فوز حزب العدالة والتنمية وبداية رسم الخرائط الجديدة للمنطقة,,,
غسان يوسف
يقول قيادي في حزب الشعب الجمهوري إن تدخل أردوغان في السياسة الداخلية التركية والاقليمية يعني وصول النار السورية إلى تركيا، كل ذلك بسبب سياسات أردوغان الفاشلة على حدّ تعبيره.
وبرأي المراقبين فإن فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات ( المعادة ) يعني أن الحرب على الأكراد ستستمر وأن التفجيرات في تركيا ستتصاعد وأن شلالات الدماء سوف تتدفق في كل مكان من المنطقة ! و أن تركيا بدأت بالتفكك الاثني والمذهبي فالرجل لايعترف بالآخر !
فوز حزب العدالة والتنمية ( حزب أردوغان ) يعني أن مزيداً من اللاجئين سيتوجهون إلى أوروبا , وأن مزيداً من المشاكل والأزمات سوف تعاني منها دول الجوار , وأن أوروبا سوف تتلقى في كل يوم استفزازاً جديداً من السيد أردوغان .
فوز أردوغان يعني استمرار الحرب في العراق وسورية واستمرار تدفق المقاتلين الأجانب إلى هذين البلدين , ودعم كبير للمجموعات الارهابية التي سارعت لبرقيات التهنئة لـ( جلالة السلطان ) ، إضافة إلى المطالبة المستمرة بمشروع المنطقة الآمنة شمال سوريا , وفي الوقت نفسه استمرار لسياسة الخداع مع إيران والاستفزاز مع روسيا والانصياع للأمريكي والإسرائيلي .
نجاح أردوغان يعني أن الأكراد لن يقبلوا بالعيش تحت سلطة من يساويهم بداعش ويشن عليهم الحرب ويضعهم على قائمة الإرهاب العالمي وبالتالي سيكون خيارهم الذهاب لنموذج كردستان العراق ونموذج الإدارة الذاتية في سورية .
فوز حزب العدالة والتنمية يعني تتويج أردوغان سلطاناً جديداً عبر إحياء الدولة العثمانية الغابرة ما يعني تتويجاً لهولاكو جديد على الشرق الأوسط وعلى الشعوب العربية أن تتحمل , ألم يقل أردوغان عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية إن فوزه هو انتصار لباكو وبيروت ودمشق والقاهرة ! وهو ما أعاد التذكير به هو ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو عقب نتائج الانتخابات البرلمانية الحالية !
فوز العدالة والتنمية يعني أن القوي يحكم الضعيف وأن ثورة شعوب تركيا قادمة فنهج الطائفية والعرقية هو النهج المحبب لدى قادة العدالة والتنمية واللهجة الوطنية والقومية هي آخر اهتماماتهم .
نجاح الإخوان في تركيا يعني نجاح لداعش والنصرة وأحرار الشام وجميع المنظمات الإرهابية في سورية التي ستنعم بمزيد من تدفق السلاح والمال وازدياد عدد معسكرات التدريب للتركستان والشيشان وجميع مجرمي العالم .. بصراحة هو نجاح للفكر الإرهابي التكفيري في العالم من طنجة إلى جاكرتا , ولنكن دقيقين أكثر فهو نجاح لكل إرهابي في أي بقعة من الكرة الأرضية ! لا تستغربوا .. ألم يأت الإرهابيون من استراليا والصين والولايات المتحدة وروسيا إلى سورية والعراق عبر تركيا !
فوز أردوغان يعني أن روسيا ستتعامل مع شخص أرعن يرى في الإرهاب جهاداً وفي تدريب الشيشان ونقلهم إلى سورية أو العودة إلى روسيا واجباً لقتال ( الدولة الصليبية الجديدة ) , وأن الصين ستظل تنظر بحذر إلى من يرى في تركستان الصين أتراكاً يعيشون ظلم الدولة الصينية ( الشيوعية الكافرة ) .
نجاح أردوغان يعني استمرار الخلاف مع مصر ومزيد من الدعم لجماعة الاخوان المسلمين الارهابية , وبالتالي فإن مصر ستكون بلداً مفتوحاً لحرب مستمرة يذكي نارها أردوغان , ويعني أن ليبيا ستكون في حكم المقسمة كون الرجل يعتبر دعم الدواعش واجب المسلم على أخيه .
فوز أردوغان يعني أن حرب اليمن ستطول والامارات سوف تخسر المزيد من جنودها بنيران الاخوان المسلمين هناك .
فوز أردوغان يعني تعنت قادة السعودية الجدد في اليمن كونهم سيرون في فوزه قوة لهم .
وفي الأردن سيؤدي فوز أردوغان لمحاولة الاخوان تقليد النموذج التركي وبالتالي انتظروا مزيداً من التخبط والفوضى السياسية .
فوز أردوغان يعني يوم مفصلي في تاريخ العالم لايقل أهمية عن دخول هولاكو إلى بغداد أو قيام الكيان الصهيوني في فلسطين أو حتى احتلال أمريكا للعراق عام 2003, نعم تركيا اليوم ستكون كرة النار التي ستمتد نارها لمسافات بعيدة لتحرق الأخضر واليابس عند العدو والصديق .
تركيا دخلت في الأول من تشرين الثاني عام 2015 تحولات جديدة جدُ خطيرة ومختلفة، بالتزامن مع العواصف في داخلها ومن حولها.
لكن حتى لا نكون متشائمين كثيرا فأردوغان الذي لطالما تباهى بقدرته على التأثير في سوريا، إنطلاقاً من دعمه للمجموعات الإرهابية ولا سيما في الشمال السوري، يواجه اليوم عاصفة روسية بدأت تغير في الوقائع التي فرضها تدخله طيلة السنوات السابقة.
وفي الداخل التركي فإن اهتزاز الاستقرار الداخلي بات لاعباً أساسياً في التوازنات داخل تركيا. وإن فوز حزب العدالة والتنمية في البرلمان لا يحل المشكلة بل سيصعدها كون الأكراد سيشعرون أن نجاح أردوغان كان على دماء شهدائهم في جبال قنديل وديار بكر وأنقرة واسطنبول وعين العرب .
..