kayhan.ir

رمز الخبر: 3269
تأريخ النشر : 2014July05 - 21:48

هذا الكذاب يقول صدقا

1ــ في منتصف مارس المنصرم، حضر السيد (دوغلاس جل) محرر الاخبار الخارجية لصحيفة (واشنطن بوست) الى مؤسسة كيهان لاجراء لقاء صحافي. واسترسل الحديث ليصل الى السجال النووي، وذرائع الاميركان البعيدة كل البعد عن اطار معاهدة NPT على المستويين الفني والقانوني، وهكذا نماذج من الاستفزاز والابتزاز. فقال مراسل واشنطن بوست؛ الا ان القضية الاساس هي ان الغرب قلق من حصول ايران على السلاح النووي.

حسين شريعتمداري


فكان الجواب؛ انه حسب التقرير الموثق في ديسمبر 2013 لقناة CNN، فانه في الوقت الحالي ينتشر ارجاء العالم اكثر من 17 الف سلاح نووي ــ من قنابل ورؤوس نووية ــ الاعم الاغلب منها يعود لاميركا. وفي نفس التقرير جاء بانه على الاقل سيقتل عشرون مليون انسان في الاسبوع الاول لاستخدام هذه الاسلحة النووية، ويؤكد التقرير على ان صواريخ (تريدنت) الاميركية، والتي زودت بها الغواصات تحتوي 96 رأسا نوويا، كل رأس منها يفوق (10 ــ 20) مرة القنابل النووية التي استعملت من قبل. وفيما تملك اميركا 14 غواصة من هذا النوع، اضافة الى مئات الصواريخ الجاهزة للاطلاق وآلاف القنابل المركبة على الطائرات العملاقة. بعد هذا الشرح المختصر، طرح على السيد دوغلاس هذا السؤال: بالنظر لهذا الحجم الهائل من الاسلحة النووية التي تمتلكها اميركا، الا يثير هذا الكلام السخرية بانه يدعي الاميركان قلقهم من قنبلة نووية يحتمل ان تتمكن ايران من انتاجها نهاية 2014؟! وكان رد فعله ابتسامة عريضة عكس التاييد دون ان يضيف شيئا على ابتسامته، ربما لانه يعلم ان الحوار سيسجل مما سيعرضه لمشاكل بعد عودته لدياره.

2 ــ سافر الاثنين الماضي الوفد الايراني المفاوض الى فيينا، للتفاوض مع مجموعة 5+1 ومن المقرر ان تستمر المفاوضات الى العشرين من يوليو في اصعب جولة الى الان.

فيما مضى كان لنا مدونات وتقارير موثقة عن جولات المفاوضات التي انتهت الى اتفاق جنيف، ورغم ما ووجهنا حينها باللوم وربما ا لامتعاض من البعض، الا ان اليوم يندر من يترضى على هذا الواقع المر، باننا قدمنا في اتفاقيةجنيف امتيازات كثيرة في قبال وعود معسولة. ونجد اليوم فواق المتصدين للبرنامج النووي لاسيما الفريق المفاوض لبلدنا، من تفاؤلهم السابق حين اتضحت الحقائق لهم، والشواخص التي امامنا تعكس ان لا ضرورة من تقديم امتيازات لاميركا وحلفائها في المفاوضات الاتية، وعدم تكرار التغاضي عن حيل الخصوم بان نعلن ــ على سبيل المثال ــ "هل تدرون ما هو اتفاق جنيف؟ انه خضوع القوى الكبرى امامنا"! و...

3 ــ سبق وان كتبنا، "بعد اتفاق جنيف المفروض، وتبيان ابعاده المخربة، ليس على البرنامج النووي وحسب وانما على اقتدار الحكومة الاسلامية الايرانية. فالفريق المفاوض النووي لايران قد توجه الى فيينا حاملا خارطة عمل لا تقبل المداهنةوحسب الخطوط الحمر المرسومة فيه، فلا يسمح للتفاوض في قضية التحقيق وتطوير R&D،وفيه تشديد على الغاء جميع العقوبات جملة واحدة لا بشكل تدريجي ضمن الاتفاق النهائي، ويكون ملاك حجم تخصيب اليورانيوم ما تحتاجه ايران وليس ما يريده الخصم، وكذلك الابقاء على مفاعل الماء الثقيل في آراك، وبالتالي يحظر على الاخرين دخول مجال عملنا الدفاعي والعسكري.

ان الورقة التي حملها وفدنا، والتي لم يكن الخصم يتوقعها، قد بهت لها ومن ثم انتابته حالة امتعاض. فقد كان الخصم يتوقع منذ البدء، ان ما عرضه الوفد الايراني على الطاولة يحتمل الاخذ والرد، الا انه فوجئ حين ووجه باصرار الوفد الايراني على الخطوط الحمر، وتلاشت كل الامال التي بناها منذ نيويورك والى فيينا".

