عدوانية اميركا بديهية مؤكدة
عشية الذكرى السنوية لاحتلال وكر التجسس الاميركي في طهران (السفارة الاميركية) من قبل طلبة الجامعات والذي حدث بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الاسلامية بسبب دورها التخريبي والتآمري والذي اصبح لاحقا رمزا وطنيا اطلق عليه اليوم العالمي لمقارعة الاستكبار)، تحدث قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي لدى استقباله لحشود من طلبة الجامعات والمدارس "بان مقارعة الاستكبار حركة عقلانية ومنطقية وعلمية تعتمد على تجارب ا لشعب الايراني " وان اطلاق "الموت لاميركا لا يعني الشعب الاميركي بل للسياسات الاميركية" مستندا الى مقولة الامام الخميني الراحل الذي خاطب بها الشعب الايراني بالقول "وجهوا كل صراخكم وهتافاتكم ضد اميركا".
هذه الكلمات الخالدة والعميقة المعنى والمفهوم هي بمثابة خارطة طريق ليس للشعب الايراني بل لكل شعوب العالم التواقة للحرية ولاستقلال بان تدرك ان كل مشاكلها وازماتها هي من وراء اميركا التي لا تقبل باقل الهيمنة على العالم ولو كلفها ذلك ان تخوض الحروب والغزوات كما فعلت في فيتنام وافغانستان والعراق وغيرها. وان ما تشهده اليوم دول المنطقة من ازمات مستعصية ودموية هي من تخطيط اميركي وتنفيذ من الذيول الذين هم رهن الاشارة، ومؤتمر فيينا الاخير لمناقشة الازمة السورية ومن شارك فيه من الذيول والجلوس على المقاعد المتأخرة التي خصصت لهم حول الطاولة جسدت هذا الواقع المؤلم بانهم مجرد ادوات لا حول لهم ولا قوة. وما ذهب اليه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي قبل ايام لدى استقباله للسلك للسادة الدبلوماسي الايراني بان اميركا وراء الفوضى في المنطقة وهي جزء من المشكلة وليس الحل توصيف دقيق وصادق لهذا الواقع المزري الذي تدفع شعوب المنطقة ثمنه من دماء ابنائها وثرواتها ولابد من وضع حد لهذا الاستغلال البشع والظلم الاستعماري المقيت الذي تمارسه القوى الكبرى وعلى رأسها اميركا لتغيير هذا النظام وذاك الرئيس والذي يتناقض اساسا مع كافة القوانين والاعراف الدولية والانسانية والاستهتار بمقدرات الشعوب وثرواتها، ومثال ذلك اليوم سوريا التي يكمن حل ازمتها باجراء الانتخابات كاجراء حضاري وقانوني وكذلك تجفيف منابع المجموعات المسلحة في هذا البلد وينتهي كل شيء حيث يكون المعيار صوت الناخب السوري الذي هو فصل الخطاب وفقا للمعايير الديمقراطية المتفق عليها دوليا، لكن ان تكابر اميركاومن معها من الذيول كالقزم السعودي الذي هو بحاجة للشهادة في اضفاء الشرعية على نظامه القبيلي ان يتدخل في شؤون الدول الاخرى ويحدده من يكون رئيسها اولا يكون كأنه وصي على ذلك الشعب فامر مرفوض جملة وتفصيلا.
هذا التدخل الفض والمغاير للاعراف والقيم في التدخل بشؤون الاخرين هو الجهل والتخلف بعينه ولايمكن تصنيف صاحبه الا بالمختل عقليا او من يفقد بقانون الغاب الذي يلفظه عصرنا الحاضر كوزير الخارجية السعودية الذي هو في الواقع موظف صغير لدى الادارة الاميركية ينفذ ما يطلب منه دون ان يفقه مايقول واليوم اصبح اشبه بالنكتة في الوسط السياسي العالمي بعد ان وصفه لافروف بالغبي السخيف.
ان داعش اليوم مثال حي وملموس للفوضى الاميركية وادارتها للازمات في المنطقة لقد خلقت هذا البعبع وفقا لكل المؤشرات والمعطيات الموجودة لتمرير مشاريعها وتامين الحماية للكيان الصهيوني وان قيادتها للتحالف المزعوم لمحاربة داعش هي اشبه المزحة وليس امامنا مثال واحد بان اميركا انهت ازمة ما في منطقتنا اوخارجها بل كانت على الدوام تدير الازمات بناء على ما تقتضيه مصالحها لا اكثر وما قاله الامام الخميني الراحل "وجهوا كل صرخاتكم وهتافاتكم ضد اميركا" قد شخص الداء واصاب الهدف تماما لانها هي ام الارهاب والخبائث وصانعة الازمات في العالم واذا افترضنا يوما ان يتحول الذئب الى حمل فان اميركا ستصبح دولة ملتزمة بالقوانين الدولية يمكن الاعتماد عليها.