اليمن و الإمارات : اللعنة على القتلة .
أحمد الحباسى
بدأت الإمارات في استقبال النعوش ، نعوش أبناءها القتلة المجرمين ، بدأ في الإمارات عزف نشيد الموتى و بدأ الشعب الإماراتي يجنى نتائج جريمة صمته على مشاركة نظامه الدموي العميل في قتل الشعب اليمنى ، هذا الأمر كان متوقعا لان الشعب اليمنى لن يرضى إطلاقا و مهما كانت وجهات نظره و اختلافاته بأن يأتي المرتزقة العملاء الإماراتيون لضربه على خده الأيمن فيدير لهم خده الأيسر ، فلا الإمارات تعد دولة و لا تاريخ الإمارات يعد تاريخا و لا المهارة القتالية الإماراتية تعد مهارة ، فاليمن هو مدرسة في التاريخ و الشعب اليمنى هو مدرسة في القتال ، و شتان بين كيان مصطنع يحاول بقوة العائدات النفطية أن يصنع وطنا كرتونيا تايوانيا و كيان خلق بالفطرة وطنا عريقا بحضارة آلاف السنوات ، لذلك سقط مرتزقة الإمارات بالعشرات و عادوا جثامين تطاردهم لعنات الشعب اليمنى>
العميل ضاحى خلفان لم يدرك لحد الآن أن هناك فارق ضخم بحجم المساحة بين الأرض و السماء بين حضارة اليمن و ” حضارة” الإمارات ، فاليمن و روما بالتحديد يعدان من أقدم دول العالم عبر التاريخ و الحضارة اليمنية تدرس في الجامعات قبل أن يخرج نفط الإمارات إلى ” العلن ” ، و الإمارات التي لم يمر على تاريخها أربعون عاما أغلب سكانها من الأجانب لا يمكن أن تعرف معنى الحراك الشعبي المتواصل في اليمن منذ آلاف السنين ، يقول ضاحى خلفان بنبرة التهكم المعروف عن هؤلاء الخليجيين النفطيين الفقراء للأخلاق ” صنعاء بلد تعبانة و ما فيها شيء ” ، كان الإمارات فيها هذا "الشيء” و هي التي تمتلئ نساء فاجرات ” مستوردة ” و محلية و بيوت دعارة تستهوى أثرياء الخليج الفارسي المهمومين بنصفهم الأسفل و بعض أعوان المخابرات الذين يحمون النظام من رياح التغيير و بعض رجال الأعمال العرب الفاسدين ، يضاف إليه مساحة الرشاوى و الفساد التي تنخر النظام و تتحدث عنها كل وسائل الإعلام في العالم يضاف إلى ذلك طبعا بعض المباني ” الفاخرة” التي تعطى الانطباع للعالم بكون هذا البلد منعزل عن الجغرافيا و التاريخ .
لا يمتلك الجيش الإماراتي عقيدة قتالية مرتبطة بالإسلام و بمقاصد الشريعة ، فكل القيادات متكونة في "المدارس الصهيونية” العسكرية الغربية ، لذلك فعقيدة هذا الجيش فارغة من الرجولة الإنسانية ، و الذين يقرؤون الفاتحة على جثامين هؤلاء القتلة يعلمون أن تلك الصناديق تحمل جثامين عساكر قتلة سيدفنون برداء العار الملطخ بالدم اليمنى البريء ، و لا يكفى أن تعزف الموسيقى العسكرية ذلك النواح الكئيب ليظن الناس أن من يدفنون بعد قليل هم أبناء من العروبة قد ماتوا في سبيل رفع راية الإسلام و الدفاع عن المقدسات بل هم مجرد أدوات طيعة غبية قاتلة استعملتها أنظمة خائنة لخدمة المشاريع الصهيونية في اليمن و في غيرها من الدول العربية منذ ما بعد سقوط بغداد سنة 2003 ، و لعل هناك في الإمارات من بات يدرك بعد أن تلقى الخبر الحزين أن نظام ” الدولة” لا يختلف كثيرا في تعامله مع الأحداث العربية عن النظام العميل في السعودية و البحرين و قطر و الأردن و أن فقدانه لأحد أبناءه في هذه المعركة القذرة قد ذهب سدى .
