صافر البداية النهاية للعدوان السعودي
من تفحص البيان الختامي الصادر عقب زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لواشنطن استوقفته بعض التغييرات اللافتة في مواقف البلدين سواء على صعيد العلاقات الثنائية "نحو شراكة ستراتيجية للقرن الـ 21" او الموقف من القضايا الساخنة في سوريا واليمن والعراق ولبنان وفي المقدمة الاتفاق النووي الايراني الذي تحفظت عليه السعودية مؤخرا وعارضته في الاساس كالعدو الصهيوني.
لكن لسوء حظ المملكة وملكها ان هذه الزيارة انها تزامنت مع حدثين هامين كان الاول قاصم لظهرها وهي العملية النوعية بامتياز للجيش اليمني واللجان الشعبية باستهداف معسكر صافر في محافظة مأرب بصاروخ توشكا وبشكل ادق مخزن الاسلحة والعتاد في هذا المعسكر الذي حوله الى جحيم مهلك ولايطاق حيث اباد من كان في هذا المكان من قوات التحالف وتجهيزاتها العسكرية بما في ذلك ثلاث طائرات من نوع "اباتشي" الاميركية لكن ما اعلن لحد الان من ارقام في الخسائر بصفوف قوات التحالف العربي المشارك في العدوان على اليمن لم تعكس حقيقة الخسائر التي تكبدها هذا التحالف وان حاول ان يخفف من وطأتها عبر اعلانه المتدرج والمتاخر كالرياض في حصر ارقام قتلاه بعشرة عسكريين. لكن هذه الصدمة المدوية لم تنزل على العواصم الخليجية لوحدها بل اصابت شظاياها واشنطن وضيفها الملك المفدى مما انعكس مباشرة على البيان الختامي للتاكيد على الحل السلمي في اليمن ودفع المعاناة عن شعبه عبر فتح الموانئ اليمنية.
اما الحدث الثاني هو تطورات الساحة اللبنانية حيث نزل انصار العماد عون الى الشارع ليقول لخصومه تفضلوا هذا هو ثقلنا ورهاننا على الحشد الجماهيري في تغيير الواقع اللبناني ابتداء بتغيير قانون الانتخاب النسبي للنواب وانتهاء بانتخاب رئيس الجمهورية وهذا ما دفع بواشنطن والرياض بالقبول بانتخاب رئيس لجمهورية لبنان للالتفاف على مطالب الشعب اللبناني بانتخاب مجلس نواب جديد لايضمن المصالح الاميركية والسعودية.
اما مماطلتهما في القضية السورية وشخص الرئيس الاسد فهي مجرد أضغاث واحلام لم تتحقق طيلة اكثر من خمس سنوات مضت وما هي الا مكابرة عبثية وتغطية على تراجعهما في الملفين اليمني واللبناني.
ان العملية النوعية القاصمة في معسكر صافر والمخيبة لآمال السعودية والدول المتحالفة معها، هي محطة فاصلة لحل الازمة اليمنية حيث وضعت حدا للاوهام السعودية في ابتلاع اليمن ثانية بل اكثر من ذلك أرقت هذه العواصم من المستقبل المظلم الذي تنتظرها خشية من انه فعلا قد بدأت اليمن تنفيذ خياراتها الستراتيجية التي وعت بها الشعب. وهذه تباشيرها الاولى واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار التهديد الذي ساقه العميد لقمان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية في خطوته اللاحقة باستهداف العواصم الخليجية فانها ستواجه الكارثة بعينها وما بعدها من كارثة.