ولايتي: لن نتخلى أبداً عن الرئيس الأسد والعبادي والمقاومة في لبنان وفلسطين
طهران- كيهان العربي:- أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية الدكتورعلي أكبر ولايتي أن الجمهورية الاسلامية في ايران لا تخاف من سياسة الانفتاح وهي العمود الفقري لاستقرار المنطقة والعالم الإسلامي، وأكبر مصدر للطاقة في العالم.
ولفت الدكتور ولايتي في حديثه لصحيفة "السفير" اللبنانية نشرت الخميس، إلى أن الجميع من البيت الأبيض إلى مجلس الشيوخ الأميركي، ومن الإليزيه الى باكنغهام، يقولون إن الجمهورية الاسلامية في إيران يجب أن تكون حاضرة بالتأكيد.
وأكد أن الجمهورية الاسلامية في إيران لا تشعر بأي قلق مما قد تحمله المرحلة الجديدة من "إغراءات" بعد الحصار الطويل 'لأنها الكلفة التي نسددها من أجل الحفاظ على استقلالنا. ونحن نعلم بأن الاستقلال يتطلب هذه الكلفة، وقال: لاحظوا ما هو الفرق بيننا نحن الذين نتمتع بهذا الاستقلال وبين دول أخرى لا تتمتع به . لاحظوا أي بلد أو رئيس أي بلد، سواء من العالم الإسلامي أو دول العالم الثالث ، يتجرأعلى توجيه كل هذا النقد الى أميركا و”إسرائيل” كما يفعل سماحة القائد الخامنئي بكل شجاعة .
ولفت الدكتور ولايتي الى الكلام الذي نقل عن شيخ الأزهر (الدكتور الإمام أحمد الطيب)، الذي طرح فيه وجوب التقارب بين السنة والشيعة حتى لا يستغل الأعداء هذا الخلاف المذهبي بينهم ، وقال : أنا لم أسمعه مباشرة لكنني فهمت أنه قال: "في العالم العربي ليس لدينا أفضل من سماحة السيد حسن نصر الله يقف هكذا بوجه الصهاينة، وهو من الشيعة، ومن لدينا من بين الدول الإسلامية والمسلمين عدا سماحة القائد الخامنئي يقف بهذه الصلابة في وجه أميركا؟ هل من مصلحتنا أن نقول إن هؤلاء منا أم أنهم ليسوا منا؟". هذا في الحقيقة إقامة للحجة بشكل عقلاني. هذه هي فائدة الاستقلال وحصيلته.. وهذا هو ثمن الحفاظ على الاستقلال'.
وفي الطاقة أيضاً، تمتلك إيران النفط والغاز، ولو جمعنا النفط والغاز مع بعضهما لأصبحت إيران أكبر مصدر للطاقة في العالم... إذن، وفقاً للقوة التي نمتلكها والاستقلال الذي نتمتع به وثقتنا بأنفسنا فنحن نعتبر القوة الأولى في المنطقة.
وشدد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية بالقول: لا أحد دعم الرئيس السوري بشار الأسد كما دعمته الجمهورية الإسلامية في ايران. وحتى روسيا لم تقدم ذلك الدعم اللازم. وبمساعدة حزب الله والعراق وفرنا الدعم اللازم للرئيس بشار الأسد وإفشال المخطط الأميركي في سوريا ولبنان والعراق. ونحن لن نتخلى أبداً عن الرئيس بشار الأسد وعن رئيس الحكومة العراقية (حيدر العبادي) والمقاومة في لبنان وفلسطين وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين. وما دمنا على هذا الموقف فالحصار الاقتصادي سيبقى قائماً'.
وأكد الدكتور ولايتي: على الأوروبيين والأميركيين أن يعلموا أن تعاوناً استراتيجياً يتبلور الآن بين إيران وروسيا والصين، وأحد أمثلة هذا التعاون حالياً هو سوريا. ونتوقع أن يمتد هذا الاتفاق ليشمل العراق أيضاً، إذا وافقت حكومته. إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أمام الأمم المتحدة في أيلول الماضي، أنه تمت بلورة التحالف بين إيران وروسيا وسوريا والعراق.
ولفت إلى أن تركيا تعمل في سوريا بكل ما أوتيت من قوة ضد الرئيس بشار الأسد. نحن نحافظ على علاقاتنا الودية مع تركيا، ونواصل هذه السياسة ولكنْ لدينا اختلاف في الرؤية حيال سوريا. لو لم نكن قد قدمنا الدعم للرئيس بشار الأسد ولو تركنا دمشق تسقط لكانت أوضاع سوريا أسوأ مما هي عليه الأوضاع في ليبيا.