في عالم الهمج و تجار الموت في الإمارات يمكن التضحية بأبناء الشعب رغم قلتهم إن لم نقل ندرتهم في وطن يعيش على التسول العمالي إن صح التعبير ، لذلك سخر النظام كل أدوات التضليل لدفع شباب الإمارات لمحرقة اليمن ، فمنهم من رجع في كفن و منهم من فقد و لن يعود و منهم من ستأكله الذئاب البشرية مثل القاعدة ، لكن المهم بالنسبة للنظام الفاسد في الإمارات هو خدمة و رضا الجانب الصهيوني الحامي لهذه القلعة الحاكمة الفاسدة ، لا يهم النظام من يموت ، فدماء أبناء الإمارات ليست مقدسة ، و كما استنزف النظام القدرات النفطية في صفقات سلاح لا تنفع لمجرد قبض العمولات ،فهو يستنزف اليوم كرامة الشعب ليصنع عداوة بين الشعبين ستظل ارتداداتها تعيش في الوجدان لعشرات السنوات القادمة ، و يستنزف زاده البشرى القليل و المتواضع لضرب جسور التواصل بين أبناء الأمة العربية تماما كما يفعل العدو الصهيوني حين يبحث عن إزالة القدس ليمنع التواصل بين الأديان .
حتى الحروب ببشاعتها و فظاعتها تحتفظ بشيء من النبل ، و النبل فيها أن تقاتل من أجل هدف أخلاقي أو رغبة في الدفاع عن الوطن لكن كيف يكون لهذا الجيش الفاقد للضمير نبل و النظام نفسه قد تربى في أحضان المصالح الصهيونية ، لكم أن تتخيلوا أن ضاحى خلفان قد ترك الصهاينة يدخلون إلى هذه ” الإمارات” لاغتيال محمود المبحوح في موقف ما زال يثير كثيرا من نقاط الاشتباه حول دور شرطة دبي في هذا الاغتيال لكنه يقف اليوم موقف المدافع عن جريمة عاصفة الحزم الصهيونية الإماراتية السعودية، فكيف لا نتساءل اليوم حول شبهة التواصل بين هذه ” الشرطة” و بين الموساد الصهيوني ، و كما كان محمد دحلان رئيس الأمن الوقائي الفلسطيني متعاونا مع المخابرات الصهيونية و الأمريكية في استهداف المجاهدين الفلسطينيين فمن المؤكد أن هذا "الفريق” الإماراتي الذي يرضى بضرب الشعب اليمنى لا يمكن أن يكون إلا مجرد متعاون مع المخابرات الصهيونية بنفس الدور و المهمة .
يقدم الإعلام في الإمارات صورة مغلوطة عن الحرب الدائرة في اليمن، و على كل حال فلا وجود بهذا الإعلام الفاقد للمصداقية لأية صورة لمشاهد الشهداء و الجرحى الذين تضربهم قنابل و صواريخ الطائرات الإماراتية ، ما يدعو فعلا للاشمئزاز و القيء تلك المشاهد المنقولة للعلم الإماراتي في ” الجبهة”، كأن اليمن قد تحولت في لحظة معينة إلى إسرائيل و كأن الطيارين قد قذفوا تل أبيب و كأن الجيش الإماراتي الهزيل قد عبر خط بارليف ، و كان هذه الحرب الدموية هي إعادة لحرب العبور المصرية سنة 1973 ، و حين يصف مسئول إماراتي ما يسميه "أداء” قواته المتمثل في قتل الأبرياء بمبعث فخر للقيادة الإماراتية فلا شك أن كل الضمائر العربية قد وضعت كثيرا من علامات الاستفهام أمام هوية هذا النظام ، و أمام مفهوم "الفخر ” في عرف نظام الإمارات المتعاون مع المشروع الصهيوني ، لكن و في نهاية الأمر ، ليعلم كل خونة الخليج أن الشعب اليمنى لن يستسلم و لن يركع .