kayhan.ir

رمز الخبر: 28885
تأريخ النشر : 2015November06 - 20:40
بمناسبة مرور اربعين يوما على الفاجعة المروعة..

مني.. والاسئلة الحائرة امام "العقل" السعودي!

مروة ابومحمد

مضي أربعون يوما على فاجعة مني ولا تزال الاجابات حائرة امام اسئلة عشرات الأسر التي فقدت ابناءها وآبائها في الحادث دون ان تعلم مصيرهم الي اليوم..

أربعون يوما وسفهاء آل سعود يصرون علي عدم مسؤوليتهم عن الحادث ويصفون اي صوت حر مطالب بالكشف عن تفاصيل "الجريمة" بانه "تسييس" للحادث ولما يحصل في الحج برمته.. بينما هم "عاجزون" عن تقديم آخر ارقام الكارثة واحصائية عن عدد الذين قضوا فيها والمفقودين!.. والتي احصيت بـ 7477 بين ضحية ومفقود!

في منطق آل سعود، مجرد النطق جريمة يحاسب عليها قانون "الغاب" السعودي والانسان الموجود (الناطق حسب التعريف المنطقي الذي يرفظه آل سعود وكهنتهم) مجرم ما لم يثبت لهم عكس ذلك، والمؤسف انهم يتصرفون مع مسلمي سائر البلدان، كما هم رعاياهم في داخل سجن المملكة السعودية، حيث لا يحق لشخص ان ينتحل غير ملتهم (الوهابية) ولا يتحدث بغير لغتهم (الكراهية) ولا ان يفتح فمه فيما عدي التسبيح والثناء "لولي النعمة" الذي يتدخل في تفاصيل الامور.. لأن كل ما يصل الي المواطن من "القبلية" فهو مكرمة للملك وولي عهده وولي ولي عهده واصحاب السمو الامراء!

دولة "المكرمات" هذه تريدان تجعل من قتل المسلمين بسبب عجزها وفشلها واهمالها (اذا احسنا الظن ولم نقل ان الأمر مدبر بليل) ايضا "مكرمة".. وعلي غرار "مكرماتها" في قصف اطفال اليمن بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، وتدمير العراق وسوريا بالسيارات المفخخة وتسليح الارهابيين الوهابيين...

أربعون يوماً.. والسعودية تمنّ على المسلمين انها دفنت ضحايا منى على اراضيها و" اكرمتهم" فلم تأخذ منهم مصرفات التجهيز والدفن!

أربعون يوماً.. وآل سعود، صامتون لايزالون يرقصون العرضات لانتهاء موسم الحج "بنجاح" لأن 7477 ضحية لا يشكل رقما في تاريخ اجرامهم.. ولتنهال عليهم برقيات التهنئة والتأييد من رفاق السوء حكام الانظمة القبلية والعسكرية ووعاظ السلاطين من لاعقي الريال السعودي بشكليه الورقي والمسلوك...

أربعون يوماً.. ولافائدة من المسلمين والأنظمة التي تحكمهم، في ان يصدر عنهم صيحة حق بوجه الباطل السعودي "ثأراً" لمئات، بل ألوف الضحايا الذين غيبهم الجهل والعجز والحقد السعودي في الكياس سوداء، وليدفنوا تحت جنح الظلام في صحراء السعودية...

هؤلاء المسلمون، هم انفسهم الذي صمتوا ازاء قتل السعودية لاطفال بغداد واجتياح جحافلها الارهابية المناطق الغربية من العراق يذبحون ويدمرون ويسبون ويبيعون الحرائر في اسواق الخناسة..

وهم الذين رضوا بأن تتحول قلعة العروبة (دمشق) الى واحة تنهش اطرافها قطعان كلاب الصحراء القادمة من نجد والمثلث ( السعودي ـ القطري ـ الاماراتي ).. ولم نسمع تظاهرة او احتجاجاً الّا ما عصم ربي، فصارت بلدانهم في طابور الارهاب الذي وصلهم بالتدريج.. فـ"أكلوا يوم أكل الثورالابيض".

لا أريد ان اجلد الذات، كما يعبر البعض، في مازوخية تاريخية يجيدها العرب وحدهم، لكنها الحقيقة.. فكم تظاهرة خرجت في عواصم العرب نصرة لاشبال ونساء وشباب انتفاضة القدس الدائرة منذ اكثر من شهر على ارض فلسطين المغتصبة.. وكم مفتي وداعية من الذين لايتركون فرصة الّا واعلنوا فيها "الجهاد" و"النفير" و"التكفير" و"التبديع" ضد الشيعة بكل طوائفهم والعلمانيين بكل صنوفهم واباحوا قتل "الكفرة" المسيحيين والايزديين.. لكنهم وكما افتى شيطان سلفيتهم "العلمية" الاكبر في الاردن، يحرمون طعن المستوطنين ودهس جنود الاحتلال ومهاجمتهم، مستندا في فتواه على "المسخ" الآخر، مفتي السعودية السابق عبدالعزيز بن باز!

بئساً لهذه الامة التي باعت ضميرها للقتلة والمجرمين والحكام العملاء.. وعلى هذه الأمة التي لاتحركها صرخات اطفال اليمن وهم يقتلون بالاسلحة المحرمة دولياً.. واطفال البحرين الذين تخنقهم الغازات السامة التي يطلقها عليهم آل خليفة بمباركة شيوخ الارهاب وحكام مشيخات ما بعد الانسحاب الاميركي من شرق السويس... وعلى من يصمت ازاء قتل الصهاينة لشباب فلسطين ولم يكتف بذلك، بل يسعى الى وقف انتفاضتهم واسكات اعتراضاتهم، لان عدوه لم يعد الصهيوني، بل ايران "المجوسية ـ الرافضية"!

فهل يرجى ممن باع فلسطين وشبابها ودمر العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن.. وتحالف مع آل صهيون، شرفاً او نخوة او غيرة... ابداً والله ولا من جموع الصامتين، الباحثين عن لقمة الخبز في مكبات القمامة الخليجية.

فاجعة منى (والخطاب لاهلنا في ايران) لن تكون الاخيرة.. مادامت هناك مهلكة اسمها السعودية.. ولن تكون الاخيرة ما دامت أم الفساد (أميركا) تدفع بمشايخ النفط للآنتقام من الاحرار والشرفاء..

فاجعة منى، لايوقفها الّا سحق رأس الافعى وقطع الشريان الرئيس للعمالة والخيانة في المنطقة.. آل سعود فيروس الحقد وميكروب الكراهية.

واذا لم تلو اذانهم جيداً ويتم تنبيههم بالعصى جيداً، سيزداد طغيانهم ويتصورون انفسهم بما غير فيها.. قديماً قال العرب "العبد تنفعه العصى".