kayhan.ir

رمز الخبر: 28006
تأريخ النشر : 2015October20 - 21:18

لا عليكم ممن يشتمون ال البيت؛ الماضي كان أعظم

الشيخ حسن بن فرحان المالكي

يتناقل الناس هذه الأيام أقوالاً لبعض المغردين في لعن الإمام الحسين وأهل بيته؛ لا عليكم؛ هذا أثر بسيط من بقايا الآثار الأموية؛ فلا تقلقوا.

كان أغلب الناس من نصف القرن الأول؛ يسمعون لعن الإمام علي على المنبر؛ مع التشويه والتشفي؛ فلم يزده الله إلا رفعة.

الابتلاء الأكبر كان تلك الأيام؛ وضعنا اليوم أفضل بكثير من العهد الأموي الذي امتد نحو قرن كامل ( ٤١-١٣٢)؛ اليوم لا نجد إلا أفراداً هنا وهناك؛ أما تلك الأيام فالوضع العام أسوأ؛ وربما بعض هؤلاء المغردين القلائل هم نتيجة بقايا أموية؛ أو ردة فعل مذهبية لبعض غلاة الشيعة؛ ونحن نطالب بالبحث والعلم بعيداً عن هؤلاء وهؤلاء.

ليس من شر إلا وفي باطنه خير؛ وجود من ينتقص أهل البيت؛ بل من ينتقص النبي نفسه؛ فيه تمحيص وتحفيز على الصبر؛ بل نشارك النبي وأهل بييته في الهموم.

لم أزدد من محبة النبي وآله إلا لما قرأت بعض الكتب التي تهاجمهم وتظلمهم؛ وحمدت الله على أنتي لست بتلك النفسيات.

الظلم قد يجعلك تصحو من غفلتك.

قرأت كتباً معاصرة تهاجم النبي صلوات الله عليه وسلامه؛ وتحمله أخطاء الناس ورواياتهم وتشويهاتم؛ فهذا دفعني للبحث؛ وتصححت صورة النبي في ذهني؛ وكذلك قرأت في بداية المرحلة الجامعية كتباً مشهورة تنتقص من أهل بيت النبي؛ وتشوههم نفس التشويه؛ فازددت محبة لهم ومعرفة بهم.

كل شر يحتوي على خير.

أنت أيها الإنسان مسؤول عن نفسك؛ تستطيع أن تظلم مع الظالمين؛ وتستطيع نصرة المظلومين؛ وتستطيع دراسة خصال الكفار والمنافقين من خلال هؤلاء الظالمين.

بمعنى؛ مازال الشيطان حياً؛ ومازال الكفر والشرك والنفاق ومرض القلوب موجودة!

حسناً؛ استفد من هذا إيجابياً بالبحث والصبر والثبات وفهم التاريخ.

عندما تقرأ كتاباً أو تقرأ لمغرد يلعن النبي ويظلمه؛ تذكر أن النبي قد وجد أكثر من هذا الظلم؛ وأن الكفر قبيح جدا؛ ستعلم لماذا ذم الله الكفر والكبر؛ وكذاك عندما تجد كتاباً أو مغرداً يشتم أهل بيت رسول الله؛ فتذكر أن هذا أقل مما وجدوه في عصرهم؛ وهو درس لك أيضاً؛ لتعلم أن النفاق قبيح جداً.

الله أراد تربيتنا على الإيمان والصبر؛ والإعراض عن الجاهلين؛ أراد الله لنفسك أن تكون صابرة محتسبة؛ أهلاً لتجاوز الظواهر إلى ما وراءها من دروس.

عش هموم الأنبياء والصالحين ومكابدتهم الابتلاء؛ فهذا محمد يخنق عند الكعبة؛ وهذا علي يلعن على المنبر؛ وهذا حسين يقتل بكربلاء..

أنت اليوم في نعمة؛ لا يجوز أن تهتز لتغريدة مجهول؛ أو شبهة مخبول؛ أو نفثة منافق؛ أو رأي جاهل؛ أو شتيمة محتقن مصدور؛ الله يعدّك لأكبر من هذه الإساءات العارضة.

المقصود؛ تعود على طول البال وعلى السلم؛ وتحمل الأذى وتحمل ما تكره؛ سواء كنت أنت أو هو سنياً أو شيعياً/ مسلماً أو غير مسلم.

اسمع الآية الآتية؛ اسمع وتعلم كيف تبني نفسك بالصبر وتحمل الأذى في من تحب وتكره؛ قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) } [النساء]

الآية ماذا تعلمك؟

الآية مدنية ومن سورة النساء - يعني أيام دولة النبي -

وباستطاعة المسلمين أن ينتقموا ممن يستهزيء بآيات الله ويكفر بها؛ لكن الله يعلمهم الصبر؛ بل الآية تشير إلى أن هذا حكم عام؛ لأن أول الآية يخبر بأن الله قد أوحي ذلك من قبل - أي في مكة - والحكم واحد في أيام الضعف وأيام القوة, ولا شك أن المسلم يحزن ويتعب إذا سمع آيات الله يستهزأ بها ويكفر بها؛ ولكن ما الحل؟

قتل المستهزئين أو شتمهم؟

كلا؛ اعرض عنهم؛ لا تقعد معهم؛ فقط.

والاستهزاء بآيات الله والكفر بها أبلغ من سب الصحابة وأهل البيت؛ فليتعلم السني والشيعي - والمسلم عامة -التعبد بالسلم والصبر على الأذى.

ليس الدين لي ولا لك حتى نعاقب من أبغضناه؛ هذه عبادة للذات والهوى؛ الله يريد أن تعبده هو كما يريد هو؛ وألا تشرع لنفسك من العقوبات ما لم يشرع.

مشاعر الأنبياء عند الله أغلى من مشاعرك؛ وقد علمهم الصبر على الأذى؛ والإعراض عن الجاهلين؛ والدعوة بالحسنى والبرهان.

الدين كله لله، لا لمشاعرنا.

طبعاً؛ أنا هنا لا أقول لا يناقش المسيء ولا يرد عليه ولا يُساءل؛ ولكن أقول لمن غضب للمساس بالنبي أو القرآن أو من يحبه ...التزم السلم؛ هنا قصدي.