kayhan.ir

رمز الخبر: 2766
تأريخ النشر : 2014June27 - 19:57
فشل وقف إطلاق النار في أوكرانيا

استمرار المعارك في شرق أوكرانيا وروسيا تقوم بمناورات استثنائية

جورج حداد

بالرغم من اعلان الرئيس الاوكراني بوروشينكو عن وقف اطلاق النار، لا تزال المعارك على اشدها في شرق اوكرانيا. وقد ركز الجيش الاوكراني في المرحلة الاخيرة على عمليات القصف الجوي وعمليات الانزال الجوي للمظليين او ما يسمى "فرسان الجو”، وذلك للسيطرة على نقاط التفتيش والمتاريس المتقدمة ونقاط العبور التي تقيمها قوات الدفاع الذاتي للمناطق المنتفضة، وخصوصا نقاط العبور الحدودية مع روسيا. وتحاول القوات الموالية لكييف منع اللاجئين الاوكرانيين من العبور الى روسيا. وعرضت وسائل الاعلام الروسية باصين تعرضا لاطلاق النار وكانا ينقلان اطفالا اوكرانيين لاجئين الى روسيا. وحتى الان لم تعلن الجهات المعنية العدد الاخير للاجئين الاوكرانيين في روسيا. ولكن كل الدلائل تشير الى ان اعدادهم تجاوزت مئات الآلاف، حيث اصبحت مخيمات اللاجئين الاوكرانيين تنتشر في عشرات المدن الروسية ووصلت حتى سيبيريا.

أين الرجال؟

ولاحظ العديد من المراقبين ان وسائل الاعلام تعرض مخيمات للاجئين الاطفال (هي اشبه بمخيمات كشافة وفيها دور حضانة ومطاعم عامة ومدارس) ومخيمات للاجئات من النساء. ويتساءل المراقبون: وأين الرجال؟

ويرجح المراقبون ان غالبية الرجال يذهبون للتدريب والتطوع في قوات الدفاع الذاتي الشعبية. وهو ما يشير الى ان معركة اوكرانيا هي معركة طويلة الامد.

خطة "استيعاب” هجوم كييف ثم الانتقال الى الهجوم المضاد

وقوات الدفاع الذاتي الشعبي الاوكرانية، المدعومة من روسيا، والتي تتحول بالتدريج الى جيش نظامي متعدد الاسلحة ومتماسك، تعتمد في المرحلة الراهنة خطة "استيعاب” هجوم جيش كييف والقوات الفاشستية والمرتزقة الاميركيين، ومنعهم من الاستيلاء على المناطق المنتفضة، وانهاكهم، والتوصل الى تحقيق "التوازن” و”المراوحة” القتالية، وخلال ذلك تفكيك وفرز قوات الجيش النظامي الاوكراني. ومتى تحقق ذلك، يبدأ الانتقال الى الهجوم المعاكس بشكل صاعق، والهدف القريب سيكون تحرير اوديسا والشواطئ الاوكرانية، ثم تحرير اواسط اوكرانيا وخصوصا العاصمة كييف، وعزل غربي اوكرانيا تماما وحصاره ومن ثم الدخول في مفاوضات معه على قاعدة القضاء التام على المجموعات الفاشستية وتقديم زعمائها للمحاكمة الشعبية العامة. وبالرغم من كل عمليات القصف والانزال الجويين لقوات كييف، لا تزال وحدات الدفاع الذاتي الشعبي للمقاومة تسيطر سيطرة تامة على الغالبية الساحقة من المعابر من والى روسيا.

مناورات استثنائية روسية

ومن جهة ثانية بدأ الجيش الروسي بإجراء مناورات تدريبية استثنائية غير مبرمجة سابقا، الهدف منها التدرب على نقل الجنود من سيبيريا والاورال الى مناطق اخرى، حسبما اعلن الناطق باسم الجيش كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

واعلن ياروسلاف روستشوبكين، نائب قائد المنطقة العسكرية في روسيا الوسطى "ان التشكيلات المؤللة والمجوقلة في الاورال وسيبيريا الغربية هي في جاهزية قتالية للقيام بمسيرة طويلة الى مناطق اخرى”. ولم يحدد الى اي مناطق سترسل الوحدات، ولكنه اوضح ان هدف المناورات هو اختبار مدى استعداداتها. وفي الوقت ذاته نفى الكرملين اتهامات الناتو بأن روسيا ارسلت قوات جديدة الى الحدود مع اوكرانيا. واكد الناطق باسم الكرملين ان روسيا لا تكدس الجيوش على الحدود مع اوكرانيا، ولكنه نظرا لـ”تخوفات أمنية” يجري ببساطة دعم القوات الحدودية. وكان الامين العام للناتو اندريس فوغ راسموسين قد اعلن ان موسكو تقوم بتكديس التشكيلات العسكرية على الحدود مع اوكرانيا. ولكن الوكالة الروسية (RBK) نسبت الى مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله انه جرى ارسال الجنود الى الحدود مع اوكرانيا وهم مجهزون بمستشفيات ميدانية وتجهيزات عسكرية اخرى، وانهم سيدخلون الى منطقة دونيتسك ولوغانسك من اجل "اقامة عازل بين السكان المدنيين والجيش الاوكراني”. هذا وصرح اندريه باروبي، سكرتير مجلس الامن القومي الاوكراني ان الجيش الروسي حشد 16000 جندي على الحدود و22000 في شبه جزيرة القرم. وعلق مصدر في وزارة الدفاع الروسية على ذلك بأن باروبي يبالغ كثيرا في حجم الحضور العسكري الروسي على الحدود مع اوكرانيا. وبحسب المصدر ذاته، فإن الطائرات المقاتلة والهليكوبترات الحربية الروسية بدأت القيام بدوريات على الحدود. وحسب رأي الخبير في المركز الروسي للتحليل الاستراتيجي فاسيلي كاشين فإن دور القوات الروسية على الحدود هو "منع اختراق الحدود واسقاط الطائرات التي لا تلتزم بحدود الاراضي الاوكرانية”.

