kayhan.ir

رمز الخبر: 33105
تأريخ النشر : 2016January23 - 21:42

التخبط الاميركي

مهدي منصوري

تحاول واشنطن ان توفر لها اجواء تستطيع من خلالها استعادة هيمنتها التي ذهبت ادراج الرياح بعد ان تم طردها من العراق، وكذلك حالة الضعف التي برزت به مؤخرا من خلال ادعاءتها الكاذبة من انها شكلت تحالفا دوليا لمحاربة الارهاب، الا انه تبين وبعد حين لم تكن سوى نمر من ورق ولا حول لها ولا قوة،وظهر ان واشنطن تعيش اليوم حالة من التخبط الكبير والذي انعكس على لسان وزير الحرب الاميركي كارتر من ان أعضاء في التحالف الذي تقوده بلاده والذي يزعم محاربة تنظيم "داعش” الإرهابي "لا يفعلون شيئا بالمرة” في محاربة التنظيم الإرهابي.

وقال كارتر في مقابلة مع قناة "سي ان بي سي” على هامش منتدى دافوس في سويسرا كما نقلت وكالة فرانس برس "الكثير من أعضاء التحالف لا يفعلون ما يكفي أو لا يفعلون شيئا بالمرة”.

وعلقت وسائل اعلامية على كلام وزير الحرب الأمريكي بالقول ان هذا جاء مخالفا لما دأب عليه الخطاب الاميركي المعتاد الذي كان يركز على التعاون بين اعضاء التحالف الـ65 وعلى الإنجازات التي يحققها هذا التحالف الذي أدى الى تمدد تنظيم "داعش” الإرهابي بدلا من القضاء عليه.

وقد برز هذا التخبط اكثر في مقابلة أخرى له مع قناة بلومبيرغ الذي أقر وزير الحرب الامريكي بفشل هذا التحالف حيث وصفه بالتحالف "المفترض” مشيرا بالتحديد إلى الأنظمة الخليجية المشاركة في هذا التحالف.

ولفت إلى أن نظام بني سعود منخرط في حرب أخرى ضد اليمن "تستنزف جهوده” وقال "نحن بحاجة إلى أن يتحمل الآخرون مسؤولياتهم ولا يجب أن يتصرف أي شخص منفردا”.

ودعا وزير الدفاع الأمريكي نظام رجب أردوغان إلى ضبط حدوده مع سورية لمنع انتقال الإرهابيين.

ومما تقدم يعكس حالة الاحباط الذي تعيشه الادارة الادارة الاميركية بعد فشلها الذريع لمعالجة مشاكل المنطقة.

ولا ننسى ان واشنطن وحليفاتها في المنطقة خاصة الدول الخليجية قد عملت وبكل قوة من اجل ان تغير النظام السوري وان يأتي البديل يتناغم مع توجهاتها الا ان صمود الشعب والجيش السوري وخلال فترة السنوات الاربع ونيف الماضية استطاع ان يفشلها في تحقيق اهدافها مما جعلها وحليفاتها اخيرا بالاذعان من ان الشعب السوري هو الذي يقرر من يحكمه آي انه خضع وبصورة مذلة لارادة واصرار هذا الشعب.

واليوم وكيري يحل ضيفا على دول الخليج الفارسي وكما اشارت اوساط اعلامية ان مجيئة كان يهدف الى تحشيد وتلقي الدعم من هذه الدول خاصة في تأمين الجانب المالي من اجل توفير الاجواء للمجئ بقوات برية بذريعة تحرير الموصل من الارهابيين، والجميع يدرك ان قدرة واشنطن اليوم هي ليس قدرتها في عام 2003، وكذلك ان اقتصاديات دول الخليج الفارسي وصلت حدا من الانهيار والضعف انها قد امتدت ايديها الى الاحتياطي مهما يعكس انها تعيش حالة من الانهيار الاقتصادي بحيث لا يسعها ان تقدم الدعم المطلوب مما يظهر ان واشنطن تتكأ على عصا هشة سرعان ما تنكسر بحيث يؤدي الى سقوطها قبل تحقيق أي شيء.

والمهم في الامر والذي لابد من الاشارة اليه ان الشعب العراقي اليوم لن يسمح لنفسه ان يفرش الورود لاستقبال الغزاة وهو الذي طردهم شر طرده، وبنفس الوقت ان الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي قد اثبتا وبصورة لا تقبل النقاش انهما القادران على طرد الارهاب خاصة بعد الانتصارات الاخيرة التي قلصت من تواجده على الاراضي العراقية وبصورة لم تكن متوقعة لادارة اوباما.

اذن فان واشنطن اليوم تلعب على حبل مشدود قد ينقطع في اية لحظة خاصة وانها تدرك جيدا ان حالة الرفض الكبيرة التي تواجهها من قبل الشعوب خاصة الشعب العراقي لا يسمح لها بارتكاب حماقة ارسال قوات برية لانها ستواجه المقاومة الباسلة التي حذرت واشنطن من هذه الخطوة الحمقاء وعليها ان تدرك انها ليس فقط لا تصب في مصلحتها فحسب بل حتى مصلحة حلفاءها في المنطقة.