهاب والذي بات قريبا من خلال الانتصارات التي يسجلها ابنائه الغياري من ابطال الحشد الشعبي بالدرجة الاولى والقوات الاخرى سيكشفون كل الاوراق الصفراء الباهتة التي ارادت لهذا البلد ان لايرى الاستقرار والازدهار، وعندها سيكون الحساب العسير من قبل ابناء الشعب العراقي لكل الدول التي ساهمت وبأي شكل من الاشكال ليدفعوا هم الثمن باهظا بل ومضاعفا لجرائمهم التي طالت الابرياء من العراقيين وان ذلك ليس ببعيد وقد صدق من قال "كما تدين تدان".