وفي الوقت ذاته اعلن ممثلو "جمهورية لوغانسك الشعبية” ان قوات "الجمهورية” لا تزال تخوض المعارك مع قوات حكومة كييف بالقرب من الحدود الاوكرانية ـ الروسية في قطاعي دولجانكا وغوكوفو. وان "الجيش الاوكراني يحاول ابعادنا عن الحدود والسيطرة عليها”. كما جرت معارك شديدة قرب قرية "كراسني بارتيزان” في مقاطعة دونيتسك. واعلن السفير الروسي لدى "منظمة الامن والتنمية الاوروبية” ان روسيا سترد بشدة على اختراق الحدود من جانب الجيش الاوكراني. وعلم انه يوم الخميس الماضي اجرى الرئيس بوتين مكالمة هاتفية مع الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو بحث فيها الرئيسان امكانيات تسوية النزاع في دونيتسك ولوغانسك. وأكد الرئيس بوتين ضرورة وقف اطلاق النار في شرق وجنوب اوكرانيا.

برنامج بوروشينكو لتسوية الازمة يجهض قبل ان يولد

ومن جهته عرض الرئيس بوروشينكو برنامجه المؤلف من 14 نقطة لتسوية النزاع، ويدخل فيها اصدار العفو ووقف اطلاق النار. ويدعو البرنامج الى نزع سلاح من يسميهم "الانفصاليين”، اي عناصر قوات الدفاع الذاتي الشعبي، الذين اعلنوا انهم لن يلقوا السلاح. وينص البرنامج على تطبيق لا مركزية السلطة بموجب اصلاح دستوري، وعلى ضمان الحقوق اللغوية للناطقين باللغة الروسية. كما ينص على اسقاط الاتهامات عن "الانفصاليين” الذين لم يرتكبوا "جرائم خطيرة”، وعلى ايجاد ممرات آمنة لانسحاب من يسميهم "المرتزقة الاوكرانيين والروس” من مناطق النزاع. كما يدعو بوروشينكو الى ترسيم الحدود من طرف واحد والى انشاء منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات على امتداد الحدود مع روسيا. ولا يوضح البرنامج على اي جانب من الحدود ستكون المنطقة العازلة المقترحة. كما لا يوضح الوضعية القانونية للناس الذين يعيشون في هذه المنطقة. ويقول المراقبون المحايدون ان برنامج بوروشينكو يفتقد الى المصداقية لانه لا يدعو الى الحوار ويدعو الى حلول من طرف واحد ويتخذ طابعا استفزازيا، ولذا فهو قد تعرض للاجهاض قبل ان يولد.

كما اصدر بوروشينكو قرارا بعزل وزير الخارجية اندريه ديشتيتسا الذي كان قد ادلى بعبارات نابية بحق الرئيس الروسي بوتين، ما دعا وزارة الخارجية الروسية الى تقديم احتجاج شديد اللهجة والاعلان عن الامتناع عن اجراء اي اتصال مع وزير الخارجية المذكور.

كاميرون وراسموسين يعطيان العين الحمراء لبوتين

هذا وقد عقد رئيس الوزراء البريطاني كاميرون والأمين العام لحلف الناتو راسموسين مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد لقائهما الاخير في لندن، ووصف الاثنان بـ”العدوان” المساعدات التي تقدمها روسيا لـ”الانفصاليين” في شرق وجنوب اوكرانيا.

واعتبر كاميرون ان ارسال "الطائرات والسفن الحربية والقوات” التابعة للناتو الى اوكرانيا وجوارها، هو من اجل التعبير عن القدرة على "اعطاء جواب سريع على التهديدات الموجهة الى حلفائنا، ولاعطاء ضمانات الى اولئك الذين يتخوفون على امن بلدانهم”.

واتهم راسموسين روسيا بأنها "تقوض النظام الدولي” و”ان الناتو قد اتخذ خطوات سريعة للدفاع عن الحلفاء، وان كل بلد عضو في الناتو سيقدم مساهمته”.

اتهام "غرين بييس” بالتآمر مع روسيا

كما اتهم زعيم الناتو منظمات الدفاع عن البيئة، وخاصة "غرين بييس”، بأنها تشترك مع روسيا في مؤامرة معادية للناتو، وذلك بالوقوف ضد مشاريع استخراج الغاز الصخري في اوروبا، وهي المشاريع الهادفة الى التقليل من اعتماد اوروبا على الغاز الطبيعي الروسي الذي يمر عبر الاراضي الاوكرانية وغيرها.

وقد ردت "غرين بييس” بسرعة على اتهامها بأنها اداة لبوتين بالقول ان قيادة الناتو تتعاطى المخدرات حتى يمكنها توجيه هذا الاتهام للمنظمة التي كل ما يهمها هو المحافظة على البيئة.

روسيا لم تعد شريكا للغرب

ومن جهة اخرى دعا الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركيل الرئيس الروسي للمساهمة في تخفيض التوتر في شرق اوكرانيا ولتجديد المحادثات المتعلقة بتوريد الغاز.

وخلال زيارتها الاخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية صرحت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون دير لايين بـ”ان روسيا لم تعد شريكا لنا، والقضية الان هي ان لا تصبح عدوا”.