السلاح ليس مهما!!
يحكى انه في احدى معارك المسلمين الاولى ان أحد قادتهم كان يملك سيف بتارا يتناوش به الاعداء ويلتقطهم واحدا بعد الاخر ويرديه قتيلا، مما اثار اعجاب بعض المقاتلين الذي قال لصاحبه آنذاك انظر كيف يفعل هذ القائد بسيفه في قتل الاعداء، فاجابه ان الفعل ليس للسيف بل لليد التي تحمل هذا السيف.
تداعت الى ذهني هذه القصة وانا استمع لخبر تسليح اميركا للسعودية بمعدات عسكرية متطورة تجاوز قيمتها اكثر من مليار ونصف دولار، وكذلك عادت بي الذاكرة لتلك المقابلة التلفزيونية التي اجرتها احدى قنوات الفتنة السعودية وهي تناقش قدرة ايران التسليحية وكيف يمكن مواجهتها من قبل دول الخليج الفارسي.
وقد فجر ضيف هذه القناة الذي جيئ به ليناقش الموضوع قنبلة افزعت مقدم البرنامج، بعد ان سأله ان دول الخليج الفارسي تملك من الامكانيات التسليحية ما يفوق لدى ايران لذلك فان مواجهتها لم يكن صعبا او عسيرا، وكان الجواب الصاعق الذي تلقاه مقدم البرنامج من هذا الضيف عندما اجابه بالقول اني لا اخفيك أمرا من اننا صحيح نملك خزان تسليحي هائل وكبير، ولكي عليك ان تدرك من اننا لايحق لنا ان نستخدم هذا السلاح الا بموافقة واشنطن. اي انه سلاح مخزون ومقفل عليه وان مفتاح استعماله بيد اميركا، وبمعني اوضح انه متى ما سمحت لنا واشنطن باستخدامه يمكن ان نستخدمه بحيث اجابه مقدم البرنامج ان هذا الكلام خطير وقد يخلق لنا مشكلة الان.
اذن فان السعودية وغيرها من مشيخات الخليج الفارسي لا تحتاج الى تكديس السلاح وتخزينه لانها ومنذ نشؤها وليومنا هذا وهي تشتري الاسلحة وان لم يكن سنويا فمقطيا، الا ان اصبح في بعض مخازن هذه الدول مجرد حديد خردة لما ناله من الصدأ، بحيث انتفت الاستفادة منه وتم بيعه بثمن بخس بعد ان استهلك ميزانياتها من الاموال الطائلة.
والواقع هو ماقاله ضيف البرنامج من ان دول الخليج الفارسي لا ينقصها التسليح بل الذي ينقصها هو استقلال الرأي والارادة في استخدام هذا السلاح اولا، كذلك الايدي التي تستخدم هذه السلاح، لان الجميع يدرك ان جيوش دول الخليج الفارسي لا تملك القدرة والخبرة على استخدام السلاح المتطور ولا يتأتى لها ذلك لان واشنطن لا تريد لم تدربهم على ذلك خوفا من ان يفلت عفال هؤلاء ويستخدمونه خارج اطار الاتفاق المبرم بينهما خاصة وان لا يستخدم ضدالكيان الصهيوني الغاصب للقدس.
واللافت وكما ذكرت بعض المصادر وايدته الوقائع على الارض ان السعودية ودول الخليج الفارسي تملك اسراب من الطائرات الحربية، الا انه لا يوجد لديهم طيارين يستقلون او يستخدمون هذه الطائرات، بل ان اغلب قادة الاسراب هم اما باكستانيون او اميركيون او صهاينة. وان كان موجودا فهو عدد محدود لا يتعدى اصابع اليد.
لذلك يتضح وكما افادت اوساط اعلامية وسياسية اقليمية ودولية ان شراء السلاح من قبل مشيخات الخليج الفارسي ليس من اجل استخدامه او الاستفادة منه بل هو من اجل ان لا تغلق مصانع التسليح في الدول التي تصدر السلاح الى هذه الدول كاميركا وفرنسا وبريطانيا ومن اجل ان لاينهار اقتصادها هذا من جانب، و من جانب آخر هو العمل من قبل هذه الدول لان لا تملك هذه الدول رصيدا ماليا ضخما قد يستخدمونه يوما ضدها فيما اذا تمكنت شعوب هذه الدول من تغيير المعادلة القائمة الان.
واذا كان السلاح التي تشتريه هذه الدول خدمة لشعوبها لكانت استخدمته وعلى اقل التقادير في دعم ابناء فلسطيني الذين يواجهون العدوان والجرائم الصهيونية في كل ساعة ولحظة ، ولكن وبالعكس من ذلك فان السعودية تستخدم سلاحها الفتاك ضد المسلحين الابرياء في اليمن والشعوب الاخرى في العراق وسوريا كل ذلك استجابة للسيد الاميركي.