kayhan.ir

رمز الخبر: 27747
تأريخ النشر : 2015October16 - 19:40

جيش وهابي ظلامي ومحاولة إرهاب النُخب المصرية

منيب السائح

أنتشرت الوهابية وتفشت بشكل سرطاني في مصر منذ سبعينيات القرن الماضي، نتيجة لسياسة الانفتاح الساداتية، وبدفع من الاموال السعودية، تحت شعار السلفية والدفاع عن الصحابة والوقوف في وجه "المد الشيعي”، ومنذ ذلك الوقت وحتى الان، نجح الجيش الظلامي الوهابي السعودي من غزو الطبقات المصرية الفقيرة وذات المستوى التعليمي المتدني، حتى وصل الامر بهذا الجيش ان يؤسس احزابا سياسية ومن بينها حزب النور، فارضا رؤيتة الفاسدة والمتخلفة حتى على النخب العلمائية والثقافية والفنية في مصر، تحت "ارهاب” تهمة "التشيع”، السلاح الوهابي الاثير، حتى باتت هذه النخب تحسب الف حساب لسطوة هذا الجيش التكفيري، قبل القيام باي تصرف، او ابداء اي راي في اي شيء.

الجيش الوهابي السعودي الظلامي في مصر، بقيادة محمد حسان وابو اسحاق الحويني وياسر برهامي ومن لف لفهم، ينفذ اجندات سعودية، لا مكان فيها لاي هواجس قومية او اسلامية اصيلة ولا حتى انسانية، مثل قضية فلسطين او قضايا التحرر الوطني، او قضايا الوحدة الاسلامية والتقريب من المذاهب، او قضايا حقوق الانسان والمراة والكرامة والعدالة والحرية، فالعمود الفقري لهذه الاجندات قائم على الخطاب الطائفي التكفيري الفتنوي المتشنج، فلا تجد لاي وهابي مصري كبر او صغر، من هم الا نشر الفتن الطائفية وتكفير المسلمين، واتهام الاخرين بالكفر والشرك والردة والبدع، وقبل كل هذا وذاك بـ”التشيع”، اما الصهاينة، واما فلسطين، واما غزة، واما القدس، فلا خبر ولا اثر له في عقول كبار السلفية الوهابية المصرية.

ان هذا الموقف الفتنوي لجيش الظلام الوهابي السعودي في مصر، يبرره الوهابيون، بـ”المسؤولية” التي القاها عليهم التاريخ لـ”الوقوف بالمرصاد” للتشيع، الذي يهدد مصر واهلها، فالتشيع وفقا لعقلية هؤلاء اشد خطرا من الصهاينة والكفار، كما ذهب الى ذلك المدعو ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فهذا الوهابي، ليس لديه اي قلق ازاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من كوارث، والقدس من تهويد، والعرب من تشتت وتشرذم، المهم هو ان ينفذ اوامر اسياده في السعودية، بخلق عدو وهمي للمصريين والعرب، لا يوجد الا في العقول الخرفة من امثال برهامي هذا، وهذا العدو هو "الشيعة”.

عندما تكون هذه عقيدة الجيش الظلامي الوهابي في مصر، فهذا يعني ان النسيج الاجتماعي المصري مهدد بالفتن والفوضى الوهابية، التي لا يمكن ان تعيش الا في اجواء الفوضى والاتهام والتكفير، وما الجريمة الفظيعة التي ذهب ضحيتها الشيخ الشهيد حسن شحاتة، الا بعض هستيريا الوهابية، الذي وأدها الشعب المصري، قبل ان تتحول الى ممارسة يومية، كما هي ممارسات الوهابية في سوريا والعراق وليبيا واليمن.

الخطاب الوهابي التكفيري الاستفزازي، والممارسات الوهابية القبيحة، كلها تجد لدى الجيش الوهابي تبريرا واحدا، وهو الدفاع عن "السنة” و "الصحابة” ضد الشيعة والتشيع والمتشيعين، والظهور بمظهر الفارس الذي يدافع عن الصحابة، بعد ان تخلى عنهم المصريون، بينما الحقيقة، تكمن في الطبيعة الوهابية الهدامة لكل بناء والماسخة لكل طبيعة سوية.

ولما كانت الثقافة والفن والفكر واحترام الاخر والمشاعر الانسانية النبيلة، من الد اعداء الوهابية، وجد الجيش الوهابي الظلامي في مصر، تهمة "التشيع” سلاحا ترفعه في وجه كل النخب المصرية، التي تنبذ الفتن والخطاب الطائفي، وتحبذ الاعتدال والتقارب مع الاخر والتعاطف مع قضايا الشعوب العربية، وهي بالمناسبة صفات معروفة عن الشخصية المصرية، فهذا السلاح رفعه الجيش الظلامي الوهابي، خلال فترة قصيرة ضد كل علماء الدين والمفكرين والمبدعين والمثقفين والفنانين، فقد رُفع في وجه الشيخ الجليل الدكتور احمد كريمة، و قارئ القرآن المعروف الشيخ فرج الله الشاذلي والكاتب اسامة انور عكاشة، والفنان احمد ماهر، والفنان محمود الجندي، والفنان فاروق الفيشاوي، والفنانة حنان شوقي، والفنانة وفاء الحكيم.

اما اسباب "اتهام” هؤلاء بـ”التشيع”، فهي ليست سوى زيارة قاموا بها الى العراق او ايران، للمشاركة في ندوة علمية او مهرجان، او لتكريم شهداء سقطوا في مواجهة الارهاب "الداعش” ، كشهداء جريمة سبايكر المروعة التي ذهب ضحيتها 2000 شاب عراقي باعمار الزهور في لحظات، لانهم "شيعة”.