التقارير المتوافرة تعكس اليوم ان اميركا وبعد مفاوضات فيينا 4، وتوصلها الى حقيقة ان الخطوط الحمر المعلنة من قبل ايران عصية على العبور، التجأت الى خطط، نشير هنا الى نموذج واحد؛

4 ــ واحدة من المحاور التي كثر الجدل حولها في مفاوضات فيينا 6 هي حق ايران في التخصيب الصناعي، بينما ادعت اميركا، باقحامها مسألة تصطلح عليها بالقانونية! وفي الحقيقية هي من عندياتها وهي " الانعتاق من القيد ــ BREAK OUT" ، ادعت ان برنامج ايران النووي ينبغي ان يكون بشكل اذا قررت صنع سلاح نووي ان تضع في الاقل برهة زمنية بين 12 ــ 18 شهرا، من حين انعقاد النية ( BREAK OUT) الى البدء في انتاج هذا السلاح النووي، مدعية ان الحكمة من هذه البرهة الزمنية، انه اذا قررت ايران صنع السلاح النووي، يكون لدول 5+1 الوقت الكافي لايقافها. وكان جون كيري قد اعلن في فيينا 4 ان هذه الفترة قد تقلصت الى شهرين!

اثر طرح هذا الادعاء، والرجوع الى هذا المفتعل (BREAK OUT) ، طالبوا من ايران؛ اولا: ان لا تتعدى اجهزةالطرد المركزي عن 4 آلاف جهاز. ثانيا: وان لا تتجاوز المواد النووية المخزونة، أي اليورانيوم المخصب باقل من 5٪، الفي كيلوغرام.

في المقابل اعلن فريقنا المفاوض، انه يحتاج اكثر من 56 الف جهاز طرد مركزي في الاقل لتأمين وقود مفاعل بوشهر، وحسب الظاهر انه وافق تقليل عديد اجهزة الطرد المركزي الى 8 آلاف جهاز. رغم ان الاميركيين لم يوافقوا في المفاوضات السابقة ــ وكذلك الحالية ــ على عمل 8 آلاف جهاز طرد مركزي، وتعكس الادلة ان واحدة من محاور الخلاف في مفاوضات فيينا 6، هو نفس هذا الرقم أي 4 آلاف، و8 آلاف جهاز طرد مركزي، وان خدعة اميركا تتركز في هذه النقطة، ويحتمل ان تنزل ارض الواقع.

5 ــ ان ما تصبو اليه الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتعلنها كخط احمر في المفاوضات، هو تمتع ايران بتخصيب صناعي، فيما يصر الخصم على التخصيب المخبري ــ بايلوت ــ.

في الوقت الذي يحتاج التخصيب المخبري الى 8 آلاف جهاز طرد، وليس التخصيب الصناعي.

وعبارة اخرى، ان ما تطرحه اميركا كخط احمر ــ بان تمتلك ايران 8 آلاف جهاز طرد مركزي ــ هو في الواقع ينطبق على التخصيب المخبري وليس الصناعي!

ولذا فان احتمال القبول بـ 8 آلاف جهاز طرد لايعني تمكن ايران من التخصيب الصناعي، اذ في حال حصوله يكون نصرا لفريقنا لمفاوض!

وهناك آراء اخرى حول البنود الاخرى المتنازع عليها في مفاوضات فيينا 6، نرجعها الى وقت آخر حين ترتسم خريطة المفاوضات الحالية.

6 ــ ورغم ان الحكومة الموقرة قد ربطت جميع البرامج بالمفاوضات. الا ان ما حصدناه الى اليوم هو وعود في قبال امتيازات جمة قدمت وكما المح (جون كيري) وزير خارجية اميركا والمفاوض الاميركي الالمع، في حديث لصحيفة واشنطن بوست: "ان ايران قد ازالت خزينها من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية، وحددت من نصب اجهزة طرد مركزي جديد، ومن نشاطات التخصيب. كا واوقفت المضي في منشأة التخصيب ومفاعل الماء الثقيل. وسمحت بجولات تفتيش اكثر ..." وهنا يحاول كيري ان يؤكد على نجاحاته ومكاسب اميركا خلال جولات المفاوضات الاخيرة. فيما بقيت منظومة العقوبات على حالها، واذا ما وافقتنا ايران سنعمل على الغاء العقوبات بشكل تدريجي! طبعا حسب زعم (وندي شرمن) في خلال عشرين عاما، وبالتحديد المتعقلة بالبرنامج النووي الايراني. وان ما يؤسف له ان هذا الكاذب كان صادقا في ادعائه!

ومما لاشك فيه ان ايران الاسلامية غير عازمة على التراجع قيد انملة امام الابتزازات الاميركية وحلفائها. وان المسؤولين في ايران ماضون على نهج قد خبروا احقيقته في كل مناسبة.