آل سعود ومحكمة الجنايات الدولية
ربما كانت الصورة واضحة امام آل سعود يوم بدأوا عدوانهم الهمجي على الشعب اليمني بانهم غير قادرين على حسم المعركة عسكريا مهما اوغلو في هذا العدوان واستخدموا ما شاؤوا من السلاح لان لهم تجربة مريرة سابقة مع الحوثيين يوم كانوا في صعدة فقط لذلك ركزوا منذ البداية على استهداف المدنيين الامنين العزل والبنى التحتية لتكون ورقة ضاغطة على الجيش واللجان الشعبية برفع الرآية البيضاء وعودة اليمن الى الحضن السعودي وانتهاء كل شيء، لكنهم اخطأوا البوصلة وبقوا على اوهانهم في استهداف شعب اعزل لاكثر من ستة اشهر عسى ان يصرخ اولا لكن عجزوا عن تحقيق حلمهم حتى مع استخدام القنابل العنقودية الاميركية الصنع وغيرها من الاسلحة المحرمة دوليا وسقوط آلاف الضحايا من ابناء اليمن خاصة الاطفال والنساء اثر ذلك.
ولشدة ما ارتكبه آل سعود من جرائم ومجازر فظيعة ضد الشعب اليمن فقد صنفت على انها "جرائم حرب" لايمكن التعاضي عنها وما كان لافتا في هذا المجال هو تقرير منظمة العفو الدولية الاخير تحت عنوان "المجزرة البشرية لحرب السعودية في اليمن" الذي يثبت بالارقام ما جنته السعودية في اليمن من جرائم حرب من خلال رصدها الميداني لما يحدث في هذا البلد. والامر الاخر الذي لفت انظار المراقبين هو تاكيد المنظمة الدولية على استخدام السعودية للاسلحة الاميركية وما ستتركه من ارث سام سيصيب اليمن بكارثة لسنين قادمة، وهذه دلالة على الدور الاميركي ومشاركته في ابادة الشعب اليمني الاعزل ولايمكن ان تتنصل واشنطن يوما عن ذلك لانها ومنذ البداية اقرت بتقديمها المعلومات والخدمات اللوجستية للسعودية في حربها على اليمن.
ان هذا التقرير الخطير والجسيم لمنظمة العفو الدولية تحمل المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والانسانية مسؤولية مضاعفة لمتابعة هذا الملف الكارثي ووضع حد لجرائم آل سعود وطغيانهم في الاستمرار لابادة الشعب اليمني لان في ذلك مسؤولية اخلاقية وانسانية تتوجب دفع هذا الملف الى محكمة الجنايات الدولية واستدعاء آل سعود ليمثلوا امام هذه المحكمة وينالوا جزائهم العادل على ما اقترفوه من مجازر وحشية وفظيعة ضد الشعب اليمني والتي عدت مجازر ضد البشرية.
ان ترفع هذه المنظمة الدولية هذه المرة الصوت عاليا وان تذكر الولايات المتحدة الاميركية بالاسم له دلالته ومغزاه على انها رسالة للرأي العام العالمي ومن يعنيه الامر بان اميركا شريكة في هذه الجرائم وانه قد طفح الكيل من شدة المجازر المتواصلة وان اليمن على مشارف كارثة انسانية ان لم نتدارك الموقف وننهي هذا العدوان الهمجي الوحشي الذي لا يستثني حتى الشجر والحجر واذا لم نغلق هذا الباب فورا فان العالم قد يواجه مخاطر كبيرة قد تفتح الباب على مصراعيها امام مجرمين آخرين كآل سعود في الانتقام من أي شعب لا يدور في فلكهم ولا يخضع لارادتهم وهذه سابقة خطيرة يجب القضاء عليها فورا.