kayhan.ir

رمز الخبر: 3009
تأريخ النشر : 2014June30 - 21:51

العراقيون والامتحان الصعب!!

قد لا نريد ان نكشف مستورا او نعلن سرا من ان هناك العديد من الدول الاقليمية والتي لم ترق لها ما افرزته نتائج الانتخابات في الشارع العراقي قد اتخذت قرارها الاساسي وهو محاولة افشال هذا المشروع وبكل ما تستطيع حتى ولو جاء على حساب دماء العراقيين وحياتهم .

مهدي منصوري


وقد مارست هذا الامر وبوضوح من خلال العمل على نهجين بل اسلوبين يسيران وبصورة متساوقة وقد عايشها ابناء الشعب العراقي منذ الوهلة الاولى للتغيير اذ نجد في الوقت الذي مارس فيه بعض ادعياء السياسة او الذين باعوا انفسهم بثمن بخس لان يكونوا أداة طيعة لهذه الدول، وذلك بعرقلة التقدم في المشروع السياسي من خلال ممارساتهم سواء كان في داخل الحكومة ام البرلمان بحيث اصبحوا اليد القوية والمساعدة للجهد الاخر الموازي وهو الارهاب فما لم يتمكن ان يحققه الارهاب من النيل من العملية السياسية فان النشاط السياسي المعادي يأخذ دوره، ولذلك وجدنا ان تبادل الادوار بين الجهد السياسي المعادي والارهاب قد اخذ مداه في هذا البلد بحيث وضع ابناء الشعب العراقي امام هاتين الصورتين المأساويتين.

ولكن وفي الجانب الاخر نجد ان القوى الوطنية والمخلصة والتي تريد لهذه العملية السياسية ان تؤدي دورها الفاعل بحيث تضع العراق ضمن الدول التي تعيش الحياة الديمقراطية القائمة على حكم الشعب لنفسه من خلال صناديق الاقتراع وبذلك يستطيعون ان يحققوا لهم ولبلدهم وضعا جديدا مزدهرا قائما على الحرية والعدالة، وقد تمكنت هذه القوى المخلصة ان تثبت قدمها وتصمد امام كل المحاولات المعادية واستطاعت ان تفشل مشاريعهم وخططهم الواحدة تلو الاخرى واستطاعت كذلك ان تضع اولئك المعادين للعملية السياسية في الزاوية الضيقة بحيث اصبحوا معزولين عن ابناء الشعب العراقي ولم يحظوا بالمقبولية، والذي عكسته نتائج الانتخابات الاخيرة بحيث لم يتمكنوا من الحصول على العدد الذي يؤهلهم ان يكون لديهم دور فاعل في العملية السياسية، لذلك ونظرا لهذه النتيجة فانهم بدأوا وبالتنسيق مع الارهابيين والدول الداعمة لهم بالقيام بحركة جديدة تلفت الانظار اولا وتحاول من خلالها تحقيق هدفها الاجرامي الاستراتيجي الذي اتخذته من قبل وهو اجهاض العملية السياسية وذلك من خلال التامر على احتلال نينوي وبصورة مفاجئة لكي يضعوا الحكومة امام صورة جديدة لتفتح لهم مجالا للمناورة في الحصول على المزيد من الامتيازات وعلى حساب ديموغرافية الشعب العراقي اولا وضرب ما افرزته نتائج الانتخابات ثانيا.

الا انه وكما قيل رب ضارة نافعة فقد اثبتت هذه الحركة الخائنة في الموصل مدى تماسك الشعب العراقي بجميع طوائفه ومكوناته من خلال الفتوى التأريخية للمرجعية العليا التي دعت الى الدفاع عن العراق من هجمة الارهاب الشرسة. مما تمكن الوضع الجديد هذا ان يقلب الطاولة على هؤلاء الاعداء اولا وبنفس الوقت استمرار مسيرة العملية السياسية في طريقها من خلال دعوة رئاسة الجمهورية بعقد الجلسة الاولى للبرلمان اليوم.

اذن فان العراق اليوم امام امتحان صعب جدا وامام منعطف مهم وخطير وقد يكون النقطة الفاصلة التي ستحدد مستقبل العراق باكمله ، ولذلك نجد ان الذين فشلوا في اجهاض العملية السياسية وعلى مدى اكثر من عقد من الزمن يحاولون ان يضعوا العصي في الدواليب من جديد، ولكن التحالف الوطني الذي يمثل الكتلة الاكبر قد وضع جميع الاطراف السياسية امام مفترق طرق وهو اما ان يلتحقوا بالمسيرة السياسية أو أن يلفظوا خارجها ومن غير عودة. خاصة وان الاتجاه العام اليوم يسير نحو دعم القوات العراقية ومن يقف معها ويساندها في طرد الارهابي الاجنبي من البلد، وكل من يقف او يعرقل تشكيل الحكومة وبأي ذريعة كانت فان العراقيين سيضعونه في خانة الجهات المعادية لهم وللعراق.