المنامة والعودة للاستعمار
في الوقت الذي قدمت وتقدم الشعوب المزيد من الجهود لان تخرج من ربقة الاستعباد والاستعمار، وقد يصل الامر الى حد تقديم القرابين البشرية لكي تحظى باستقلالها وسيادتها وتخرج من حالة الاسر التي تقيد حريتها. ولذلك اطلق على هذا القرن قرن تحرر الشعوب.
الا اننا ونجد في المقابل ان هناك بعض العقول المتخلفة لبعض حكام المنطقة والذين لازالت عقده الاستعمار تعيش في دواخلهم ولا يستطيعون الخروج منها لانهم يعتقدون انهم لو خرجوا من هذه العقدة لن يجدوا لهم مكانا يؤويهم في هذا البلد خوفا من شعوبهم التي تتطلع للحرية والانعتاق.
والذي دفعنا لهذه المقدمة هو ما تناقلته وسائل الاعلام ان حكومة آل خليفة قد وضعت بالامس حجر الاساس مع الحكومة البريطانية لبناء قاعدة عسكرية في هذا البلد، مما يعكس ان هذ الحكومة تعيش حالة من الضعف والانهيار بحيث وجدت ان استمرار دوامها وبقائها لا يأتي من حماية شعبها لها بل من خلال ايجاد قاعدة عسكرية أجنبية تستعين بها لقمع شعبها فيما اذا طالب بحقوقه المشروعة. وقد لا يكون مستغرب على حكومة آل خليفة هذا الامر ولم يكن الاول وليس الاخير لانها قد استعانت بالشرطة وقوات الامن السعودية في اضطهاد وقتل وتدمير ابناء شعبها الذي خرج مطالبا بحقوقه المشروعة والتي اقرها له الدستور.
والملاحظ في الامر والذي لابد من التوقف عنده ان الاستعمار القديم كان يفرض نفسه على الشعوب من خلال شن الحروب والغزو كما في الحرب العالمية الثانية، اما ان تطلب حكومة ان تقع تحت ظل الاستعمار فهو من الامور التي تثير الاستغراب وهو ما تفعله مشيخات الخليج الفارسي اليوم وقد تكون البحرين ومن قبلها قطر والامارات مثلا لهذا العنوان.
ولكن والذي لابد من الاشارة اليه ان الشعوب هي التي بيدها تغيير الكثير من المعادلات، وهي القادرة على رفض كل انواع الاستعمار مهما كان نوعه سياسيا اوثقافيا اوعسكريا، وذلك من خلال مقاومتها ومواجهتها لهذه المشاريع التي عفى عليها الزمن واصبحت في خبر كان، ومانشاهدة من خروج التظاهرات الغاضبة في الدول التي توجد فيها قواعد عسكرية اجنبية مطالبة حكوماتها بازالة هذه القواعد التي تضيق الخناق عليها وتمس سيادة بلدانها واستقلالها، ولذلك فان الشعب البحريني الذي اقض مضاجع حكامه بصبره وصموده امام القمع الوحشي الذي يتعرض له يوميا من قبل امن آل خليفة والذي لم تستطع ان تقهر ارادته وعزيمته على الاستمرار في المواجهة حتى تحقيق مطالبه المشروعة. بحيث وضع حكام آل خليفة في وضع صعب جدا لا يدرون كيف الخروج منه، ولذلك فانهم التجأوا الى ان يكون تحت حماية عسكرية بريطانية، أي وضع الشعب البحريني تحت اسر البريطانيين بعد فشل السعوديين من تحقيق أي هدف كان.
وليعلم حكام آل خليفة ان هذه القاعدة العسكرية لايمكن ان تحقق لهم البقاء والاستمرار في الاجرام بل انها ستكون هدفا سهلا لابناء الشعب البحريني وكما افشلوا الغزاة السعوديين فانهم وبمواجهتهم الباسلة سوف يطردون ليس فقط الغزاة البريطانيين الجدد بل كل الذين باعوا هذا الوطن بثمن بخس للاجانب.