هل يرعب الخليجيون ايران .. الدولة المرعبة للعالم ؟؟؟
علي كاظم البشارة
ايران الدولة التي اعتادت على تحدي الدول العظمى ومقارعتها , وارغمتها على توقيع اتفاقية حققت فيها الجمهورية الاسلامية العديد من اهدافها وطموحاتها, وعدت انتصارا لأيران بعد عشرات السنين من الصمود بوجه العقوبات الاقتصادية والمقاطعات السياسية , وضربت للعالم مثالا في ادارة المباحثات وفرض الارادة بالحوار والحكمة السياسية. ترى هل ستتأثر بمقاطعة دبلوماسية من جيبوتي , والسودان , والبحرين , وبعض الدول التي لا تملك ان تتخذ قرارا دون الرجوع الى ولاة امورها في امريكا واسرائيل.
من الواضح ان السعودية تحاول ان تعطي للازمة ابعادا اخرى , وتظهر للعالم مدى هيمنتها على الدول العربية وانصياع العرب لأوامرها باعتبارها (الكبيرة) في المنطقة . وهو الدور الذي حاولت السعودية مرارا وتكرارا منافسة جمهورية مصر العربية عليه ومنذ ايام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي فضح تلك المحاولات التي تجري بالتعاون مع الكيان الصهيوني . وفي هذا السياق فقد قامت بالضغط على دول تعتاش على مساعداتها ومن منطلق (اتباع ولي النعمة) نفذت تلك الدول الاوامر بطرد السفراء او استدعاءهم ومقاطعة ايران وغلق ممثلياتها دون أي نقاش .
هل ستتضرر ايران من زعل جيبوتي, أو غضب الخرطوم, أو مقاطعة دول بحجم البحرين او الاردن , وهي الدولة التي اعتادت على مجابهة الدول العظمى وتحدي قراراتها بعنفوان الامبراطورية الفارسية . ورسمت لنفسها سياسة تتجه بها وبخطى واثقة لتعلن نفسها واحدة من كبريات الدول في العالم . عن طريق الكشف عن ترساناتها وانجازاتها العسكرية بين الحين والحين, لتكن دولة يحسب لها الف حساب, وتعد العدة لمواجهة اي خطر عالمي بتعزيز دفاعاتها وهجومها تقنيا . وهو ما أرغم الدول العظمى على الرضوخ للحل الدبلوماسي والتوقيع على اتفاقية فرضت فيها ايران العديد من شروطها . بعد ان درست تلك الدول قدرات ايران وخيارات الرد الذي تملكه في حال اختارت الحل العسكري واعتبرته أمرا مرعبا لانها تملك عنصر المفاجأة بالاضافة لما تعلن عنه من مقدراتها القتالية . وهذا التحليل يُكمل دراسات أُجريت حول الرد الإيراني في الخليج الفارسي، ويأخذ بعين الاعتبار قدرة الرد لدى حليف إيران، سوريا ووكلائها اللبنانيين والفلسطينيين والحوثيين بالاضافة لنفوذها في العراق .ولا يسعني هنا الخوض في تفاصيل الاسلحة ومداها , خصوصا وان السعودية وحلفاؤها اعلم من غيرها بتلك الامكانات وهو مافسره تصريح الامير السعودي طلال بن عبد العزيز لاحدى القنوات الالمانية عندما اعترف بأن ايران قادرة على تدمير القوات السعودية خلال 24 ساعة وقال : اخبرنا حلفاؤنا بأن لا نغامر باستفزاز إيران وإلا فاننا سنفتح نار جهنم علينا وأن القوات الايرانية قادرة على تدمير البنى التحتية والقوة العسكرية للمملكة خلال 24 ساعة .
تصريح بهذا الحجم يكشف عن عدم ايمان السعودية بقدرتها على تشكيل اي خطر يهدد ايران او يقلقها, بل ان كل ما تقوم به من تصعيد ومقاطعة انما يأتي تنفيذا لأوامر اسيادها في امريكا واسرائيل .