القضاء على الارهاب أولا !!
مهدي منصوري
لايخفى على القارئ الكريم انه ومن خلال التقارير التي تواترت و الانباء و المعلومات التي ظهرت وبرزت على السطح خاصة ما جاء على لسان كبار السياسيين الاميركيين وعلى راسهم كلينتون من ان الارهاب صناعة اميركية انتجت برعاية سعودية قطرية تركية، اذن فان هذا المنتج السيء والخبيث قد فرض نفسه على الواقع واصبح اليوم يشكل تهديدا ليس فقط للدول والحكومات التي جاء من اجل اقصائها او تهديدها او اسقاطها، بل حتى الداعمين و الممولين له، وبنفس الوقت و لما كان الارهاب المنظم و المدعوم لم يستطع ان يحقق الاهداف التي وجد من اجلها واخذ يتراجع و بصورة فاضحة وواضحة بحيث شكل حالة من الانكسار والفشل الكبير لكل الذين زرعوا هذه البذرة الخبيثة.
واليوم وعندما اتجهت انظار المجتمع الدولي الى العمل المشترك على مواجهة هذا الارهاب من اجل ان لايهدد استقرار بلدانهم، نجد ان الرؤى و التصورات والافكار المطروحة قد اخذت تتباين بين الاطراف التي تطالب بمواجهة الارهاب والقضاء عليه، وبين الاطراف الاخرى التي ارادت من هذا الارهاب وسيلة لتحقيق اهدافها و تنفيذ خططها في المنطقة والعالم.
لذلك نجد ان واشنطن االتي رفعت عقيرتها وعلا صوتها ودعت الى تحالف دولي لمواجهة الارهاب لم يتعد الامر حدود الضجيج الاعلامي فقط، لانها و بتشكيل هذا التحالف قد اعطت الارهاب زخما اكبر للتمدد والتوسع بدلا من تعليق نشاطه او ايقافه عند حده، مما تملكت الجميع قناعة من ان اميركا وحلفاءها سواء في المنطقة والعالم غير جادين بالقضاء على الارهاب لانهم هم صانعوه، ولكي يريدون منه ان يكون شوكة في أعين الدول التي لا تنسجم تصوراتها وافكارها وسياستها مع السياسة الاميركية.
اذن ومن طرف اخر نجد ان الدول التي اكتوت بنار الارهاب والتي فقدت الكثير من ابنائها ورجالها وعانت الامرين من تواجده على اراضيها، فهي تعمل جاهدة من اجل القضاء عليه وبأي طريقة كانت، لذلك جندت طاقاتها وشبابها لمواجهته، وهو ماعليه اليوم في العراق وسوريا وقد تمكنت هذه الدول وبقدراتها و امكانياتها ان تضع الارهاب والارهابيين في الزاوية الحرجة وان تكبد هم خسائر فادحة وكبيرة بحيث بدت اشارات واضحة على هزيمتهم، لكن الدعم الذي يتلقونه من الدول الداعمة بصورة مباشرة أوغير مباشرة هو الذي ابقاهم في حالة من الديمومة و الاستمرار. الا انه ولما كان خطر الارهاب لم يقف عند حدود البلدان التي يتواجد بها، بل اخذ يتمدد وبصورة مخيفة بحيث اصبح خطره يمتد الى دول اخرى، لذلك تنادي المجتمع الدولي الى العمل الجاد والمشترك لمواجهته وباي صورة كانت من خلال ايجاد تحالفات اقليمية ودولية لهذا الغرض، وقد اخذت هذه المحاولات تأخذ طريقها للتنفيذ مما جعل من واشنطن والدول الداعمة في موقف محرج لانهم لابد ان يتماشوا مع رؤية المجتمع الدولي لكي لايوجه اليهم الاتهام مباشرة بدعم الارهاب، لذلك نجد انهم اعلنوا موافقتهم في هذا المسعى كسبا للرأي العام فقط ولكنهم وبنفس الوقت اخذوا يضعون العراقيل امام هذا المشروع الدولي، من خلال وضع الاشتراطات التي لا تتعلق بالارهاب بل لها علاقة مباشرة بسيادة واستقلال الدول من امثال ان لا يكون للرئيس الاسد دور في الحالة الانتقالية القادمة، او ان يكون دور اكبر لاهل السنة في العراق في الحياة السياسية وغيرها من الذرائع التي يشم منها رائحة دعم الارهاب.
ولكن والذي عليه اليوم هو ان الدول التي تضررت من الارهاب مباشرة قد اكدت ان الاولوية هي لمكافحة الارهاب والارهابيين والقضاء عليهم من ثم معالجة ودراسة القضايا الجانبية التي لا علاقة بهذا الموضوع، واهم مطلب يتعلق بهذا الامر هو الطلب من كل الدول التي دعمت الارهاب بالرجال والمال والتسليح وغيرها من القضايا التي تمر من خلالها ان توقف هذه المساعدات لقطع الطريق على استمراره ودوام بقائه. وبغير ذلك فان مواجهة الارهاب ستبقى سجالا مستمرا لاطائل تحته ولم يعط النتائج المرجوة منه.