kayhan.ir

رمز الخبر: 25357
تأريخ النشر : 2015September04 - 21:04

عروبية أمريكا اللاتينيه وصهيونية حكام الدول الخليجية

محمود كامل الكومى

منذ نُشبت مخالب آل سعود والحركه الوهابية, تصاعدت حدة التعسف والشذوذ الدينى فى شبة الجزيرة العربيه , وصار التقسيم والتفتيت وأقتطاع الأجزاء والنتوءات على حافة الخليج العربى , وتبدلت التسمية لبلاد نجد والحجاز الى ” السعوديه” فى أول مسمى لدولة تتسمى بأسم من عربد فى فيافيها وضواحيها, وغدى قريبا من هدم قبر رسول الأنسانيه ومبعوث العنايه الألهيه لهذه البقعة الأرضيه – حيث الأشد كفرا ونفاقا –لتسرى منها الرسالة المحمدية فى ربوع الكرة الأرضية – لولا نفر من جند المحروسة بعناية الله حين أوقفوا المد الوهابى المتعسف والمغلف بقطاع الطرق من آل سعود –للأستقواء – فكانت فى الدرعيه "مقبرتهم على يد الجيش المصرى 1818 .

منذ ذك الحين بدى أنه لابد وأن تقلم أظافر الجيش المصرى ومحمد على لينكمش بقواته فى الداخل المصرى , وينسحب من كل ماحققه من أنتصارات فى أوروبا والجزيرة العربيه والسودان .

ولذلك ثَبَتَ الأستعمار أقدام عصابات آل سعود فى المملكه التى أنحسرت عن شبه الجزيرة العربية وبدت أرضها وكأنها ملكا خالصا لهم فأسبغوا عليها اسمهم ورسمهم ,فأنزلقت الى مسمى المملكة السعودية , وبدت سياستها الداخليه فى حكم الرعية من شعب الجزيرة العربية على الأمر والطاعة والقدرة المستطاعة التى تهدر الأنسانية وتُرَكِع أفرادها من البشريه والأنحناء لتقبيل أيادى الذت الملكيه وكافة أمرائها , وأهدر حق الله فى الأنحناء اِلا للواحد القهار .

وأنساب الزيت البترولى زَبداً , فأنتفخت جيوب الملوك والأمراءوصارت عوائده أسيرة هذه الجيوب , وأصبح المَنُ من فتاتها على الشعب صاحب هذه الكنوز – وساد هذا الوباء العائلى لأسرة آل سعود يلف كل الأسر التى نَصَبَها الأستعمارعلى كل البلدان الخليجيه التى تشرذمت من شبه الجزيرة العربية.

ومن هنا لم يترك الأستعمار – البريطانى او الأمبريالى الأمريكى الصهيونى – أى فرصة لأية قوى تريد أن تنتفض لتنفض عنهاغبار الذل والأستعباد وهيمنة الأسرة الحاكمه السعوديه أو أى من الأسر الخليجيه اِلا وقضى عليها فى المهد , ومارس استعماريته البغيضه فى تكبيل تلك البلدان بقيودة بأنشاء القواعد العسكريه على أراضيها والأستحواذ على ثرواتها من النفط والغاز بشركاته , وخلق كل الفرص لاِسالت عوائد النفط من العملات الحرة فى مؤسساته النقديه حتى صارت تلك الدول بثرواتها وحكامها حصيلة النهب الأستعمارى العالمى ومصدر ثرائه , وهنا كان لابد أن تتشكل السياسه الخارجيه والدبلوماسيه الدول الخليجة على هذا النمط الأستعمارى لتسير وفق هواه محققه غاياته ومناه .

ونصَبَ الأستعمار الملك "فيصل” قبل تتويجه ملكا – سواء فى فترة حكم والده او أخيه الملك سعود – على قمة وزارة الخارجية السعوديه , وقد أحتفظ فترة بهذا المنصب حتى وهو ملك – وخلال تلك الفتره شكل الاستعمار السياسه الخارجيه السعوديه التى قادها فيصل بن عبد العزيز وجعلها رأس رمح لأجهاض القوى التقدميه والثوريه العربيه , التى كانت بالمرصاد للزعيم جمال عبد الناصر لأجهاض نضاله الحثيث لأحياء فكرة القوميه العربيه وتحقيق وحدة الشعب العربى – وساهمت السياسه السعوديه فى أنشاء أحلاف استعماريه تجابه المد الثورى القومى والناصرى لأجهاضه , سواء فى الحلف الاسلامى او حلف بغداد أوحلف جنوب شرق أسيا .

تبلورت السياسه السعوديه وأندمجت مع السياسه الأمريكيه والبريطانيه والصهيونيه ,فى محاولة أجهاض الدور العروبى للجيش المصرى وجمال عبد الناصر لمساندة ثورة اليمن فى ستينات القرن الماضى , وفتحت المملكة مطاراتها وأجوائها لتمكين الطائرات الصهيونيه من ضرب الجيش المصرى باليمن – وتوجت السياسه السعوديه عارها وتأمرها على الشعب العربى , بما كشفته وثائق الخارجيه الأمريكيه المفرج عنها بعد خمسين سنه , من خلال تلك الرساله التى وجهها الملك فيصل الى الرئيس الامريكى الاسبق "جونسون” والذى ترجاه فيها ان يحث اسرائيل على القبام بعدوان على مصر وسوريا حتى يتراجع عبد الناصر عن فكرة القومى , ولدوره المساعد لثورة اليمن – وكانت حرب 5 يونيو 1967 .