كل من يرفض الخضوع للمنطق الوهابي الظلامي في مصر يتعرض، لهجوم شنيع من قبل الجيش الوهابي الظلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لا وجود لاي خطوط حمراء انسانية او دينية او اخلاقية، فتلصق كل الاتهامات، مهما كانت قذرة كقذارة عقول مطلقيها، برافضي الوهابية، وكأنهم "عملاء” و”طابور خامس” لايران والشيعة، وان هناك جهات استخباراتية دولية ضخمة تعمل على تجنيد النخب المصرية من اجل اختراق المجتمع المصري، ليتسلل عبرها "التشيع” !!، ولم يعلم بهذه "المؤامرة الضخمة” سوى اصحاب العقول المتخلفة من امثال برهامي ووليد اسماعيل واشباههما.

المهمة القذرة للجيش الوهابي الظلامي، تجاوزت كل حدود المعقول، فهذا الجيش اخذ يتهم حتى السياسيين بانهم يتلقون اموالا من "الشيعة”، فهذا المهرج برهامي، اعلن دون حياء او خجل، أن الشيعة تمول مرشحين بالانتخابات لاختراق البرلمان المقبل لاختراق مصرمن قبل، ولكن بعد التدقيق في هذيان هذا الوهابي المسعدن، تبين انه يقصد كل السياسيين الذين لا يكفرون الشيعة ويحرضون على قتلهم.

الجنون الوهابي الظلامي يمكن تلمسه عادة في مصر من رموز هذا الجيش السعودي في مصر، ومن بين هؤلاء برهامي المعروف بعداء لا يمكن وصفه بالغريزي، لانه عداء غبي ومتكلف لاسباب مالية وشهرة، تغدقه عليه السعودية، فالرجل يسقط السياسة السعودية الوهابية التي باتت معروفة للقاصي والداني على الشيعة، وبشكل فج وبليد، حيث اعلن في كلمة القاها في السودان امام اجتماعات ترعاها السعودية عادة، أن الشيعة يعتمدون في المقام الأول لنشر مذهبهم على استغلال الحاجة الاقتصادية للدول الفقيرة، ويقومون بنشر مذهبهم من خلال استخدام إعلام قوي وشبهات رخيصة.

لسنا بحاجة هنا للرد على هذا الكذب الواضح والفاضح لبرهامي، فكل الذي قاله ينطبق من الالف الى الياء على السعودية، التي تتولى الجيش الوهابي الظلامي في مصر، فالمعروف ان الجهل والفقر، يمثلان البيئة المثالية لتفشي الوهابية، فالوهابية تتناقض وجوديا مع العلم والغنى، ويمكن الاشارة وبالاسم الى الاماكن التي انتشرت فيها الوهابية، والوسائل التي اعتمدتها السعودية لنشر فكرها الظلامي، وتجنيدها لامبراطوريات اعلامية ضخمة، وانفاقها اكثر من70 مليار دولار خلال العقود الماضية، لنشر هذا السرطان، الذي اخذ يفتك وللاسف بالجسد العربي الاسلامي.

الملفت ان قادة الجيش الظلامي الوهابي في مصر، هم اكثر من اي شخص اخر يعرفون مدى فساد وعبثية وتخلف وغباء العقيدة الوهابية، وهو ما يفسر خوفهم ورعبهم الذي يتجاوز كل الحدود، من اي اتصال مع عالم دين او مفكر شيعي، بل يحرمون اي زيارة تقوم بها شخصية شيعية الى مصر، ويرتعدون خوفا من ان توجه ايران او العراق دعوة لاي شخصية مصرية لزيارة طهران او بغداد، حتى وصل الامر انهم اقاموا الدنيا ولم يقعدوها، عندما زار العالم الجليل الشيخ الدكتور احمد كريمة ايران، واتهموا الرجل ما ليس فيه وهددوه بالويل والثبور وعظائم الامور.

وقبل ان نختم مقالنا، ننقل ايضا عن برهامي هذا رايه فيما يجري من احداث وتطورات في المنطقة، لنقف على حجم البلادة التي يغرق بها هؤلاء الظلاميون، فهو يقول :”إن دولا خارجية غربية تسعى لتقسيم مصر والمملكة العربية السعودية، وباقى الوطن العربى فى إعادة جديدة لمخطط سايكس بيكو، باستخدام ما يسمى الفوضى الخلاقة التي ظهرت فعليا عقب ثورات الربيع العربي، وأن الدول الغربية تحالفت مع الشيعة لأن مخطط الفوضى الخلاقة لم يؤت ثماره حتى الآن” ، ونحن بدورنا نفند هذيان هذه العقلية الخرفة ونقول، لقد بات بحكم البديهة لدى عموم العرب والمسلمين، باستثناء جيوش الظلام الوهابي، ان المعول الذي يهدم به الاعداء اوطاننا، هو الوهابية، والكيان السعودي الذي زرعه الغرب فوق اقدس ارض على وجه البسيطة ، كما زرع الكيان الصهيوني فوق ارض فلسطين المقدسة، ولن تقوم للعرب والمسلمين قائمة ما دام "الخنجران” الوهابي والصهيوني "مغروسان” في قلب العالم الاسلامي، ومادام الجيش الوهابي الظلامي يفرض سطوته على نخب ارض الكنانة، ارض الامجاد والحضارات.