سياسة المنطق المعوج
مهدي منصوري
من تابع تصريحات وزير خارجية السعودية عادل الجبير منذ توليه الوزارة والتي اوصله اليها موت سعود الفيصل ولهذه اللحظة، يدرك ان افكاره قد تقولبت وباتجاه واحد فقط، الا وهو النيل من ايران فحسب. بمناسبة وبدون مناسبة وعندما يصرح لابد ان يضع لايران سطرا في خطابه حتى ولو لم يتعلق الموضوع بها.
لذلك فان هذا السياسي الغر والجديد على المسرح السياسي والذي لم يكن يتوقع في يوم ما ان ينال هذا المنصب الذي يدل انه اكبر من حجمه وحجم تفكيره ، ولذلك نجد ان تصريحاته الاخيرة التي اعلن فيها ان السعودية لا تشارك في التحالف الجديد الذي يحارب داعش، وان على الاسد اما ان يتنحى او يواجه مصيرا عسكريا.
ولا ندري هل ان الجبيرهذا كان واعيا لما يقول، ام ان كأس الثمالة قد افقدته عقله وتفكيره بحيث اخذ يهرف بما لا يعرف. لان وبتصريحه بعدم مشاركة السعودية في التحالف الذي يحارب داعش قد اعترف ان بلاده تدعم هذا التنظيم وتقف وراءه، ولذلك فهي لم تحاربه وبذلك وضع السعودية امام تساؤل دولي واقليمي كبير. اما مسألة الرئيس الاسد فان موضوعه قد تجاوز ما صرح به لان حكام ال سعود ومعهم قطر والامارات وتركيا واميركا وغيرها من الدول والتي بذلت ما يمكن بذله لان تسقط الرئيس عسكريا من خلال دعم الارهابيين باحدث الاسلحة والمعدات وبعد مرور اكثر من اربعة اعوام ثبت فشل هذه الاسلوب فشلا ذريعا، ولم يعد يعطي النتيجة المرجوة منه، لذلك اصبح المجتمع الدولي وحتى اميركا نفسها سيدة السعودية قد اعلنت بان يكون الحل للازمة السورية سلميا، ولذلك فما على الذيول الا ان تستسلم لما يريده السيد الاميركي.
واما معزوفة خطر النفوذ الايراني المشروخة والتي اصبحت ثقيلة على الاسماع قد نفذ مفعولها ولم تجد هناك من يسمعها اويصغي اليها لعدم وجودها على الواقع المعاش، فلذلك فان تكرارها وبالامس وعلى لسان الرئيس اليمني الهارب عن العدالة هادي في الامم المتحدة مبررا العدوان السعودي على الشعب اليمني والذي راح ضحيته الالاف من ابناء هذا الشعب من دون تمييز بين حوثي او غير حوثي قد اثارت الاستهزاء بل الاستهجان من جميع الاوساط السياسية والدبلوماسية والاعلامية وان اعترافه الصريح بانه هو الذي دفع السعودية ومن تحالف معها على شن الحرب على ابناء شعبه بالطائرات والصواريخ والاسلحة المحرمة التي استخدمت من قبل هذه ا لدول قد وضع نفسه في موضع الاتهام المباشر بان يده الاثمة كانت تقتل ابناء شعبه وبالنيابة.
ومن هنا لابد من الاشارة الى ان كلا من الارهاب في سوريا والعراق والحرب المباشرة في اليمن والتي تدعمها السعودية قد وصلت الى طريق مسدود وانها فشلت في تحقيق الاهداف المرسومة لها. لذلك فان محاولة الفرار من مسؤولية اراقة دماء ابناء هذه الشعوب برمي الاتهامات على الغير اصبحت لاتجدى نفعا لان المجرم والقاتل يمارسان جريمتهما على مسمع ومرأى من العالم، ولذلك فلابد ان تأتي الساعة التي يقف فيها هؤلاء امام محكمة التأريخ، لينالوا جزاءهم العادل، وان ذلك ليس ببعيد لان الارهاب قد أخذ يتراجع بل يتداعى امام الضربات الماحقة التي يتلقاها كل لحظة وساعة ويوم، وان هزيمته اصبحت قاب قوسين او ادنى، والشعوب التي تضررت من هذا الارهاب هي التي ستبقى ولايمكن ان تسكت او تغض النظرعن محاسبة من كان وراء هذا الارهاب وايا كان لكي تقتص من قاتلي ابنائها وبالصورة التي تكون اكثر قساوة وضراوة ، لانه هو البادي بالظلم والقتل. ولايمكن لاميركا او السعودية او غيرها ان تتنصل او تكتفي بالاعتذار لان الوقت قد فات وان ساعة الحساب قد حانب واتية لا محالة.