بعد أن وضعت جذور السياسه الخليجيه الصهيونيه نَبتِها, صارت فى خضمها تترعرع على يد ” سعود الفيصل "وزير خارجية السعوديه , و”حمد بن جاسم” وزير خارجية قطر ووزير خارجيه دولة الأمارات , حيت تم تدشين مجلس التعاون الخليجى كمنظمه صهيونية ترمى الى تشييع جامعة الدول العربيه الى مثواها الأخير , بعد أن حولوها الى جثه هامده. حتى لاحت حرب الخليج الفارسي الثانيه – ومن قبل تكوينه جُرَت العراق بفعل الدعم الخليجى الى انهاك قواها فى حرب ضروس ضد الثورة الأيرانيه التى أوعزت أمريكا الى حكام الخليج بخطورتها علي أركان حكمهم – ثم حرب الخليج الفارسي ا لثانيه التى نتجت عن دسائس حكام الخليج التى ادت بالزج بصدام لاحتلال الكويت , وما أستتبعها من غزو أمريكى للعراق كانت قاعدته دول الخليج والقواعد الأمريكيه على أراضيها .

وأزداد سُعَاَر مجلس التعاون الخليجى المُفَعَل صهيونيا , حين جر الجامعه العربيه الى أعلان شهادة وفاتها بقرارها أستدعاء الناتو عن طريق مجلس الأمن لتدمير ليبيا بمشاركة قوات رمزيه سعوديه – قطريه – أماراتيه , قضت على الأخضر واليابس فيها وتركتها جثة هامده لقوى الأرهاب العالمى , وكذا قرارها بأستبدال النظام الرسمى السورى بقوى المعارضه الأرهابيه المموله خليجيا وصهيونيا , – وبدت السياسه القطريه السعوديه تحتضن أرهابيى العالم لتدمير البنيه التحتيه السوريه , وتعمل بكل قواها لأستدعاء قوات حلف الناتو لأحتلال سوريا .

صدرت أوامر المخابرات الأمريكيه الى مليك السعوديه الجديد بأستبدال سعود الفيصل ب”عادل الجبير”الذى تربى فى أحضان المخابرات الأمريكيه من خلال عمله سفيرا للملكه فى واشنطن , وغدى مهندسا للتحالف السعودى الصهيونى لتدمير اليمن , وحجر عثرة فى وجه أى حل سلمى فى سوريا , من خلال تصريحاته المُوعَز اليه بها من المخابرات الأمريكيه ” بأنه لاحل للأزمه السوريه مع وجود الرئيس بشار الأسد – فى تحد صارخ لأرادة الشعب السورى .

صارت أجواء عالمنا العربى دخاناً وأرضه براكين تقذف حمم بركانيه يتلظى بها شعبنا العربى بفعل سياسة حكام الخليج , الصهيونيه الإمبرياليه.

على الجانب الآخر من الكرة الأرضيه , وفى الشاطىء الغربى للمحيط الأطلنطى , يقف رجال وظلالهم تمتد لتغطى العالم العربي كله , سياساتهم عروبيه – تناضل من أجل أَلا تكون حديقة خلفيه للأمبرياليه الأمريكيه – وأستهوتهم فكرة الوحده العربيه التى ناضل من اجلها جمال عبد الناصر وأرادوها بين بلدانهم قوة فى وجه العم سام وسياساته الطامعه فيهم , فمدت الجسور مع قوى المقاومه العربيه التى تكافح عملاء الأمبرياليه والصهيونيه , فكان "جيفارا”ثائرا هناك , يلتقى بعبد الناصر ليعلنا أن أسرائيل لابد أن تزول عن عالمنا العربى – وفى كوبا ” كاسترو ” يقف بكل حزم وعزم مع مصر والعرب ضد العدوان الثلاثى 1956 ويقف فى المنظمات الدوليه يطالب بأنسحاب اسرائيل من الاراضى المحتله ووقف عدوانها على الدول العربيه 1967 ويطالب بحق الشعب الفلسطينى على أرضه فى فلسطين – وكان "هوجو شافيز”فى فنزويلا أسد جسور ووثائر عربى ضد العصابات الصهيونيه وأمريكا , وبدى دعمه للمقاومه اللبنانيه والفلسطينيه ورأها الطريق الى فلسطين , ووقف الى جانب سوريا وليبيا ضد الأرهاب والمؤامرة الكونيه التى تستهدف تدميرهما –وصار خليفته الرئيس "مادورو "على نفس الطريق مع العرب والمقاومه وفلسطين ضد التآمر الصهيونى الأمريكى الخليجى لخلق شرق أوسط جديد تقوده أسرائيل – وفى شيلى والبرازيل والأرجنتين صارت هناك حكومات تتلاقى مع الحق العربى وتحرير فلسطين وضد الهيمنه الأمريكيه على شعوب العالم الثالث.

وبدت أمريكا اللاتينيه فى سياستها الخارجيه "عروبيه” فى مواقفها العمليه مع الأمه العربيه وشعبها العربى , تفضح وتجرس سياسات حكام الخليج الصهيونيه وتُعَرِى وجوههم السافرة , وتزيل مكياج العروبة عن خِلَقِهم الصهيونيه .

فهل أدرك شعبنا العربى من هم لعروبتنا

فاعلون محبون فى أمريكا اللاتينيه , مناضلون ضد الهجمه الأمريكيه الصهيونيه على أمتنا وشعبنا العربى ؟!!

وكذا حقيقة من هم فى الخليج الفارسي من حكام قابعون تستخدمهم الأمبرياليه الأمريكيه والصهيونيه العربيه لقتل الأطفال والنساء والشيوخ من شعبنا العربى وتفتيت الأرض العربيه من أجل عيون أمريكا وأمن أسرائيل فى فلسطين العربيه ؟!!