kayhan.ir

رمز الخبر: 27117
تأريخ النشر : 2015October05 - 21:05

وهمية المعارضة المعتدلة !!

مهدي منصوري

بدأ من الواضح للجميع ان المعارضة التي اختارت السلاح طريقا للوصول الى اهدافها في سوريا قد تم تبنيها من عدة دول واطراف واخذت مسميات متعددة ولكنه يجمعها هدف واحد الا وهو وكما كانوا يأملون اسقاط النظم السوري.

وقد حاولت اميركا والسعودية وتركيا وغيرها من الدول ان تبرز الى السطح بعض الهاربين والمطلوبين للعدالة في سوريا وعقد المؤتمرات لهم لان يكونوا البديل للنظام السوري فيما اذا تحقق لهم هدف اسقاطه وقد بذلت هذه الدول الكثير من الاموال على عقد المؤتمرات وتشغيل الماكنة الاعلامية من اجل وضعهم في الواجهة. ولكن الخلافات على المناصب والاموال كانت سببا في تشتيتها وعدم وحدتها واتفاقها بحيث اصبحت اليوم اثرا بعد عين.

وقد حاولت اميركا وفي الاونة الاخيرة ومن اجل اقناع الرأي العام الاقليمي والدولي من ان هناك معارضة معتدلة خاصة وانها تتلقى الدعم السياسي واللوجستي والاعلامي من واشنطن الا ان هذا الامر قد وضع واشنطن في موقف صعب جدا وذلك من خلال اغداق الاموال على تدريبها واعدادها لتكون الواجهة في تحقيق اهداف اميركا القديمة الجديدة وهي الذهاب الى حكومة انتقالية بشرط ان لا يكون للرئيس الاسد دور فيها. ولكن في نهاية المطاف والذي برز على السطح ان عدد افراد هذه المعارضة لم يتجاوز عدد اصابع اليد وبنفس الوقت فانهم وعندما دخلوا الميدان الحقيقي للعمل نجد انهم باعوا انفسهم لجبهة النصرة الارهابية من خلال تسليمهم الاسلحة والمعدات لهؤلاء واخلاء مواقعهم مما اصاب الادارة الاميركية خيبة امل كبيرة.

واليوم وعندما شمرت روسيا عن سواعدها لمواجهة الارهاب اخذت بنفس الوقت ان تبحث عن المعارضة المعتدلة التي كثر الحديث عنها ولكنها لم تجد لهذه المعارضة وجودا حقيقيا على الارض بل كل الامر تلخص من انها معارضة وهمية لا واقع لها. وهو مااكده لافروف بقوله : "إن التنظيم (الجيش الحر) بات وهميا.. وعلى الأقل طلبت من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تقديم معلومات ما حول مواقع هذا الجيش السوري الحر وقادته".

وأضاف: "ولم يقل أحد لنا حتى الآن أين يعمل هذا الجيش السوري الحر أو أين وكيف تعمل وحدات أخرى مما تسمى بالمعارضة المعتدلة".

ومن الطبيعي جدا والذي لا يقبل ا لنقاش والذي يؤيده الواقع على الارض وهو مااكدته الحكومة السورية وفي اكثر من مناسبة ان الذين ييحملون السلاح اليوم في مواجهة الجيش والشعب السوري والذين غالبيتهم من الاجانب لايمكن ان يشكلوا معارضة معتدلة لانهم لا يفهمون الا لغة القتل والتدمير وان عقولهم قد تم شحنها بحيث لم تعد تفكر بشئ من الحوار او النفاس اوالجلوس على طاولة المفاوضات. لانهم لايمثلون ولايمتون للشعب السوري بصلة بل هم مرتزقة قد تم تجميعهم من مختلف البلدان لتنفيذ مهمة معلومة اهدافها.

وعندما دعت روسيا المعارضة الى مؤتمرين في جنيف يجمع بين المعارضة والحكومة لم يستجب الا المعارضة الحقيقية في الداخل والتي ترى ان الحل لابد ان يكون سياسيا، اما الارهابيون والقتلة فانهم وقفوا موقفا معارضا ولم يستجيبوا للطلب الروسي مما اكدوا وللجميع انهم ليسوا معارضة بل مجموعة اتخذت القتل والتدمير وسيلة للوصول الى اهدافها.

ومن هنا فان الوقت قد حان وبعد ان قررت روسيا مواجهة الارهابيين ودك معاقلهم اينما كانت على الارض السورية ينبغي على المعارضة التي تدعي انها معتدلة ان تكشف عن نفسها وان تخضع للغة الحوار لكي ترفع عن نفسها وعلى اقل التقدير تهمة الارهاب، وبنفس الوقت لكي تكشف عن اولئك المرتزقة والمجرمين الذين استأجروا من مختلف البلدان لان يدمروا ابناءهم وبلادهم. وبغير ذلك فان كل الذي يحملون السلاح ويواجهون الشعب والجيش السوري هم ارهابيون وقتلة ينبغي التعامل معهم بنفس اللغة التي يتعاملون بها ومن دون رحمة وهو مااقرته المواثيق والمعاهدات الدولية والانسانية .