ظريف: ليس من مصلحتنا أن تحقق السعودية مصلحتها على حسابنا أو أن تخسر
طهران - كيهان العربي:- اكد وزير الخارجية الدكتور جواد ظريف بان حواراً جاداً قد يوصلنا الى حقيقة وهي انه اذا استطاعت إيران القوية والقريبة التوصل الى اتفاق مع دول كبرى بعيدة، فكيف لا نستطيع التوصل الى اتفاق مع اخواننا العرب.
ووصف وزير الخارجية الدكتور ظريف خلال استقباله رؤساء تحرير الصحف العربية الاتهامات التي وجهت الى بلاده في قضية "خلية العبدلي" في الكويت بأنها مشبوهة لأنها جاءت بعد الاتفاق النووي بين طهران ودول مجموعة "5+1"، معتبراً أمن الكويت من امن ايران، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي اضطلع به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال الحادث المؤسف الذي حصل للحجاج الايرانيين في منى، ومضيفا أنه يحدونا الامل بأن تستمر العلاقات التاريخية الطيبة بين البلدين ومع سمو أمير الكويت. مضيفاً: اعلنا مراراً عدم تدخلنا في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة.
وعن افاق العلاقات بين طهران والرياض، أوضح الدكتور ظريف: نحن بحاجة الى المزيد من النشاط الاعلامي في الساحة العربية، فهناك تضليل للرأي العام ضدنا، وما يهمنا في هذا السياق هو الخطر الدائم الذي يهدد ايران والسعودية والعراق، ولا بد من التأكيد بان امن السعودية يعتبر مهما بالنسبة لنا، ونتمنى على أصدقائنا في المملكة ادراك هذه الحقيقة.
وأضاف: نحن نعتقد بانه كلما اسرعنا في الالتقاء فانه يمكن مواجهة الخطر، ونحن من جانبنا مستعدون لمد يد العون لكل الاشقاء والاصدقاء في مكافحة الارهاب، وهذا ليس شعارا بل انه يأتي في اطار المصلحة والامن للجميع.
وفي شأن ترتيب قضايا المنطقة ضمن الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى، قال وزير الخارجية: أكدنا ونؤكد بأنه لم يحصل أي اتفاق بخصوص قضايا المنطقة مع "5+1" ضمن الاتفاق النووي، ومع الأسف ان الكثيرين كانوا يعتقدون ان معالجة المسألة النووية سوف تمهد لنا الدخول مع الاميركيين في صفقة ضد جيراننا، في حين انه ليس هنالك اي اتفاق سري مع مجموعة 5+1 حول قضايا المنطقة. اما بخصوص الاتفاق النووي حول برنامجنا النووي، ومدته 15 عاما، فانه يسمح لنا بالوصول الى مرحلة التخصيب الصناعي وتوفير الوقود النووي لمحطة بوشهر. وعلى العموم فاننا نعتبر ان الحوار هو السبيل الانجع لمعالجة كل القضايا العالقة.
وبشأن الاتفاق الحاصل بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، صرح ظريف بان البروتوكول الموقع بين طهران والوكالة الدولية يعتبر وثيقة سرية، وهو ليس للنشر، محوره كيفية تسوية القضايا العالقة خلال الاسابيع التي تلت التوقيع على هذه الوثيقة.
وعن العلاقات الايرانية - المصرية، وضرورة عقد لقاءات بين الدول الاقليمية المؤثرة، ايران ومصر وتركيا، لبلورة مبادرات كفيلة باخراج المنطقة من الازمات التي تعاني منها، وما اذا كان لدى الخارجية الايرانية مبادرة في هذا الشأن، اوضح الدكتور ظريف: نحرص اشد الحرص على اقامة علاقات وطيدة وطيبة مع جميع الدول العربية، وانني دبلوماسي ولدي اصدقاء من مصر، والمواقف بين البلدين بخصوص العديد من قضايا المنطقة متقاربة جدا. ان حظر الانتشار النووي وحظر امتلاك وانتاج هذا السلاح والموقف من سورية والاتجاه العام، يتطلب ان تكون هنالك شراكة بين جميع هذه الدول، حتى يتحقق الامن. واذا مانظرتم الى السياسة الخارجية لايران، فانكم سترون باننا لم نسع لالغاء دور اي دولة في المنطقة، لكن بعض الدول مع الاسف حاولت الغاء دور ايران، وقلنا لها بانها لن تستطيع.
ورداً على سؤال ما اذا كانت التسوية المتحققة بين ايران واميركا للملف النووي الايراني، يصلح تحقيقها في تسوية الازمتين السورية واليمنية لحقن نزيف الدم؟ شدد وزير الخارجية على ان اولى اولوياته هو تطوير العلاقات مع بلدان المنطقة، لافتا الى ان سماحة القائد السيد الخامنئي وفخامة الرئيس روحاني، لديهما نفس هذه الرؤية وانني اعرف وجهات نظر سماحة القائد الاعلى بشكل دقيق حيث ان الاتفاق النووي سيساعد في معالجة قضايا المنطقة، مبينا "ان الاصدقاء في السعودية يعتبرون الاتفاق النووي خطرا عليهم، وهذا امر مؤسف وانا اشعر بالاستياء البالغ منه، وهذا الموقف في الحقيقة يتطابق مع موقف اسرائيل".
واضاف: نحن على استعداد تام لرفع اي إشكال كان وان نلبي ايجابيا اي اقتراح بهذا الخصوص.. فاليوم يمكن تسوية القضية اليمنية عبر المسارات السياسية، وقلنا ان بوسعنا ايقاف الحرب الدموية الخائبة في هذا البلد والتي استمرت 7 أشهر وذلك من خلال بذل المساعي الجادة في هذا الشأن، الا ان اصدقاءنا في السعودية رفضوا ذلك، وكذلك الامر في سورية، فنحن يجب ان نبحث عن الحلول السياسية والا نركز على الاشخاص بل على الضمانات والاساليب والقوانين ومعالجة القضايا المهمة.
وحول ما الذي تريده ايران من العرب اوضح الوزير ظريف: نعتقد ان السعودية، مستهدفة من داعش والارهاب، ونحن نتطلع لتطوير الصداقة والمودة مع اصدقائنا السعوديين، واصدقاؤنا العرب الذين دعموا صدام خلال 8 سنوات من حربه ضد ايران وقاموا بتجهيزه، يعرفون جيدا باننا لم نطالبهم بشيء مقابل دعمهم لصدام في تلك الحرب، ولم نطالبهم بالمجيء لبناء الثقة معنا ولم نظلمهم حتى اليوم، والشعب الذي تعرض للظلم هو الشعب الايراني، الذي قصف بالاسلحة الكيمياوية خلال 8 سنوات، واصدقاؤنا العرب هم الذين يذهبون الى اميركا لعرقلة الاتفاق النووي، ونحن لم نكن مستعدين للحوار مع اميركا، وكنا ندعو للحوار مع اصدقائنا العرب. وانا اطمأنكم انه كان بامكاننا معالجة الازمة النووية خلال اسبوعين.. وانا ادعو الاصدقاء العرب الى النظر لهذا المبدأ وهو ان مستقبلنا واحد، وان ادركوا ذلك واطمأنوا، فان ايران الى جانبهم وستساعدهم في الوصول الى بر الامان، وخلق منطقة امنة ومستقرة. واذا لم يدركوا هذا المبدأ فاننا سنبقى متمسكين بهذا الموقف.