kayhan.ir

رمز الخبر: 29154
تأريخ النشر : 2015November10 - 20:53

السياسات السعودية تصاب بوعكة صحية تشبه ما يصاب ملوكها

هادي المغربي

السعودية في مأزق، خلاصة القول في اوضاع آل سعود سياسياً و عسكرياً و حتي اقتصاديا في الوقت الراهن، فرضها الواقع الميداني، فغياب استراتيجية واضحة لدي السلطات السعودية في كل الميادين السياسية و الإنشقاقات و التباين في الآراء جعل الواقع يصف حالة السعودية بالمريضة حيث تمر الملكة بوعكة صحية تشبه ما اصاب بها الملك السابق لها.

فمع استمرار الهزائم تلو الاخرى التي يعاني منها نظام ال سعود في اليمن، بموازاة الهزائم والصفعات التي تلقاها في ساحات اخرى، بدأت بعض وسائل الإعلام تشير الى اقتراب نهاية أيام العدوان على اليمن، و تحدثت قبل أيام، عن وجود اتفاق أميركي ـ سعودي أعطت واشنطن بموجبه الرياض مهلةً حتى منتصف الشهر الجاري ، وهو موعد بدء المحادثات بحسب إعلان المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ، لتحقيق أي إنجاز ميداني يمكنها استخدامه على طاولة المفاوضات، بعد تراكم الفشل العسكري طوال ثمانية أشهر مضت.

وبالطبع فان هذه الخطوة إنما جاءت بعد المأزق الكبير الذي استنزف اقتصاد الممكلة ، ما زاد من بلة طين الخلافات العائلية اللامتناهية داخل الأسرة الحاكمة، بعد تراكم خيبات الأمل من فشل العدوان السعودي على اليمن، إذ و بسبب هذا العدوان، ازدادت الانشقاقات داخل العائلة الحاكمة، وباتت هذه الحرب مكلفة كثيراً مادياً وإنسانياً ، و انهالت الاتهامات على محمد بن سلمان باستعجال شنّها من دون إستراتيجية واضحة أو خطّة خروج، ما أظهر الكثير من المشاكل الاقتصادية داخل المملكة ، يضاف إليها مأساة الحج الأخيرة وتبعاتها في العالم الإسلامي، وتصعيد الأزمة مع إيران، وخصوصاً بعد التدخل الروسي ـ الإيراني الأخير.

ويسيطر الفشل وحده دون سواه على أعمال التحالف العدواني على اليمن ، وكل المحاولات التي تسعى الرياض إلى تقديمها للحليف الأمريكي لا يمكن أن تتحقق، وخير مثال على ذلك، خير الفرحة الغير مكتملة حين اعتقدت الرياض أنها سيطرت على الجنوب اليمني ، وتلك الفرحة التي تبددت بتوغل كل من "القاعدة” و”داعش” و الإرهابيين على المشهد ، وامتلاكهم زمام الأمور على الأرض ، وبالتالي ضاعت الورقة السياسية التي من الممكن للرياض أن تستغلها على طاولة المفاوضات، بل إن خطورة الوضع في الجنوب اليمني، ربما يزيد من فشل العدوان السعودي على اليمن، حيال الرأي العام العالمي.

ولاشك ان غياب الإستراتيجية الواضحة في بدء الحرب على اليمن ، إنما يقابله غياب إستراتيجية للخروج من تلك الحرب ، يمكن أن تحفظ ماء وجهها، وما زاد الطين بلة، التكلفة الباهظة للحرب على المستويين المادي والمعنوي لتلك الحرب، حيث هناك أنباء عن تحذيرات للمنظمات المالية العالمية كمنظمة النقد الدولي في نفاذ احتياطات المالية للملكة في السنوات القريبة القادمة في حال استمرار الحرب علي اليمن، و لاننسي الخيبة المعنوية التي منيت بها الجش السعودي و الإماراتي بالخصوص ما أدي بالأخير التراجع و سحب قواته من اليمن، وبالتالي ، لم يعد بمقدور واشنطن إعطاء الرياض المزيد من الوقت ، خاصةً بعد إدراكها أن القضاء على ابطال الجيش اليمني و اللجان الشعبية و ارادة الشعب اليمني، أمر مستحيل، وبالتالي لا بد من إعادة ترتيب الأوراق، حتى قبل انتهاء المهلة التي أعطتها للرياض من أجل تحقيق إنجاز ميداني على الأرض ، وهو ما يفسر محاولة واشنطن محاورة أنصار الله عبر وسطاء ، وهم أعضاء المؤتمر الشعبي العام، ومن جهة ثانية تحاول الافادة من العدوان مع حليفها السعودي في محاولة لجعل تأثيرهم محدوداً في أي عملية سياسية مقبلة.

النجم الثاقب