رفسنجاني: السياسة التي ينتهجها الحكام الجدد في السعودية لا تتسم بالعقلانية
طهران-ارنا:- قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام اية الله اكبر هاشمي رفسنجاني ان من الممكن اصلاح العلاقات بين ايران والسعودية بالكامل إن اريد ذلك، لكن لا يمكن إنجاز هذا من جانب واحد.
واضاف رفسنجاني في حوار اجرته معه "شفقنا” ان اصلاح العلاقات ممكن شريطة ان تكون الرغبة من الجانبين، لكن هذا الامر لا يتحقق مثلا أن كنا نحن جاهزين لكن لا تتوفر الظروف لدى الجانب الاخر او انهم لا يرغبون بذلك او نحن لا نرغب بذلك لاسباب سياسية او اقليمية. لكن يبدو لي ان الامر قابل للتحقق بالكامل.
واشار الى فرض حرب الثماني سنوات على ايران ودعم دول جنوب الخليج الفارسي لصدام في عدوانه على ايران وتمويلهم هذا العدوان وقال انه بعد قبول ايران القرار 598 تولت حكومة جديدة السلطة في ايران "كنت أنا أرأسها. قلنا اننا لا نريد استعداء الاخرين ونود العمل مع العالم. فمال العالم سريعا نحونا، والعرب الذين كانوا قد مولوا صدام في عدوانه على ايران، وكانوا خائفين من ان نخرج منتصرين من الحرب، توجهوا نحونا.
واضاف: كنا في السنغال وعقدت لقاء مقتضبا مع الملك عبد الله الذي كان آنذاك وليا للعهد في السعودية، فذاب الكثير من جليد العلاقات بين البلدين. والان الظروف والوضع ليسا باصعب من تلك الحقبة.
ومضى اية الله هاشمي رفسنجاني في هذا الحوار يقول: ان وضعا جيدا لم يحدث في السعودية حاليا. اي ان السياسة التي ينتهجها الحكام الجدد، لا تتسم بالعقلانية. ومع ذلك فان الحرب ليست السبيل لمعالجة الامور. والسبيل يكمن في ان ندخل في محادثات وحوار بصورة منطقية، ونطمئنهم بالا يتخوفوا منا، ومن اننا لسنا نوويين عسكريين، ولا نريد استخدام سلاحنا ضد أحد.
وتابع يقول: اعتقد اننا ان نخوض القضية بصورة صحيحة، نستطيع معالجة قضايانا مع العرب ببساطة. وعليهم ان يخوضوا القضية بصورة صحيحة ايضا.
وعن تنامي التطرف والارهاب قال اية الله هاشمي رفسنجاني، ان قضية الارهاب ارتبطت اليوم بالقضايا العقائدية . فالارهاب في بلدنا ضعيف. لكنه موجود في المنطقة. ان الذين يمارسون الان الارهاب باسم الاسلام هم الوهابيون بشكل رئيسي. انهم يقدمون تعريفا اخر عن الاسلام لاسيما داعش الذي يعتبر الشيعة بانهم كفار. وطبعا طالبان كانوا ومازالوا كذلك. ورغم ان الارهاب كان اقليميا لكنه اصبح الان عالميا. والمادة الرئيسية للارهاب هي استياء الجيل الشاب الذي يعاني من مشاكل جمة لاسيما الفقراء والذين لا يساهمون في السلطة ولا يملكون شيئا. وطبعا الامر هكذا في منطقتنا لكن ليس كذلك في العالم. فان كان لديهم كلام يريدون قوله، فيقولونه وبوسعهم ابداء احتجاجهم. لكن هذا الشي محدود وضيق في هذه المنطقة. وعندما يبلغ السيل الزبى، فاخر حل يلجاون اليه هو السلاح فيحملون السلاح ليثأرون.
واكد قائلا انه يجب السيطرة على فيروس التطرف لانه ينمي ويربي الارهاب. ان الارهاب تحول اليوم الى خطر كبير يطال المجتمعات، وحتى ثمة احتمال ان يتحول هذا الارهاب الى حرب عالمية من نوع الارهاب.
ومضى يقول: ان المشكلة الاخرى التي افرزها الارهاب، هي اننا كنا في الماضي نواجه ضلعين، يسببان مشاكل للشعوب، اي الاستبداد والاخر الاستعمار. فالاستعمار والاستبداد يمكن ان يكونا بجانب احدهما الاخر بحيث يكون المستبد في خدمة الاجانب وان يتصديا كلاهما للشعوب. لكن الارهاب تحول اليوم الى ضلع ثالث، وهذا العنصر الثالث لا يسمح باستئصال جذور الاستبداد.