أمير عبد اللهيان: الرئيس الأسد خط أحمر ولن نسمح لأحد باتخاذ القرار نيابة عن الشعب السوري
طهران - كيهان العربي:- قال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، إنه لولا دعم الجمهورية الاسلامية في ايران والدور الذي لعبه مستشاروها العسكريون لكانت دمشق سقطت خلال السنوات الثلاث الأولى من تعرضها لهذه الفتنة والمؤامرة، حيث لم تسمح طهران بسقوط حكومة الرئيس السوري بشار الاسد هناك، من قبل الجماعات الارهابية و الدول الداعمة لهم .
واشار الدكتور أمير عبداللهيان خلال كلمته امام ملتقى "سوريا قلب المقاومة"، الى الصحوة الاسلامية والتطورات التي تشهدها منطقة غرب آسيا، وقال: على الرغم من ان البعض يحاول ان يوحي بان المنطقة لم تشهد صحوة اسلامية، وانها لم تحصل في تطورات المنطقة على مدى السنوات الخمسة الماضية، الا اننا نلمس بوضوح هذه المسألة بفضل الثورة الاسلامية في ايران وعقيدة الثورة الاسلامية وافكار ومبادىء الامام الخميني /قدس سره/ واستمرار هذه المسيرة على يد سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي .
ونوه الدكتور مساعد وزير الخارجية الى ان شهداء الثورة الاعزاء والدفاع المقدس وكذلك مدافعي الحرم ساعدوا في هذه المسيرة لتجد الثورة الاسلامية هذه الفرصة ليكون لها اليوم نفوذا في المنطقة وفي بعض نقاط العالم ، مضيفا : ان سبب محاولة الاطراف المقابلة تغيير مسيرة الصحوة الاسلامية في المنطقة، هو نفوذ وثقافة الثورة الإسلامية .
وضمن اشارته الى تطورات الصحوة الاسلامية في مصر، قال الدكتور أمير عبد اللهيان: ان الشباب المصري قالوا ان الذي دفعنا للثورة هو علاقة ودور الشباب الايراني بثورته الاسلامية بهدف التنمية والتطور، وقد اقتدينا بهم . وأضافوا: ان وسائل الاعلام المصرية والعالم الغربي كانت تسعى لان توحي بان مسؤولي الثورة الاسلامية مثيري حروب، وان هذه الاجواء الاعلامية تسببت بوصف وسائل اعلام المسؤولين الايرانيين بانهم متخلفين خلال العقد الثاني من انتصار الثورة الاسلامية .
واكد قائلا: أن المصريين يفخرون بتاريخهم الطويل والمشرف، ونحن سعداء بحصول شخص مثل البرادعي على مكانة دولية مهمة، وإن كلامه يلفت نظر المصريين .
وأضاف: عندما أشار البرادعي الى ان أعمار العلماء النووين الإيرانيين تتراوح بين 25 الى 27 سنة، قال المصريون ان هذا الأمر شكل حافزا لنا.
واشار مساعد وزير الخارجية الى اهمية خطاب الثورة الاسلامية في المنطقة موضحا ان هذا الخطاب يمثل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة والعالم وهو مدعوم بالانجازات العلمية والدفاعية وخطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي وتعليماته، ويمكن اعتبارها اهم جزء من اجزاء قوة الجمهورية الاسلامية في ايران.
وبيّن الدكتور امير عبد اللهيان: ان الغربيين يؤكدون دائما على المواقف الحازمة والراسخة لسماحة قائد الثورة الاسلامية، وقال: ليس هناك أدنى شك على الإطلاق بان إيران الاسلامية لها نفوذ معنوي في المنطقة، لكن هذا لا يعني انها تتدخل في شؤون هذه البلدان ، مؤكدا ان ايران الاسلامية لا تنوي التدخل في شؤون أي بلد . واضاف : البعض يعتقد بان النفوذ يعني التدخل في شؤون الغير، الا ان هذا ناجم من سوء فهمهم للامور.
