العلاقات الباكستانية – الأمريكية تعكرها الهند وافغانستان
عون هادي حسين
لعله من النادر هذه الأيام أن تجد برنامجاً حوارياً سياسياً في وسائل الإعلام الباكستاني لا يتناول زيارة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى واشنطن، التي من المقرر أن يقوم بها الأسبوع المقبل، لا سيما وأنها تأتي في ظل أجواء من التوتر وإنعدام الثقة بين واشنطن واسلام آباد على خلفية مجموعة ملفات ، كالدور الباكستاني في افغانستان ، والتقارب الأمريكي –الهندي ، فضلاً عن موضوع العقوبات المفروضة على باكستان وشُح المساعدات الأمريكية التي تعني الكثير لباكستان المنهارة اقتصادياً .
وفيما يأمل بعض الساسة في اسلام آباد بتحقيق شيء ما من خلال هذه الزيارة، يرى آخرون أن هذه الزيارة كغيرها من الزيارات التي لا تعدو كونها زيارة، فباكستان والولايات المتحدة الأمريكية دولتان متقاربتان إلا أن لكل منهما مصالحه الخاصة.
يرى حسين حقاني السفير الباكستاني السابق لدى واشنطن أن هذه الزيارة لا تستحق كل هذا التطبيل في وسائل الإعلام ،لأن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى تحالفها مع الهند على أنه إستراتيجي وضرورة لتقويض التمدد الصيني فهو غير قابل للنقاش، وهنا تكمن المشكلة لدى الولايات المتحدة الأمريكية مع باكستان التي ما زالت تنظر إلى الهند كعدو .
يضيف حقاني، أن سياسة الزيارات الخارجية وحدها غير كافية، حيث أنه يتوجب على باكستان أن تقوم بواجباتها الداخلية على مختلف الصُعد، حينها فقط من المتوقع أن تُثمر هكذا زيارت رسمية.
مصادر خاصة في اسلام آباد، قالت لموقع "العهد الاخباري"، أن على أجندة نواز شريف ثلاثة موضوعات: - التوتر مع الهند - الوضع في أفغانستان والدور الذي من المحتمل أن تلعبه باكستان فيها – والسعي لاتفاقية نووية سلمية بين البلدين.
أما الرئيس باراك أوباما فبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" سيناقش الترسانة النووية الباكستانية وملف الجماعات الإرهابية الناشطة في باكستان .
لكن اذا اردنا أن نكون واقعيين فيمكننا القول أن المساعدة المالية من الولايات المتحدة وبيع المعدات العسكرية لباكستان سيستمران. بيد أنه من المستبعد جدا أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على الهند لاستئناف الحوار مع باكستان. لكن ستتأكد من أن لا تسمح لباكستان والهند في الدخول بأي مواجهة عسكرية جديدة.
هذا ولن يغفل الرئيس اوباما عن حثه باكستان لتحسين العلاقات مع أفغانستان. وفي الوقت نفسه، كعادتها الولايات المتحدة ستضغط على اسلام اباد لاتخاذ إجراءات ضد شبكة حقاني، جماعة الدعوة وجيش محمد. أما في الوقت الحاضر فهناك احتمال ضئيل جداً لتوقيع اتفاق على التكنولوجيا النووية المدنية بين البلدين.
من سوء حظ البلدين أن الجانبين بحاجة الى بعضهم البعض. الولايات المتحدة تحتاج باكستان لضمان ألا تتحول أفغانستان إلى عراق آخر بعد رحيل قوات الاحتلال. فيما تحتاج إسلام أباد من جهتها دعما ماليا من واشنطن لإاستمرار عمليات مكافحة الإرهاب. كما أنه لا بد من علاقات جيدة مع الولايات المتحدة لضمان أن تكون هناك استجابة ودية من المؤسسات المالية الدولية.