داعش,الصهيونية : سلاما ايها العرب
ميلاد عمر المزوغي
ناضلت الشعوبية العربية وقدمت آلاف الشهداء من اجل الاستقلال عن الدول الاستعمارية الغربية الصليبية التي تكن العداء للعرب منذ زمن بعيد تمثل ذلك في ما يعرف بالحروب الصليبية,حيث شهدت منطقة فلسطين وما حولها معارك بين العرب والفرنجة من اجل السيطرة على اماكن العبادة ومن ثم التحكم في مقدرات المنطقة .
زرع الفرنجة الكيان الصهيوني في قلب الامة لإقامة الدولة الدينية فكان الاستيلاء على بيت المقدس وتهجير ملايين الفلسطينيين وجعلهم في الشتات بينما جاء شذاذ الافاق الصهاينة من كل حدب وصوب لأجل التوطين لتكون القدس عاصمة الصهاينة الابدية,رفع زعماء الصهاينة التاريخيون شعار "ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل” ,استولوا جغرافيا على كامل تراب فلسطين التاريخية,استولوا سياسيا واقتصاديا على كامل التراب العربي من حيث اقامة العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول التي تجاهر ليلا نهارا بتلك العلاقة ومن ان للصهاينة الحق في اقامة دولتهم ,فكانت تنازلات بيروت التي قدمها العرب على طبق من ذهب ,لكن تلك التنازلات لم ترضي لكيان الغاصب ,دويلات عربية اخرى وعلى استحياء اقامت مكاتب للاتصال مع كيان العدو خوفا من غضبة شعوبها.
لقد كانت للعرب فرصة تكوين كيانهم القومي بعيد نيل الاستقلال ليكون لهم شان, يحترمهم الصديق قبل العدو لكن الغرب وأذنابه من عرب وخاصة غربان الخليج الفارسي الذين ما انفكوا يدورون في فلك الاستعمار الغربي, الإدارات العليا في مفاصل الدولة تدار ن قبل اجانب رغم مرور ما يقرب من نصف قرن على استقلال احدث الدول,ما يدل على ان الهدف ليس بناء دولة حديثة بل استمرار التبعية للغرب الاستعماري ليبدوا الاستقلال شكليا ليس إلا,عرب الخليج الفارسي ناصبوا عبد الناصر العداء منذ مجيئه الى السلطة لأنهم يرون فيه زوال ملكهم الاستبدادي القبلي العشائري المتحكم في مقدرات شعوبهم,لم يهنأ عبد الناصر فترة حكمه ,باءت كل محاولاته لتوحيد الامة بالفشل بفعل اذناب الاستعمار الذين زرعهم ,انتقل الرجل الى العالم الاخر,ولا يزال الغموض يكتنف كيفية مغادرته الحياة الدنيا.
على خطى زرع الصهاينة ولأنهم لم يقوموا بالدور المنوط بهم في تفتيت الامة,زرع الغرب الاستعماري ما يعرف بالإخوان الذين ظهروا في ثياب الواعظين,سرعان ما تكشف امرهم بمجرد توليهم السلطة في بلدان ما اصطلح على تسميته زورا الربيع العربي ,فلا يوجد ربيع بالدول التي طاولها التغيير بل تعيش شعوبها في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي,هناك تجهيل اعلامي مدبر من قبل القوى التي تحكم بلداننا.يكاد المواطن يفتقد الى ابسط الاشياء التي تسد رمقه لأجل العيش الكريم,السيارات ووسائط النقل متوقفة بسبب ازمة الوقود المفتعلة,صرنا في حاجة الى استخدام الدواب لتنقلاتنا.
