بركان الضفة يغلي !!
مهدي منصوري
ومن المعلوم للجميع ان العدو الغاصب للقدس كان يتصور ان أساليب القمع التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني قد توصله الى تحقيق اهدافه في اخضاع هذا الشعب لارادته خاصة وانه يحظى وللاسف بالتأييد من قبل السلطة التي ما فتئت تقدم الدعم اللازم خاصة في المجال الامني من خلال التنسيق الذي كان وقوعه مؤلما على ابناء المقاومة الباسلة، بالاضافة الى تحديد نشاط المقاومة في الضفة واعتراضها او انتقادها الشديد لكل ما تقوم به المقاومة ضد العدو الصهيوني، وهذا الامرقد منح الجرأة لهذا الكيان الغاصب ان لا يرعوي في ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وممارسة عدوانه الغادر الذي يحصد ارواح الابرياء من ابناء هذا الشعب.
لكن ورغم كل هذه الممارسات نجد في الطرف الاخر ان هذه الاعمال لم تثن ابناء المقاومة ولم تضعف موقفهم بل انها وبالعكس زادت من اصرارهم وصمودهم وذلك بتحدي جيش العدو خاصة من خلال المواجهات اليومية المستمرة والتي وضعت قيادة الجيش الصهيوني في حالة من القلق والارباك المستمر كما تفصحه التصريحات من كبار قادة الجيش من انهم لا يستطيعون بعد اليوم الصمود امام هذه المواجهات.
والحدث المهم والذي يشغل اليوم الكيان الصهيوني والذي لم يحسب حسابه هو اختطاف ثلاثة من جنوده وبصورة لازالت غامضة بحيث وضعته في حالة من الارباك، خاصة وان اي طرف فلسطيني لم يعلن مسؤوليته عن هذا الاختطاف لذلك فان ردة فعل الكيان الصهيوني جاءت وبصورة هستيرية بحيث اخذ يتخبط في البحث عنهم ولذلك اخذ يمارس عملية الاجتياح للمدن الفلسطينية بحثا عن هؤلاء الجنود وبنفس الوقت وهو في هذه الحالة المربكة أخذ يوزع الاتهامات وبصورة عشوائية بين فصائل المقاومة.
وبطبيعة الحال فان اجتياحه للمدن قد صاحبه المزيد من اعتقال ابناء الشعب الفلسطيني ظنا منه انه يستطيع ان يحصل على خيط معرفة لتواجد الجنود المختطفين ولكن وبعد مضي اكثر من اسبوعين على هذا الامر فانه وصل وفي نهاية المطاف الى حالة من اليأس وهو ما اعلنته بالامس قيادات الجيش الصهيوني.
ولكن الامر المهم في الموضوع ان عملية الاجتياح هذه قد تركت اثارها الايجابية لدى ابناء المدن التي مورس بحقها الاجتياح اذ اندفعت وبقوة في مواجهة جيش العدو رغم تفاوت القدرة بحيث اخذ هذا الجيش يحذر من دخول بعض المدن الفلسطينية، وكذلك فان روح الثورة قد اخذت تتفاعل لدى ابناء الشعب الفلسطيني بحيث عبرت بعض الاوساط الفلسطينية من ان هناك بركان بدأ يغلي في نفوس ابناء هذا الشعب وانه قد ينفجر عن انتفاضة ثالثة تعم الضفة الغربية على الخصوص والتي وان اتقدت شرارتها فستكون بصورة لايستطيع فيها الجيش الصهيوني وحاميانه من الوقوف بوجهها، وبطبيعة الحال فان الكيان الصهيوني الغاصب للقدس قد يكون بممارساته الاجرامية هو الذي سيشعل نيران هذه الانتفاضة لان ممارساته المسعورة ضد ابناء المقاومة ستجعل منها اصلب عودا واقوى شكيمة وامضى سيفا واكثر اصرارا على مواصلة الطريق وحتى النصر انشاء الله.