من الذي يُفرّق الأمة الشيخ النمر أم مشايخ الوهابية؟
منيب السائح
كما هو نظامها السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي ، شاذ غريب، فان النظام القضائي السعودي لا يقل شذوذا وغرابة عنها ، فهذا القضاء يحكم بقتل كل من يرفض الفتن الطائفية ، ولا يفرق بين المسلمين انطلاقا من انتمائهم المذهبي ، ويدعو الى انصاف الجميع ، واسكات الخطاب التكفيري ، بينما يبجل ويعظم هذا القضاء مثيري الفتن ، ودعاة الطائفية ، ومكفري المسلمين ، واصحاب الافكار المتطرفة والمنحرفة عن الاسلام السني قبل الشيعي.
في الوقت الذي يفتي كبار وصغار مشايخ الوهابية ليل نهار ، ومن على المنابر والفضائيات والصحف ، ان اكثر المسلمين اما اصحاب بدع او كفرة اومشركين ، وليس هناك مسلمين خُلّص الا اتباع محمد بن عبدالوهاب ، دون ان يعترض عليهم القضاء السعودي ولا اي جهة سعودية اخرى ، بل على العكس تماما ، يتم تبني هذا الخطاب وتضخيمه وترويجه ، على انه موقف الاسلام الحقيقي ، نرى هذا القضاء يطارد تحت كل حجر ومدر من يعتبرهم "خطرا على الامة ، يفرقون جمعها” ، وهؤلاء الاشخاص ليسوا الا اتباع اهل البيت عليهم السلام ، والسنة الرافضين للرؤية الوهابية للدين والحياة ، رغم ان خطاب هؤلاء لا تستشف فيه اطلاقا اي دعوة للفرقة او الشقاق او الفتن او الطائفية ، بل على العكس تماما ، خطابهم وحدوي جامع لا يفرق بين المسلمين لا يهدر دم انسان مسلم مهما اختلفوا معه ما دام ينطق بالشهادتين ، كما اكد نبي الرحمة (ص).
المبكي المضحك ، موقف القضاء السعودي من عالم الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر ، الذي تم تصديق حكم اعدامه من الاستئناف والمحكمة العليا ، واصبح الحكم ينتظر توقيع الملك ، بعد ان اُتهم ب”إثارة الفتنة” في البلاد، وأن "شره لا ينقطع إلا بقتله” ، وأنه "داعية إلى الفتنة”، وخرج على إمام المملكة والحاكم فيها "خادم الحرمين الشريفين” لقصد "تفريق الأمة وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة” ، بينما كل حر ، ومنصف ، وصاحب ضمير ، يعرف ان هذه التهم لا اساس لها من الصحة ولا تنطبق على الشيخ النمر ، بل هو براء من كل هذه التهم ، فهي بمشايخ الوهابية الصق ، وكذلك بقضاة القضاء السعودي ، فالجميع يعرف داخل السعودية وخارجها ، ان الشيخ النمر لم يدعو الى الفتنة ولم يفرق الامة ولم يدعو الى الفوضى ، فكل ما كان يدعو اليه ويطالب به ، هو رفض تكفير اتباع اهل البيت عليهم السلام ، ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية والثالثة ، والدفاع عن الحرية والكرامة الانسانية في حدودها الدنيا ، ونحن نتحدى السلطات ، ليس القضائية ، بل السياسية والامنية ، ان تقدم وثائق معتبرة على سيل الاتهامات الكاذبة التي الصقتها بالشيخ النمر وعلى اساسها حكمت بقتله؟.
هذا القضاء السعودي ، نراه في المقابل ، ليس اخرسا واطرشا وابكما ، ازاء الفتاوى الفتنوية والطائفية والمتخلفة وحتى المناقضة للفطرة الانسانية وللتعاليم الاسلامية وللروح الوطنية ، بل مناصرا وداعما ومحرضا لها ، رغم انها تهدد امن واستقرار السعودية وشعبها ، لانها تستهدف الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي للشعب السعودي ، وآخر هذه المواقف المضحكة للقضاء السعودي ، كانت موقفه من فتوى زعيم الوهابية في السعودية الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ ، الذي حرم الشعائر الحسينية يوم عاشوراء ، واصفا الشيعة بابشع النعوت ، وهي الفتوى الذي اطلقها بعد يوم واحد من مقتل عدد من الشيعة المشاركين في مراسم عزاء الامام الشهيد ابي عبدالله الحسين عليه السلام ، في القطيف على يد "الدواعش” الوهابيين ، الامر الذي اكد حقيقة ان "الدواعش” يطبقون حرفيا ، فتاوى مشايخ الوهابية ، ومنها استهداف الشيعة على اعتبارهم كفرة ومشركين.
هنا نتساءل: اي الفريقين "دعاة فتنة” و "يفرقون الامة” و "يثيرون الفوضى في البلاد” ، هل هم الشيخ النمر ومن يحمل فكره وعقيدته ، ام هم مشايخ الوهابية وعلى راسهم عبدالعزيز ال الشيخ؟، اليست الوهابية باعتراف الاعداء والاصدقاء ، بانها حاملة لواء الفتنة الطائفية في كل مكان حلت فيه؟، ماهي العقيدة التي تحملها "القاعدة” اليست الوهابية؟، ماهي العقيدة التي تحملها "داعش” اليست الوهابية؟، ما هي العقيدة التي تحملها "بوكو حرام” اليست الوهابية؟، ماهي العقيدة التي تحملها "انصار بيت المقدس” اليست الوهابية؟، ماهي العقيد التي تحملها "انصار الشريعة” اليست الوهابية؟، ماهي العقيدة التي كان يحملها الانتحاريون في جميع انحاء العالم ، وقتلوا مئات الالاف من الابرياء وخاصة المسلمين ، اليست الوهابية؟، ما هي العقيدة التي يحملها من يزرع الموت والخراب في البلدان العربية والاسلامية ويشوه صرة الاسلام والمسلمين من خلال الممارسات الوحشية ، اليست الوهابية، وو.. بعد كل هذا يريد القضاء السعودي ان يقتل الشيخ النمر ، الذي لم يكفر يوما مسلما ، او يهدر دم انسان ، بتهمة اثارة الفتنة وتفريق الامة!!!.
بات واضحا منذ اليوم الاول من محاكمة الشيخ النمر ، ان الهدف من هذه المحاكمة والحكم ، هو اسكات وارعاب كل صوت حر ابي يطالب بالحرية والكرامة الانسانية ، ويرفض النظرة الوهابية المتطرفة للحياة و الدين والانسان، ، ولكن على السعودية ان تدرك جيدا ، ان استخدام قضية الشيخ النمر كوسيلة ضغط على المعارضة والاصوات المطالبة بالحقوق في مستوياتها الدنيا ، وارهاب اتباع اهل البيت عليهم السلام ، سيكلفها غاليا ، فدم الشيخ النمر سينقلب ويلاء على ال سعود والوهابية ، في حال تم تنفيذ حكم الاعدام الجائر والظالم والحاقد بحقه ، فدماء امثال الشيخ النمر هي التي غيرت تاريخ الشعوب.