التحرير
"اسرائيل" مهددة من داخلها
يحاول رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم القاتل نتنياهو ان يخرج من اطار الازمة الخانقة التي يعيشها في الداخل الاسرائيلي في مواجهة ضغوط المعارضة التي تحاول عرقلة مشاريعه الاجرامية التي تضع اسرائيل في دائرة الاستهداف الفلسطيني باستلاب الارض الفلسطينية من خلال بناء المستوطنات وفتح الابواب امام قطعان مستوطنيه لتدنيس المسجد الاقصى، وقد تكون العمليات الانفرادية التي يقوم بها ابناء فلسطين المحتلة في كل من القدس والضفة الغربية والتي تستهدف المستوطنين والتي خلقت حالة من الرعب والقلق المستديم خاصة للقيادات العسكرية الصهيونية التي حذرت من استمرارها معتبرة انها ستشكل الشرارة الاولى والاساسية لاندلاع انتفاضة داخلية ثالثة قد لاتبقي ولاتذر.
ولم يجد المجرم نتيناهو وامام هذه الضغوط الخانقة متنفسا سوى ان يوجه الراي العام بالاتجاه المعاكس وهو التحذير من ايران النووية وانها تشكل خطرا على العالم وغيرها من التعابير الممجوجة والمنسوخة والمكررة خاصة بعد ان تم الاتفاق النووي الاخير مع المجتمع الدولي.
وقد بلغت هستيرية نتنياهو حدا وفي الامم المتحدة بالامس الى التطاول على رئاسة الجمهورية الاسلامية ونعتها بنعوت تنم عن حقده الدفين اولا وخوفه وذعره الذي يعتمل في نفسه من ماستؤول اليه الامور مستقبلا خاصة بعد دخول روسيا على الخط في مواجهة الارهاب في سوريا، وهو الذي كان يعتبر الارهاب صمام الامان لان تبقى اسرائيل امنة من خلال انشغال الجيش السوري والعراقي والمقاومة في مواجهة التنظيمات الارهابية التي مولتها السعودية واميركا ودعمها كيانه الغاصب.
والملاحظ ايضا والذي برز على السطح هو العمليات الانفرادية التي يقوم بها الفلسطينيون في مواجهة وحشية الشرطة الاسرائيلية والتي لايخلو يوم الا ويسمع العالم عن قتل او دهس او طعن مستوطن صهيوني بحيث اصبحت حالة مقلقة ومربكة لادارة نتيناهو العسكرية والسياسية والتي كان اخرها بالامس في الخليل. وقد يكون من الطبيعي ان تجري مثل هذه العمليات لانها تاتي ردا حقيقيا على مايرتكبه قطعان المستوطنين والشرطة الصهيونية ضد ابناء الشعب الفلسطيني من خلال المداهمات والاعتقالات العشوائية والمعاملة السيئة التي يمارسونها ضد الاسرى المعتقلين في السجون الصهيونية.
لذا فعلى نتيناهو ان يدرك ان الخطر الحقيقي الذي يهدد كيانه الغاصب هو الاسلوب الهمجي الاعمى الذي يتبعه في التعامل مع الشعب الفلسطيني والذي جعل منه قنبلة موقوته لابد ان تنفجر يوما وبصورة لم يتوقعها لاهو ولامن يدعم كيانه سواء كانت واشنطن اوغيرها من بعض الدول العربية، لان غضبة المقاومة الفلسطينية ستكون شاملة وموحدة وقوية ونابعة من رحم هذا الشعب وبما تملكه من امكانيات وصفها العسكريون الصهاينة بالهائلة والكبيرة بحيث تلقنه درسا قاسيا، كما لقنته من قبل في حربين خاسرتين لازالت اثارهما السلبية واضحة بين جنوده وقطعان مستوطنيه .
اذن فان اسرائيل اليوم مهددة من داخلها اكثر من الخارج وان هذا التهديد جدي وحقيقي وغير مستورد وقادر على ازالة كيانه الغاصب من قلب العالم الاسلامي.