kayhan.ir

رمز الخبر: 28071
تأريخ النشر : 2015October21 - 20:23

الصحف الاجنبية: تركيا تتجه نحو الكارثة

سلطت الصحف الاجنبية الضوء على المأزق الذي تعيشه تركيا بسبب سياسات الرئيس رجب طيب اردوغان، لا سيما تلك المتعلقة بسوريا، في وقت شددت موسكو على ضرورة محاربة الارهاب على اساس قانوني بما ينسجم مع ميثاق الامم المتحدة.

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للنائب السابق عن حزب العدالة والتنمية، SUAT KINIKLIOGLU، اعتبر فيها الاخير ان الحكومة التركية "يبدو انها مهتمة اكثر بمعاقبة من يوجهون الاهانات للرئيس التركي على موقع "التويتر" مما هي مهتمة بملاحقة خلايا داعش في البلاد. و اتهم الكاتب اردوغان بانشاء بيئة سياسية صالحة لتكاثر الخلايا الداخلية التابعة لتنظيم داعش. كما اكد على ان قوات الامن التركية،حتى وقت قريب جداً، تراخت مع مسلحي "داعش" وحراكهم عبر الحدود.

وقال الكاتب: انه كلما تكشفت المزيد من المعلومات حول تفجيرات انقرة الاخيرة، كلما اتضح حصول اخفاقات كبيرة على المستوى الاستخبارتي. واشار الى ان والد احد منفذي تفجيرات انقرة كان قد طلب إلى السلطات مواصلة احتجاز نجله، غير ان الشرطة اطلقت سراحه. وتحدث عن الحظر الحكومي المفروض على التقارير الاخبارية بشأن الحادثة، معتبراً ان ذلك قد زاد من ضبابية الوضع.

الكاتب تطرق ايضاً الى الاستفتاء الذي أجري في شهر ايلول/سبتمبر عام 2010 والذي سمح لاردوغان بتشكيل السلطة القضائية وفقاً لرغبته. ورأى أن عقب ذلك توصل اردوغان الى الاستنتاج بانه لم يعد بحاجة الى المعتدلين في حزبه.

الكاتب لفت الى ان المرشحين الجدد لحزب العدالة والتنمية في انتخابات عام 2011 كانوا من "الاسلاميين" الايديولوجيين المحافظين الموالين بالمطلق لاردوغان، وأن الاخير قرر آنذاك التخلص من جميع الشخصيات الليبرالية والديمقراطية والمحافظة المعتدلة.

ووصف السياسة المتبعة تجاه سوريه بالكارثية التي جرت البلاد الى مستنقع اقليمي، وأكد ان فشل تركيا في اطاحة نظام الاسد ادى بالحكومة التركية الى دعم العناصر الراديكالية التي تحارب الاسد فضلا عن استضافتها ما يزيد عن مليوني لاجىء سوري.

وخلص الكاتب إلى ان تركيا تتجه نحو الكارثة وان اردوغان قد اضاع فرصة تاريخية لتعزيز الديمقراطية التركية وتحويل تركيا الى بلد من بلدان العالم الاول. وتحدث عن فشل اردوغان حل الخلافات بين العلمانيين والمحافظين، والاتراك والاكراد، وبين السنة والعلويين. وحذر من ان استبداد اردوغان و السياسية الخارجية لدى رئيس الوزراء احمد داود اوغلو قد تعزز دخول تركيا في دوامة العنف في الشرق الاوسط في حال عدم هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقرر اجراؤها مطلع الشهر المقبل.

وشدد الكاتب في الختام على ان "تركيا بحاجة ماسة الى قيادة جديدة وحكمة سياسية من اجل الخروج من هذا المأزق".

في السياق نفسه، كتب الباحث التركي "سونر كاجابتاي" مقالة نشرت في صحيفة الغارديان البريطانية، لفت فيها الى تبادل التهم بين الحكومة والمعارضة التركية حول تفجيرات انقرة الأخيرة، وذلك على الرغم من أن داعش هي على الارجح وراء هذا الهجوم.

