kayhan.ir

رمز الخبر: 2940
تأريخ النشر : 2014June29 - 21:34

حلال على الرياض ..حرام على بغداد!!

الازدواجية في التعامل والتي صبغت المواقف السياسية لحكومة الرياض بحيث وضعت المراقب في حالة من عدم وضوح الرؤية.

ففي الوقت التي اكدت فيه كل التقارير التي صدرت من مراكز الابحاث والتصريحات التي انطلقت من افواه المسؤولين سواء كانوا في المنطقة او العالم، بل وحتى من داخل الرياض والتي اكدت وبصورة افصحت عن نفسها وبوضوح ان السعودية قد رمت بثقلها وبما تملك من امكانيات خاصة في الداخل من خلال حشد دعاة الضلال والتكفير من اصدار الفتاوى التي تحث على الكراهية والقتل وتجند الشباب السعودي على مرأى ومسمع من الجميع وتدفع بهم للذهاب الى المناطق الساخنة سواء كان في افغانستان او العراق او سوريا او غيرها من البلدان من اجل نشر الصورة السيئة عن الاسلام الحقيقي والتي تناغمت مع ماارادته واشنطن، وكان يتراءى للمراقب ان هناك تنسيقا قد تم بين الرياض وواشنطن على تشويه صورة الاسلام الحقيقي في اذهان الناس من خلال ما تعكسه المجاميع الارهابية من ممارسات تتنافى مع ابسط قواعد حقوق الانسان بل وحتى الحيوان،ولكن من حماقة القائمين على دعم هذا الارهاب وتقويته واستمرار ديمومته لم يتصوروا يوما ما ان هذه الجرثومة الخطيرة سوف تطرق أبوابهم وكأنهم قد اخذوا لقاحا مضادا ضدها.

الا ان متغيرات الاحداث والاوضاع على الارض والتي تحقق فيه الانتصار على الارهاب من خلال صمود الشعوب امام هذه الهجمة الشرسة والتي ازالت الغموض عن هذه المجاميع الارهابية وانكشفت بحيث اصبحت في مرمى هذه الشعوب التي رفضتها ولفظتها بحيث لم تجد لها اليوم مكانا يمكن ان يحميها لستر عورتها.

ولذلك فان الضربات المتلاحقة التي اصيبت بها هذه المجاميع والتي وضعها في حالة من الضعف الكبير والذي أوصلها الى حالة من الانهيار المضني مما يفرض عليها مرغمة ان تعود من حيث أتت، ولذلك فان السعودية ومنذ فترة ليست بالبعيدة وعندما استشعرت بخطر هؤلاء عليها وانهم سيصفون الحساب مع الذين دفعوهم ووضعوهم امام فوهات البنادق وجعلت منهم ضحية لافكار طائفية حاقدة، لذا جاءت الاوامر الملكية والتصريحات التي أكدت حالة الخوف والرعب التي انتابت الحكم السعودي وذلك باطلاق الدعوات للاستعداد والتهيئة من اجل صدهم وعدم السماح لهم بايجاد موضع قدم لهم كما جاء في الامر الملكي بالامس والذي طالب به ان يسحقوا هؤلاء الارهابيين سحقا ان شكلوا خطرا على أمن المملكة.

والسؤال المهم هنا والذي سيفضح السياسة السعودية على الاشهاد وهو : ففي الوقت الذي تطالب به الرياض سحق هؤلاء الارهابيين فيما اذا شكلوا خطرا على المملكة، كيف سمحت لنفسها ان تدافع عنهم وبصورة قاتلة عندما يقومون بأبشع جرائم القتل وسبي النساء وتدمير البنى التحتية سواء كان في سوريا او العراق؟.

وكيف اصبحوا اليوم ارهابيين عندما يواجهون مملكة آل سعود الا انهم وفي غير المملكة ينقلبوا وبقدرة قادر الى ثوار مطالبين بالحقوق، وهل يعقل ان سعوديا اوافغانيا او شيشانيا او تونسيا يطالب بحقوقه من الحكومتين العراقية والسورية؟

اذن فان الاصوات التي كانت تتنادى وتحذر وتؤكد ان السعودية هي الداعمة للارهاب قد ثبت توقعها وذلك من خلال اعتراف ملك السعودية في البيانات التي اصدرها وخلال الايام الماضية.

لذلك يستدعى من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان وكل المعنيين بالشأن الانساني ان تأخذ هذه البيانات والاوامر الملكية دليلا قاطعا على دعم السعودية للارهاب والارهابيين لملاحقتها قضائيا وانزال القصاص العادل بها.