kayhan.ir

رمز الخبر: 26997
تأريخ النشر : 2015October03 - 20:57

اوباما وهول الصدمة

مهدي منصوري

حاول اوباما وباعلانه عن تشكيل تحالف دولي لمواجهة الارهاب ان يخدع العالم، ولكن لم تستمر كذبته حتى برزت الى السطح، وتبين ان التحالف ليس لمحاربة الارهاب بل لدعمه واستمرار وجوده لانه يشكل صمام الامان لان يبقى الكيان الصهيوني في وضع امن ومستقر.

وقد وضحت وكما اسلفنا ان اوباما وبتحالفه هذا قد اعطى المجاميع الارهابية مجالا اوسع للتحرك سواء كان في العراق وسوريا، وفتح لهم الابواب نحو التقدم في المدن والقصبات وبصورة لم يتيسر لها من قبل، بحيث وصلت التكهنات لدى بعض الاعلاميين حدا انه وحسب المعلومات التي تخرج من مراكز القرار العسكري الاميركي من ان طائراتهم قد قامت باكثر من عشرات الالاف من الطلعات ولم ينال الارهابيين الذين يدعون محاربتهم قتل واحد منهم، واتضح ان القنابل التي ترمى لا تستهدف الارهابيين بل يتم رميها في الصحراء او على رؤوس الابرياء والتي يأتي بعدها الاعتذار ان الذي قد جرى كان خطا او عدم تقدير.

والذي اثار الاستهجان اكثر عندما اعلنت واشنطن انا ستقوم بتدريب مااسمته بالمعارضة المعتدلة على السلاح وجندت طاقاتها ولكنها في النهاية لم تستطع ان تحصل الا على عدد اصابع اليد الذين تعاونوا معها من السوريين في هذا المجال مما شكل فضيحة كبرى للادارة الاميركية. ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان المتدربين في المعسكرات الاميركية وبعد عودتهم قد تركوا ميدان المعركة وسلموا اسلحتهم للارهابيين، بحيث اصبح تصورا لدى الجميع ان واشنطن غير جادة في محاربة الارهابيين.

واليوم وبعد ان شمرت روسيا سواعدها من اجل الدخول في معركة مباشرة مع المجموعات الارهابية المدعومة اميركيا واقليميا والتي نفذت عدة طلعات جوية فاعلة وضربت مواقع واماكن امداد وتجهيز هذه المجموعات مما جعل اوباما ان يعلو صراخه ويعلن ان ما قامت به روسيا يعتبر كارثة لانها لم تستطع ان تشخص بين المعارضة المعتدلة والارهابيين وضربت الجميع تحت عنوان مكافحة الارهاب.

ومن هنا لابد لنا من نقول لاوباما ان صراخك هذا لا يجد يك نفعا لانك وفي الوقت التي اعتبرت فيه كل فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية وغيرها انها منظمات ارهابية وهي التي كانت تواجه الاحتلال الغاصب وهو حق طبيعي ضمنته لها المواثيق والمعاهدات الدولية تقف اليوم لتدافع عمن يرفع السلاح وتفعيل الابرياء ترفع عنه هذه الصفة. ولا ندري ما هو المقياس التي تتعامل به واشنطن حول موضوع مكافحة الارهاب؟.

وقد علقت اوساط اعلامية وسياسية مستنكرة دعوة واشنطن بما اسمته بالمعارضة السورية المعتدلة الى الانخراط في معسكرات ليتلقوا التدريب على السلاح مع انها دعوة مباشرة للمواجهة المسلحة وكان المجموعات الارهابية المدعومة لم تشبع غليل ادارة اوباما لما ارتكبته من جرائم بحق الشعب السوري والتي جعلت منهم مشردون في بلدان العالم. لذلك فهي تسعى لايجاد بديل لهذه المجموعات الارهابية بمجموعات جديدة وباشرافها مباشرة بحيث يمكن القول انها تريد ان تضرب كل الجهود الاقليمية والدولية الساعية الى ايجاد حل سلمي للازمة السورية من خلال ايقاف نزيف الدم الذي يراق ظلما وعدوانا.

ان القرار الروسي بمواجهة المجاميع الارهابية جاء وبناء على طلب من الحكومة السورية بحيث امتلك شرعية دولية هذا من جانب ومن جانب آخر جاء متزامنا مع الجهود التي تبذلها روسيا ومنذ سنوات من اجل الوصول الى حل سلمي للازمة من خلال اللقاءات التي تمت بين الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة في موسكو وجنيف. لذا فان القرار الروسي جاء متكاملا لان هذه المجموعات الارهابية لم تقبل بل وترفض الحل السلمي وتريد ان تنهي الامر عسكريا وهو ا لذي عجزت عنه وبعد اكثر من اربع سنوات.

اذن فان مواجهة روسيا للارهابيين وبهذه القوة قد اصاب اوباما وحلفاؤه في المنطقة بصدمة كبيرة لم يكن يتوقعونها بحيث ادركوا ان مشروعهم الاجرامي قد وصل الى نهايته، وانهم خرجوا من الموضوع صفر اليدين لان الرئيس الاسد سيبقى على رأس السلطة وسيندحر الارهاب الى غير رجعة.