انهيار الاستراتيجية الاميركية
الضغوط التي تمارس على ادارة اوباما من قبل الكونغرس والتي تؤكد ان اميركا لاتملك استراتيجية واضحة في التعامل مع الازمات في العالم والتي شكلت حالة من الارباك لدى هذه الادارة خاصة بعد مطالبات اعضاء الكونغرس ان يفصح عن استراتيجية وبصورة شفافة خاصة بعد ان اتضح للجميع ان اميركا اليوم قد فقدت مصداقيتها ليس في المنطقة فحسب في العالم لانها قد انحسر نفوذها من جانب ولم يعد لها ذلك التاثير في مايجري، لان سياسة القطب الواحد التي كان المعول الذي تستبعد به واشنطن الشعوب في تحقيق مشاريعها واهدافها قد انكسر. خاصة بعد ان دخلت روسيا على الخط وبصورة قوية بحيث فرضت نفسها كلاعب قوى واساسي ويتماشى مع اهداف وتطلعات شعوب المنطقة خاصة مواجهة الارهاب.
وتمكنت موسكو ان تضع واشنطن ومن خلال ممارساتها هذه في الزاوية الضيقة، بحيث كشفت زيف وكذب خططها السابقة في ادعائها بمواجهة الارهاب بحيث غيرت اتجاه بوصلتها وبصورة غير متوقعة واتجهت لتدافع عن هذا الارهاب وتقدم الدعم اللازم له، وكذلك اخذت توجه الاتهام الى موسكو بانها لم تأت للمنطقة لمواجهة الارهاب بل مواجهة المتحالفين والمتعاونين معا.
اذن وفي ظل هذه الاوضاع ومحاولة من واشنطن لاستعادة مصداقيتها اخذت تصدر التصريحات القديمة الجديدة والتي لا تختلف عن سابقاتها والتي لم تكن سوى صراخ بل وكنباح الكلاب ليس الا. لان واشنطن تعيش اليوم وضعا صعبا بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها.
ولذلك فان تصريحات وزير الحرب الامركي بالامس والتي تنم عن حالة الانهيار والانهزام والقلق والتي تركزت على ان استراتيجية اميركا التي تقوم على محاربة ايران ودعم اسرائيل وحماية دول الخليج الفارسي لازالت قائمة.
ولا ندري ما هي الاسباب التي دعت كارتر لاطلاق مثل هذه التصريحات في الوقت الذي يعرفها الجميع ولم يكن فيها شيء جديد؟.
بطبيعة الحال فان مثل هذه الرسائل وعندما تنطلق على لسان المسؤولين الاميركيين يعكس وبوضوح حالة الانكسار كما اسلفنا. والا فان الاوضاع اليوم في المنطقة خاصة في العراق وسوريا والارض المحتلة وكذلك في بعض دول الخليج الفارسي تسير بالاتجاه المعاكس لما تريده وقررت له واشنطن. وان مستقبل الايام وكما هو واضح للجميع لم يكن في صالح واشنطن لان انهيارالارهاب ودحره سوف تفشل المشروع الاميركي الاقليمي برمته وتضعه في خبر كان، وبنفس الوقت ان محاولات واشنطن لايقاف زخم الانتفاضة الفلسطينية في القدس والضفة قد باءت بالفشل، واثبت انها ستستمر مما يعكس ضعف وانهيارالكيان الصهيوني في مواجهاته وبصورة تفرض عليه اما الاستسلام لارادة هذا الشعب اوانه يبقى يتلقى الضربات اليومية الموجعة والمؤلمة، واما دول الخليج الفارسي فانهم قد جربوا مصداقية اميركا وبصورة وضعتهم في حالة من القلق والارباك لان واشنطن تبحث عن مصالحها فقط ومن السهولة ان تتخلى عن حلفائها فيما اذا تضررت مصالحها بوجودهم كما حدث في العراق ومصر وغيرها في البلدان.
اذن فان واشنطن اليوم تريد ان تقول ومن خلال تصريحات كارتر انها لازالت موجودة وحسب. لان الشعوب اليوم تملك حالة من الوعي والادراك بحيث فهمت ان واشنطن لم تكن سوى طبل اجوف لا يمكن ان يفعل شيئا وهو ما تؤكده المقولة التاريخية للامام الراحل (رض) من اميركا لا يمكنها ان ترتكب أي خطأ يذكر.