أضاف: كان لديهم مخطط لتقسيم سوريا إلى خمس دول، ما لديهم حلم بتقسيم العراق إلى ثلاث دول، وقد وقفنا ونقف بوجه هذا المخطط. وأقول لكم صراحة لو لم يكن هذا موقف إيران لسقطت دمشق وبغداد.. في إحدى جولات التفاوض النووي، كان هناك لقاء بين السيد ظريف والوزير "جون كري"؛ قال كري للسيد ظريف: "نحن على علم بأنكم تساعدون الحكومة العراقية”، فأجاب السيد ظريف: نعم، هذا الأمر صحيح، ولكننا لو لم نقم بذلك، لكان "داعش” يتصل بكم بالهاتف من بغداد، بدلاً من أن يتصل بكم من الموصل، وهو كان يقصد أن "داعش” كان يمكن أن يحتل بغداد، وربما دمشق أيضاً.
وأردف: 'ألم يقل "داعش” إن لا مواجهة مع "إسرائيل” في برنامجه؟ هذا يعني أن "إسرائيل” هي التي كانت ستسيطر على بغداد ودمشق. ولو لم تساعد إيران اليمن لكانت صنعاء سقطت في أيدي هؤلاء الذين يهاجمونها. ولذلك، لا أبالغ حين أقول إن إيران هي حالياً العمود الفقري للمنطقة والعالم الإسلامي. نحن لا نعرف أحداً يقف بوجه أميركا وإسرائيل وحلفائهما بهذه الصلابة في دعمه للعالم الإسلامي كما هي الحال بالنسبة إلى سماحة قائد الثورة. هل تعرفون أحداً آخر بين مضيق ملقة إلى جبل طارق اتخذ هذا الموقف؟! أما أنا فلا أعرف أحداً. هل تعرفون رجلاً كسماحة القائد خامنئي؟'.
ولفت إلى أن 'تركيا تعمل في سوريا بكل ما أوتيت من قوة ضد الرئيس بشار الأسد. نحن نحافظ على علاقاتنا الودية مع تركيا، ونواصل هذه السياسة ولكنْ لدينا اختلاف في الرؤية حيال سوريا. لو لم نكن قد قدمنا الدعم للرئيس بشار الأسد ولو تركنا دمشق تسقط لكانت أوضاع سوريا أسوأ مما هي عليه الأوضاع في ليبيا'.
وقال: لنفترض أنه كان لدى الأميركيين حسن النية، وخاضوا الحرب البرية ضد "داعش”، لكانوا هُزموا.. "الدواعش” والوهابيون وأعضاء "القاعدة” والمتطرفون الآخرون يحاربون عن عقيدة، وهم مثل الخوارج.. وحدها قوات إيران وحزب الله وبعض القوى من الحشد الشعبي في العراق تمتلك القدرة على الوقوف بوجه هؤلاء، لأنها تحارب أيضاً عن عقيدة.
ورفض اعتبار الأوضاع في العراق بأنها بائسة. وقال: أعتقد أن الأوضاع ستتحسن هناك. مصير الحرب في سوريا سينعكس إيجابياً على الأوضاع في العراق. أي تأثير، سواء كان سلبياً أو إيجابياً، في سوريا، يلقي بظلاله على العراق. نعتقد أن الأوضاع في العراق ستحل أيضاً، ولكن الوضع ليس سهلاً. أهمية العراق أكبر من أي بلد عربي آخر. في سوريا ثمة ضرورة فورية لمعالجة الوضع، لكن أهمية العراق تفوق سوريا.
وختم الدكتور ولايتي بالقول: المتطرفون يختبئون خلف السعودية، أو ينشطون بالأموال التي تزوّدهم بها السعودية، وفي كهوف وزيرستان، يقومون بممارسات شنيعة، لو قاموا بها في هذه المنطقة فإن الرأي العام لا يمكن أن يقبل بها، من قبيل أن يقوم أحد من السنة بوضع حزام ناسف ويفجّر نفسه بمسجد للشيعة، أو أن يقوم أحد من الشيعة بإطلاق النار على سنّي. هذه الأمور كانت تحدث لدى الأوروبيين والمسيحيين أيضاً.