لماذا يتخوف العدو من عمليات اضافية لحزب الله؟
جهاد حيدر
ما زالت مفاعيل العملية التي نفذها حزب الله في مزارع شبعا تتوالى على الساحة الاسرائيلية. وإحدى تجلياتها ما نقلته تقارير إعلامية إسرائيلية عن وجود خشية في جيش العدو من أن يحاول حزب الله تنفيذ عملية انتقامية أخرى على استشهاد المقاوم سمير القنطار. ونتيجة هذه المخاوف ما زالوا في الجيش يحافظون على حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع لبنان.
وعلى ذلك، لماذا لا يزال العدو يتخوف من أن يكرر حزب الله عملياته؟ وإلامَ تؤشر هذه المخاوف؟
بداية، ينبغي القول أن هذا الاجراء ينطوي على قدر من الاخذ بالاحتياط لاسوأ السيناريوهات، خاصة وأن العدو بات لا يستبعد أي مفاجآت ومن أجل تجنب أي نتائج مؤلمة في هذا المجال، بادر الى هذه الاجراءات. مع ذلك، فإن ما تقدم ليس تفسيرا تاما خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يرد فيها حزب الله على اعتداءات اسرائيلية.
الى ذلك، يبدو أن العدو بعدما زعم عدم سقوط إصابات في صفوف جنوده، لا يستبعد ويقلق من أن يدفع ذلك حزب الله الى عدم الاكتفاء بعملية مزارع شبعا ردا على الاعتداء الاسرائيلي في جرمانا، واتخاذ قرار بتنفيذ عملية أخرى. لكن هذا التخوف يعكس ويؤكد على محدودية فعالية قوة الردع الاسرائيلية. وإلا لماذا لا يطمئن قادة العدو الى فعالية تهديداتهم التي صدرت على السنة رأس الهرم السياسي والامني في "تل ابيب".
أيضًا، مما عزز المخاوف الاسرائيلية أن حزب الله نفذ عملية مزارع شبعا رغم ادراكه أن الاسرائيلي التزم على لسان أعلى المستويات القيادية السياسية والعسكرية بالرد على أية محاولة رد من قبل حزب الله. الامر الذي يعني أن هذه العملية كشفت عن فشل كل الرهانات الاسرائيلية على امكانية ردع حزب الله. هذا وأكدت مصادر أمنية اسرائيلية على أن العبوة التي فجرها حزب الله كانت تزن عشرات الكيلوغرامات وهدفت الى اسقاط خسائر مؤلمة من القتلى والجرحى.
الى ذلك، يسود نوع من التقدير في الساحة الاسرائيلية مفاده أن الاحتقان المذهبي الذي تسبب به اعدام الشيخ النمر باقر النمر، وما تلاها من تأزم سياسي بين السعودية وايران، يمكن أن يواجهه حزب الله بنقل وجهة الصراع الى العدو الاسرائيلي. ويبدو أن هؤلاء يستندون في هذا التقدير الى معرفتهم بخلفيات حزب الله في السعي لاخماد أي فتنة أو اجواء فتنوية عبر تزخيم حركة الصراع مع العدو.
وهكذا تتجلى المفاعيل الردعية لعملية مزارع شبعا الى درجة أن العدو نفسه ليس مطمئنا الى اكتفاء حزب الله بها، والتعامل مع هذا الاحتمال على أنه سيناريو جدي وقابل للتحقق. ويعني ذلك، ايضا، أن العدو بات يدرك أن تكرار اعتداءاته سيدفع حزب الله الى تكرار ردوده ولن تنفع معه كافة الرسائل والتهديدات.