"بي بي سي": الوضع الاقتصادي في اميركا واوروبا سيئ للغاية
طهران/كيهان العربي: بينما طلب مقدم البرامج لقناة "بي بي سي" "استيفان ساكور"، من الرئيس السابق للبنك المركزي الاميركي "بن برنانكي" وضع مقارنة للوضع الاقتصادي السيئ في اميركا بالوضع الاسوأ في اوروبا، اقر "برنانكي" بوجود تشديد خلال السنوات الاربعين الماضية في التمييز الاقتصادي باوساط المجتمع الاميركي. مدعيا ان البنك المركزي الاميركي غير ملزم بمعالجة هذا النهج فالمسؤولية تقع على عاتق رجال السياسة.
ورد برنانكي على تساؤل مقدم برنامج"هاردتاك"لقناة "بي بي سي"، القائل: هل تمت محاكمة المسؤولين الغير اكفاء للمصارف وشركات الضمان الضخمة في اميركا، والتي انقذهم البنك المركزي من الافلاس بضخ مبالغ كبيرة؟
قائلا: لطالما قلت بعدا نتهاء الازمة، بانه كان من الافضل لوزارة العدل ان تتعامل مع القضية بشكل اداري وتفرض غرامات ثقيلة على هذه البنوك والشركات، وتطرح على الطاولة المسؤولية الشخصية لكل واحد من المدراء.
واستطرد برنانكي قائلا: بالطبع ان هذه المشكلة لا تتحدد بالمدراء، اذ هي عامة فالمفتشون الفدراليون، والمراقبون الحكوميون قد فشلوا كذلك في حل الازمة. كما وفشلت الحكومة والكونغرس وحتى الشعب، فلا احد تمكن من توقع عمق الازمة او الحؤول من بروز هذه المشكلة الكبيرة. كما وارتكب بعض مدراء المصارف امورا غير اخلاقية. فقد باعوا اوراقا مالية،والتي يعلمون جيدا ان لا قيمة لها، للشركات والمصارف، كسندات مصرفية، وهو عمل غير اخلاقي قطعا، يعكس حرصهم على جر المنافع في ظروف الازمة الاقتصادية التي تمر على اميركا.
وتساءل ساكور خلال حديثه، قائلا: في مواجهتك للازمة الاقتصادية اوصلت سعر الفائدة المصرفية الى الصفر، ومازالت هذه السياسة جارية الى اليوم. في الوقت الذي كانت البنوك الاميركية خلال هذه الفترة المديدة قد اخذت قروضا من البنك المركزي، دون فائدة، ووضعته بخدمة الشعب والشركات بفائدة منخفضة، ومع ذلك يشهد النمو الاقتصادي الاميركي مسارا بطيئا.
كما وعملت على ضخ تريليونات الدولارات الغير مدعومة في الاقتصاد الاميركي. فيما يحتاج الاقتصاد الى اصلاح هيكلي واسع، الا انك وضعت في اختيار الشركات اموالا من دون فائدة ولفترات طويلة وبذلك سمحت للشركات القليلة التسديد الاستمرار في العمل. فكان رد "برنانكي" كالآتي: لقد وضعنا هذه الاموال الرخيصة باختيار الاقتصاد الاميركي وشاهدنا هبوط معدل البطالة، وتنشيط النمو الاقتصادي الاميركي مقارنة بالاقتصاد الاوروبي التي لم تتخذ هكذا سياسة اقتصادية.
فووجه برنانكي بمقاطعة مقدم البرنامج والذي يرى؛ حين تقارن الظروف الاقتصادية باوروبا بمعنى ان الاقتصاد الاميركي غير متعاف، اذ ان الاقتصاد الاوروي سيئ للغاية.
وقال ساكور: خلال فترة رئاستك للبنك المركزي الاميركي تصاعد معدل التمييز الاقتصادي في ا ميركا بشكل ملحوظ. فالاغنياء تضاعفت عائداتهم فيما ووجهت الطبقات المتوسطة من عمال وكادحين وخصوصا الفقراء في المجتمع الاميركي بمشاكل جمة. وبالتالي ازدادت الهوة الطبقاتية بين فئات المجتمع. الم يكن هذا جزءا من واجبك بان تولي اهمية للامر؟
وكانت اجابة برنانكي بانفعال؛ ان واجبي كخبير اقتصادي ان اقلق لهكذا وضع، وبصفتي رئيسا للبنك المركزي الاميركي اقول، انني لم اكن مسؤولا عن هذاالامر. فالمشكلة تعود لسبعينيات القرن الماضي.، اذ منذ تلك الفترة وصاعدا تضاعف التمييز الاقتصادي لحصول تغييرات فنية وهيكلية وعولمة الاقتصاد، انها قضية مهمة ولكن لا تتم معالجتها ولايتمكن البنك المركزي الاميركي ان يعمل شيئا حيال ذلك.