بحسب الكاتب فان تنظيم داعش يمارس لعبة استراتيجية، حيث تدرك حالة الاستقطاب الحادة في البلاد وتهدف الى تعزيز الانقسام وحتى ايجاد النزاع من خلال عدم اعلان المسؤولية عن التفجير. وأضاف: حالة الاستقطاب، تعود الى ثلاثة عشر عاماً من حكم حزب العدالية والتنمية. فيحظى اردوغان، الذي يعد من السياسيين المحافظين اليمينيين، بدعم وتأييد مطلق من قبل قاعدة الناخبين والمحافظين. الا ان معارضيه يكنون له الكراهية، وذلك يعود جزئياً الى "استراتيجيته الانتخابية من اجل البقاء في السلطة" وفقاً لتعابير الكاتب الذي ذكّر بأفعال الرئيس التركي من خلال سجنه المنشقين الصحفيين وقمع المظاهرات السلمية.

الا ان الكاتب حذر من سياسة القمع التي يمارسها اردوغان ضد الاكراد، فخلافاً للتيارات الاخرى داخل المعسكر المعادي لاردوغان، فان حزب العمال الكردستاني سيقاتل بالسلاح. ورأى الكاتب ان تركيا ستتأثر بالحرب الاهلية في سوريا وان التدخل الروسي هناك سيعقد وضعها اكثر فاكثر. كما حذر من ان تركيا تواجه تهديد داعش "من الداخل"، حيث ان تفجيرات انقرة "يبدو انها من تنفيذ مواطنين اتراك ذهبوا الى سوريا للقتال مع داعش، وعادوا الى تركيا للقيام بتفجيرات انتحارية ضد مواطنين اتراك آخرين.

و اشار الكاتب الى ان داعش استهدف مظاهرة سلمية للمعارضة في انقرة، على غرار هجوم سروتش عندما استهدفت مظاهرة معارضة لسياسات الحكومة نظمها الاكراد. و لفت الى ان حزب العمال الكردستاني حمل الحكومة التركية مسؤولية هذا الهجوم، و رد باعدام ضباط شرطة اتراك، ما ادى الى نهاية وقف اطلاق النار بين الجانبين كان مستمر لمدة عامين. بالتالي رأى الكاتب ان داعش استطاعت انهاء محادثات السلام بين الحكومة و حزب العمال الكردستاتي و كذلك اشعال حرب تركية كردية.

وتحدث الكاتب عن قيام داعش باستهداف المظاهرات التي تنظمها المعارضة في تركيا بشكل متعمد، وذلك لاعطاء الانطباع بان الحكومة لن تحمي المواطنين الاتراك المعارضين لاردوغان، الامر الذي يحقق هدف زعزعة الاستقرار في البلاد، ونبّه إلى أن داعش تبدو مصممة على اثارة نزاع بين المعسكرين الموالي والمعادي لاردوغان.

التدخل الروسي في سوريا

من جهة ثانية، السفير الروسي لدى بريطانيا "الكسندر ياكوفنكو" كتب مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" البريطانية شدد فيها على ضرورة ان تشن الحرب على الارهاب بشكل قانوني، استناداً الى ميثاق الامم المتحدة. وقال ان هذا هو ما منع روسيا من الانضمام الى التحالف الذي تقوده وانشطن ضد داعش، حيث ان هذا التحالف مارس تحايلاً على مجلس الامن وتشكل عملياته في سوريا انتهاكاً لهذا البلد.

الكاتب اكد أن الحرب على داعش يمكن ان تحظى بالشرعية فقط من خلال قرار صادر عن مجلس الامن، داعيا الى انشاء جبهة موسعة لمكافحة الارهاب، لا سيما أن التهديد يتطلب عملا مشتركا ومنسق بين كافة الاطراف التي تقاتل داعش على الارض.

الكاتب لفت الى ان ما قامت به روسيا جاء بنتائج ملموسة على الارض، وذلك خلافاً للتحالف الذي تقوده واشنطن. ورأى أن بريطانيا يمكنها ان تلعب دورا في هذه المعركة، وان موسكو ترغب بمعرفة ما الذي ستخصصه الحكومة البريطانية في هذه المعركة. وألمح الى تغيير ايجابي يحصل في الموقف الغربي، إذ أن بريطانيا قد تشارك عملية الحلف الرباعي، بناء على طلب دمشق.

واعتبر أن اضعاف السلطات السورية بسبب التدخل الخارجي أدى الى الفراغ وانشاء مناطق للفوضى في كافة انحاء البلاد يمارسها الارهابيون، ودعا الى تسهيل انطلاق عملية سياسية تحت رعاية الامم المتحدة بناء على بيان جنيف الصادر بتاريخ ثلاثين حزيران/ يونيو عام 2012.، متوقعا أن تساهم هزيمة الارهابيين في ايجاد المناخ الصالح لتسوية سياسية دائمة.