وفي جانب اخر من كلمته اشار مساعد وزير الخارجية الى عدم تدخل طهران في شؤون البحرين وانها لا ترى حاجة لذلك، ولفت الى تصريحات سماحة القائد الخامنئي بان ايران لو كانت قد تدخلت في شؤون البحرين لكان وضعها الان مختلفا .
وتطرق مساعد وزير الخارجية الى الدول المشاركة في اجتماع فيينا حول سوريا قائلا: أن الدول الخمس الاعضاء في الامم المتحدة شاركت في الجولة الثانية من محادثات فيينا حول سوريا، وقد تم حسب طلب ايران، اضافة العراق ولبنان وعمان الى هذه المجموعة، لاننا نعتقد أن الدول التي كان لها خلال السنوات الخمس الماضية دورا مؤثرا ورئيسيا في سوريا يمكن ان يكون لها الان دور مصيري في حل الازمة في هذا البلد .
ونوه الدكتور امير عبد اللهيان إلى ان طهران وافقت على المشاركة في اجتماعات فيينا حول الأزمة السورية، كي تغير وجهة نظر بعض الأطراف، التي دعمت المجموعات الارهابية بالمال والسلاح، كما أكد إصرار الجمهورية الاسلامية في ايران على عدم السماح للآخرين باتخاذ قرارات بدلا عن الشعب السوري لانه هو المسؤول عن تقرير المصير السياسي لبلاده.
واسترسل مساعد وزير الخارجية قائلا: ان الجمهورية الاسلامية في ايران قامت خلال الازمة السورية بأمر مهم جدا وهو عدم السماح بالاطاحة بالنظام السياسي السوري على يد الارهابيين وان هذا جزء من مفاخرنا .
وتابع قائلا: ان بعض الدول استخدمت من أجل تحقيق اهدافها السياسية اقذر الطرق والاساليب وهي استخدام الارهابيين . وتابع قائلا: ان اجراء الانتخابات في سوريا يتطلب أمورا اساسية مثل وقف الحرب والسيطرة على الحدود وتحديد وضع مجموعات المعارضة والمجاميع الارهابية.
واشار الدكتور امير عبد اللهيان الى الأحداث الاخيرة التي وقعت في باريس مبينا ان احداث باريس اثبتت مدى خطأ استراتيجية استخدام الارهابيين كاداة لتحقيق الاهداف، وان النقطة الاساسية في هذه الاحداث هي الدول التي تتبع الطريقة الخاطئة المبنية على استخدام الارهابيين وتسهل لهم اجتياز الحدود وتقدم المساعدات لهم وهذا نهج غير صحيح أبدا .
وحول دور مستشاري ايران في سوريا اكد بالقول: ان دور هؤلاء المستشارين هو مساعدة سوريا، لكن اميركا والغرب ينظرون الى هذه الكلمة من منظور جديد، ويعلنون أن مستشاريهم يقدمون مساعدات لما يسموه بـ "المعارضة المعتدلة"، إما مستشارينا فيساعدون من أجل الحرب !!!، ونحن نعتقد ان المعارضة المسلحة لا يمكن أن تكون معتدلة ابدا ، حيث لو كانت معتدلة لكانت تسير في اطار عملية سياسية .
ونوه مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية الى ان الجمهورية الاسلامية في ايران ترى في الرئيس بشار الأسد خطا احمر باعتباره الرئيس الشرعي لسوريا ولا يمكن لأحد تقرير مصير هذا الشعب إلى حين إجراء انتخابات.
واوضح الدكتور أمير عبد اللهيان: ان هدف مشاركة الفريق الايراني في محادثات فيينا حول الازمة السورية، هو عدم السماح للآخرين باتخاذ قرارات بدلا عن الشعب السوري، مؤكدا ان طهران تنفذ بدقة توجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية ولن نسمح للاخرين ابدا باتخاذ قرارات بدلا من الشعب السوري.