kayhan.ir

رمز الخبر: 29702
تأريخ النشر : 2015November20 - 21:16

الامير الواقعي لداعش

المقولة التاريخية التي اطلقها الامام الخميني (رض) والتي بقيت ولازالت مدوية وتترك تاثيرها الكبير في العالم، وهي توصيفه لاميركا بانها الشيطان الاكبر، فقد ثبت ان الامام الراحل الكبير لم يطلق هذا الوصف على عواهنه او ناتج عن رد فعل معين، بل ان الايام تؤكد و بصورة لا مجال فيها للشك ان اميركا لم تكن الشيطان الاكبر وصفا بل هي تقمصت هذه الشيطان بحيث اصبحت تعبث بمقدرات الشعوب وبصورة تفتعل فيها الازمات وتهيئ لها اسبابها من المال والرجال وتخلق النزاعات في البلد الواحد او بين البلدان، وقد يكون هذا الامر لم يكن غريبا على السياسة الاميركية المخادعة على مدى الزمان ، وقد تأكد هذا الامر وبرز بشكل واضح بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وعندما اطلق حينها الرئيس الاميركي بوش ردا على هذه الاحداث التي لازال يلفها الشك والغموض ولهذه اللحظة من ان الحرب الصليبية قد بدأت، ولذلك عملت واشنطن على الوقوف ودعم مجموعة من الحاقدين على انفسهم من المرتزقة بالمال والسلاح من اجل خلق الازمات واشعال الفتن في بعض البلدان التي لا تنتهج او لا تسير في المسار الاميركي وقد مهدت لذلك من خلال غزوها للعراق وافغانستان بحيث وضعت الابواب مفتوحة في هذين البلدين لدخول من هب ودب وتحت ذريعة كاذبة وزائفة والتي هي اوجدتها، ألا ومن يريد ان يجاهد اميركا عليه ان يأتي الى العراق وافغانستان. وقد تم ذلك من خلال خطة تعاونت عليها واشنطن وقدمت اليها المساعدة كل من السعودية وقطر وتركيا وبعض دول المنطقة.

ومن الطبيعي جدا ان واشنطن هي التي تدير هذه المنظمة مباشرة من خلال ما صدرت وتصدر تصريحات من كبار مسؤولي الاستخبارات الاميركية التي تؤيد هذا الامر والذي يؤكد الموضوع ان واشنطن لديها من المعلومات التفصيلية عن هذه المنظمة الارهابية وعن قادتها وافرادها وتعدادها بحيث ثبت للعالم ان واشنطن هي القائدة الحقيقية والواقعية لداعش وليس الاسماء التي طرحت وتطرح من امثال الزرقاوي والبغدادي وغيرهم الذين لازالوا مختفين عن الانظار، ولديها من التفاصيل بحيث ان اي مسؤول كبير في هذا التنظيم ينال حتفه سواء كان في سوريا او العراق نجد وكالات الاستخبارات الاميركية ترفد الاعلام بمعلومات دقيقة عن حياة هذا الشخص وكانه قد خدم من قبل في هذه الاستخبارات. او في الواقع انه كان موظفا فيها.

واليوم وبعد ان انتفضت الشعوب خاصة الشعبين العراقي والسوري وجندوا فواهم في مكافحة هذا التنظيم المشؤوم وتمكنوا ان ينالوا منه نيلا كبير بحيث يمكن القول انه قد اكثر من ثلثين من قدراته وامكانياته التي كان يتمتع بها مما وجدت واشنطن بهذا الامر هزيمة كبيرة لمشروعها ومخططها الذي اعدته للمنطقة، فلذلك فهي اليوم تحاول وقدر الامكان تقديم الدعم اللازم سياسيا لوجستيا من اجل ان لايصل الى الانهيار ، وكذلك تحاول ايجاد له موقع في الواقع السياسي سواء كان في العراق اوسوريا من خلال ما تطلقه من مسميات خادعة وهي المعارضة المعتدلة.

والذي يعتقده الجميع اليوم ان واشنطن والدول التي وقفت معها كالسعودية وقطر وتركيا قد انكشف امرها وبان مخططها في دعم هذا التنظيم الارهابي بصورة مباشرة وغير مباشرة، قد اخذ يشكل اليوم خطرا كبيرا يتهدد ليس فقط أمن الدول التي تم زرعه فيها، بل أمن كل الداعمين الاساسيين، ولذلك فهي تعيش حالة من الارباك وعدم التركيز لان وكما قيل ان الاطلاقة التي رمتها قد ارتدت اليها وبصورة مفزعة ومخيفة.

لذا فان تنظيم داعش الذي يواجه الضربات والهزائم المتلاحقة في كل العراق وسوريا وان اميركا وحليفاتها اصبحت يائسة من دوام بقائه، ولابد ان يرسل حمم نيرانه على الذين قدموا الدعم له انتقاما، وما احداث فرنسا والتي ستليها في بعض الدول الغربية هو الرد الحقيقي لانتقام هذا التنظيم.

لذلك فعلى واشنطن والسعودية وتركيا وقطر وأي دولة قدمت المساعدة للارهابيين ان تنظر اللحظة التي سينتقمون فيها منهم وليس ذلك ببعيد.