الطائرة الروسية ضحية ارهاب التحالف
رغم مرور اكثر من اسبوع على الحادثة المأساوية لسقوط الطائرة الروسية المدنية فوق صحراء سيناء والتي كان على متنها 224 راكبا روسيا لقوا حتفهم جميعا، لازال الغموض يلف الحادث وان التحقيقات جارية على قدم وساق لمعرفة ملابساته لكن حتى الساعة لم يجمع الخبراء على فرضية واحدة حول الحادث لان التحقيقات مازالت مستمرة لكن مصادر مصرية مقربة من التحقيق افادت بان تحليل الصندوقين الاسودين" يتيح بقوة" فرضية الاعتداء بقنبلة فيما تسربت معلومات قبل ذلك تفيد بان بيانات الصندوقين الاسودين تؤكد بان الطابع "العنف المفاجئ" كان وراء الحادث.
هذا على صعيد المعلومات المستخرجة من الصندوق الاسود وليست نهائية، امام تسرب من معلومات استخباراتية نقلا عن محطة "ان بي سي" الاميركية عن مسؤولين اميركيين بان اتصالات جرت بين زعماء تنظيم داعش في الرقة بسوريا باشخاص في شبه جزيرة سيناء تضمنت المباهاة باسقاط الطائرة الروسية.
لكن ما كان اكثر اثارة ومحل تساؤل بان لندن وعلى لسان كاميرون وعشية زيارة الرئيس السيسي الى بريطانيا، هو اول من اشار الى احتمالية انفجار قنبلة كانت على متن الطائرة الروسية وتسببت بالحادث وهذا لا يخرج عن احتمالين الاول: اما يكون مجرد تكهن ام ان يكون الرجل على معرفة بالحادث من خلال التصاقه بالتحالف الثلاثي المشؤوم بين اميركا والكيان الصهيوني والسعودية للانتقام من روسيا ومصر في آن واحد لدخول الاولى على خط الازمة السورية وحسم الموقف فيها لصالح محور المقاومة والثانية لموقفها المؤيد لروسيا في سوريا لان ما يحدث اليوم في سوريا تعتبر فاجعة كبر ى لهذه الاطراف التي وظفت كل امكاناتها وقدراتها العسكرية والمادية خلال الخمس سنوات الماضية وجلبت ما تمكنت الوحوش الكاسرة من ادنى الارض وفتحت ايدهم لارتكاب ما ندر من الجرائم الفظيعة والمجازر الوحشية لتدمير الدولة السورية والقضاء على نظام الرئيس الاسد واذا بها تجر اليوم ذيول الخيبة والذل والهزيمة لذلك لم يبق امامها سوى عمليات الانتقام ليهدأ من روعها ويبرد غليلها المشتعل من نيران الانتصارات المتواصلة على الساحة السورية.
فاستباق لندن وواشنطن ومن اعلى قمة الهرم نتائج التحقيقات في كارثة الطائرة الوسيلة وترجيح كاميرون واوباما لفرضية عمل ارهابي ادى الى تحطم الطائرة الروسية بعيد اقلاعها من مطار شرم الشيخ، لم تكن من ضرب الخيال وانما تدل على ان هناك معلومات قد وصلتهما وهنا يكمن التساؤل ما هو ارتباطهما بالحادث وكيف وصلتهما هذه المعلومة ان لم يكونا على علم بالحادث، في وقت ان الخبراء من جنسيات مختلفة لم يتفقوا حتى الان على فرضية واحدة حول سقوط الطائرة الروسية في سيناء.
ان المخططين لهذا الحادث الانساني المفجع انتخبوا صيدهم بدقة متناهية ليوجهوا اكبر ضربة للاقتصاد المصري من خلال مواجهة قطاع السياحة فيها لمخاطر كبيرة لانه يشكل 12٪ من الدخل القومي للبلاد، جراء موقف مصر الاخير من سوريا وتاييدها للضربات الروسية وكذلك موقفها السلبي في اليمن. وحتى تنجلي الغبرة وتصل التحقيقات الى خواتمها فان الاحتمالات المطروحة هي سيدة الموقف نظرا لضعف الاحتمالات الاخرى اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار صيانة السلامة في الطائرة وتقنيتها العالية.