متى تخرج السعودية من الهاوية اليمنية؟
حسين ملاح
لا عجب في الكذب الموصوف المعتمد من قبل بعض الاعلام الخليجي حيال التطورات اليمنية. اعلام يمتهن تحريف الحقائق لخدمة اموال ذاك الملك او هذا الامير مستعيناً بشعار النازيين "إكذب إكذب إكذب حتى يصدقك الناس”.
ويبدو ان حتى هذا الشعار لم يُحقق النتائج المرجوة منه خليجياً في ظل فداحة الخسائر التي تُمنى بها قوى العدوان في مأرب وتعز وعند الحدود الشمالية لليمن ، وهي خسائر لم يعد بمقدور المعتدين اخفاؤها.وما زاد من تخبط قوات الغزو هو وقوع اسرى سعوديين في ايدي الجيش اليمني حيث تم عرض شريط مصور لأحدهم عبر قناة المسيرة اليمنية.
صورة الاسير تختزل الواقع اليمني ، فهي تأتي استكمالاً لمشاهد احراق عشرات الاليات في جيزان وعسير ، وضرب المعسكرات في مأرب وسقوط المواقع العسكرية لقوى العدوان وميليشياتها في تعز ، وما تسلل البيانات الخليجية عن مصرع ضابط لقوى العدوان هنا وجندي هناك الا دلالة على مدى التورط الخليجي في الرمال اليمنية.
صحيح ان قوى العدوان هللت لاستيلاء ميليشاتها على مدن ومواقع في الجنوب اليمني قبل اسابيع ، الا ان هذا الامر سرعان مع تبدد مفعوله مع التورط الخليجي كلما اتجه المعتدون شمالاً وشرقاً وتحديداً في مأرب وتعز ، حيث تحتدم المعارك مع قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية. واذا ما حققت قوى العدوان بعض الاختراقات فلن يكون لهذا الامر بالانجاز الكبير لأسباب عدة:
اولاً: قوى العدوان حشدت الاف المقاتلين من دول الخليج الفارسي وغيرها واستعانت بمرتزقة وميليشيات مسلحة وعناصر القاعدة وداعش وجميعهم يخوضون المعركة ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية وفشلوا في تحقيق اختراق هام في مأرب او تعز ، فيما تتهاوى المواقع السعودية واحدة تلو الاخرى عند الحدود.
ثانياً: زج المعتدون بأحداث عتادهم العسكري من دبابات واليات مدرعة وطائرات تقدر قيمتها بمئات مليارات الدولارات هذا ناهيك عن الاستعانة بأحدات طائرات التجسس الاميركية فيما تزود واشنطن الرياض وغيرها بمعلومات عن المواقع اليمنية سواء عبر الاقمار الإصطناعية او البوارج الاميركية الموجودة في بحر العرب والبحر الاحمر ، والنتيجة الى الان تعكسها توابيت جنود المعتدين التي تعود بهم من حيث أتوا..
ثالثاً: الفشل في ضرب الاسلحة الاستراتيجية اليمنية التي يتوالى الاعلان عنها من صواريخ سكود الى توتشكا الى الصواريخ المضادة للدبابات (كورنيت)..
رابعاً: نجاح القوات اليمنية في التوغل في المحافظات السعودية والسيطرة على مواقع عالية التحصين وغنم دبابات واليات حديثة عُرض بعضٌ منها، في المقابل تُبث مشاهد باستمرار عن فرار الجنود السعوديين من مواقعهم وتركهم الياتهم واسلحتهم في الميدان.
خامساً: نجاح اليمنيين في شل الحركة في المحافظات السعودية الحدودية عبر ضرب مواقع حيوية كالمطارات ومحطات الكهرباء ...الخ
"الانجازات” الاهم لقوى العدوان في اليمن تتمثل بـ:
اولاً: ازدياد وتيرة المجازر المرتكبة بحق المدنيين التي طالت الاسواق الشعبية والمدارس والمساجد...
ثانياً: تدمير واسع للبنية التحتية اليمنية من مطارات وموانىء ومستشفيات ومدارس وجامعات وطرق ما خلق كارثة انسانية اوصلت البلاد والعباد الى الهاوية.
ثالثاً: تقوية ارهابيي القاعدة وداعش وتحديداً في عدن وحضرموت ، وتُشير الانباء الى تنامي التنظيمين وبالاخص في عدن ، حيث وقعت العديد من الحوادث والاغتيالات والاعتداءات على دور العبادة وآخرها إحراق كنيسة رغم ترويج قوى العدوان واعلامها "للنعيم” المزعوم في الجنوب.
رابعاً: الاصرار السعودي على افشال المساعي السياسية والتضييق على المبعوثين الدوليين لاحراجهم بهدف اخراجهم. فبعد الاطاحة بجمال بن عمر ها هي الرياض تضغط على ولد الشيخ أحمد عبر اعلانها المتواصل عن استحالة الحلول السياسية دون تحقيق شروطها.
فدول العدوان لا تريد حلاً لليمن في ظل اختلال موازين القوى لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية ، كما ان السعودية تخشى اطرافاً يمنية قوية وتفضل تابعين بهدف ابقاء البلاد تحت سيطرتها ونفوذها عملاً على ما يبدو بوصية يُقال ان الملك المؤسس للسعودية عبد العزيز آل سعود تركها لأبنائه وحذرهم فيها قائلاً "خيركم وشركم من اليمن”..
ولأن النتائج تظل مرهونة في الميدان ، فإن المؤشرات تدل ان الحكم السعودي سيمضي قدماً في التورط بالمستنقع اليمني ، لأن التراجع الان سيؤدي الى عواقب قد تكون كارثية على الجيل الجديد في العائلة الحاكمة. فهذا الجيل رفع شعارات ظن انها بمتناول يده ، لكنه اصيب بخيبة كبيرة ، لذا عليه - ان اراد- التعلم من تجارب التاريخ. فالعثمانيون سبقوه الى اليمن وعجزوا ، وكذلك فشلت حرب اليمن في منتصف القرن الماضي ، والعواصف الحالية من "حزم” و”امل” مصيرها كسابقاتها ، كما يؤكد اليمنيون.