لم يفلح الاخوان في اقامة كيانهم المزعوم ,قدم الينا الغرب النموذج الجديد في الديمقراطية ,حركة داعش العالمية العابرة للقارات في القتل والتشريد والقضاء على العنصر العربي,خرج علينا هؤلاء بإقامة دولتهم على كامل تراب الشام "سوريا لبنان فلسطين الاردن”والعراق,ساسة العراق وعلى رأي احد الخبراء الامريكان غير مؤهلين لتسيير امور دولتهم ولا يعترفون بالرأي الاخر,أبناء الطوائف القليلة العدد (الاقليات)يعيشون ازمة وجود وتهميش, اعمال العنف لم تتوقف يوما والبلد يعيش حالة من الانهيار الاجتماعي وفي ظل الانفلات الامني أصبحت الطوائف والمذاهب تسعى جاهدة الى تكوين كيانات خاصة بها, فالولاء لتلك المكونات على حساب الولاء للدولة العراقية هو السائد ,الكرد في الشمال يهنأون بحياتهم على كامل كيانهم الترابي المزعوم ,بعيد سقوط النظام ذكر العديد من لمصادر ان هناك تواجدا صهيونيا في كردستان العراق من حيث اقامة مشاريع استثمارية بالإقليم فالصهاينة كل همهم المال يسعون اليه حيثما وجد,لم ينفي الاكراد ذلك ما يدل على انهم دخلوا في مرحلة العداء للعرب ,هناك اراض يدعون تبعيتها لهم ,لكن الحكومة المركزية لم توافقهم على ذلك بقيت بدون حل,سيطرت داعش على غالبية الشمال العراقي ,فلا وجدود للدولة العراقية,حيث انهار الجيش العراقي في لمح البصر, وجد الكرد الفرصة السانحة في السيطرة على تلك المناطق المتنازع عليها طردوا الداعشيين منها وأعلنوا انهم لن يخرجوا منها فما لم يستطيعوا الحصول عليه بالسياسة استطاعوا الحصول عليه بالقوة .
العرب بالشمال الافريقي يعيشون حالة من الفراغ الامني وانحسار الفكر القومي وتنامي الفكر التكفيري وظهور الاقليات وكأنها كانت تعيش في طيلة الاربعة عشر قرنا الماضية حياة الغبن والتهميش, شخصيا لا ارى ان هناك تمييزا عنصريا ضد الاقليات بالشمال الافريقي, فأبناء تلك الاقليات متواجدون في المراكز العليا بدول المغرب العربي ويعتبرون مواطنين شانهم شان العرب,ان ما يقوم به المتطرفون من ابناء الاقليات في شمال افريقيا يهدف الى تكوين كيانات قزمية طائفية ومذهبية ,الكيانات السياسية الحالية قد لا يكون لها وجود في المستقبل القريب,انه سيكس بيكو جديد ,مخطط غربي بتنفيذ ابناء الوطن.
وبعد, الصهاينة يسعون جاهدين لإقامة دولتهم من الفرات الى النيل ولم يخفوا نيتهم السيطرة على المدينة المنورة واعتبارها موطنا لهم, الاحداث الجارية اكدت سيطرة داعش على الشام والعراق سواء سيطرة فعلية "ميدانية” ام انها سيطرة نيرانية على رأي القادة العسكريون السوريون والعراقيون " التي لا ارى لها معنى إلا التعبير عن الروح الانهزامية من قبل هؤلاء القادة” فتلك المناطق التي يقال عنها بأنها سقطت بكثافة النيران لا تزال تشكل خطرا على كيان الدولة وتستنزف قدراتها ,اصبح العرب ساحة لاقتتال الاخرين, العرب هم حطب هذه الحرب التي اشعلها الغرب ويغذيها امراء المال والسلاح.
الداعشيون والصهاينة يقولون للعرب:سلاما, لم تحسنوا استغلال الفرص التي اتيحت لكم في بناء دولة عصرية,سنتخذكم عبيدا لنا ونساؤكم ستكون لنا جواري فالمرأة مكانها البيت للإنجاب وإشباع الرغبات, يظهر ذلك من خلال تصرفات امراء الحرب,ولعل في تسريب الحديث الهاتفي بين مندوب الجزيرة في ليبيا وبعض قادة المحاور ما يعطي الانطباع عن قيمة المرأة في ليبيا من انها مجرد متعة لا غير,لم تخرج الحرائر ولا ابنائهن الى الشوارع في مظاهرات, وكأني بهؤلاء جميعا,ذكورا وإناثا (اعتذر عن وصف هؤلاء بالرجال او النساء) راضون بالواقع والمصير الذي ينتظرهم, تبا لهكذا شعوب همها مجرد العيش, بين الحفر,في الفنادق والليالي الحمر الماجنة,اما عن الكرامة فلا وجود لها في معجمهم,المقدسات تدمر وتسوى بالأرض, القرآن يحرق ويداس عليه بالأقدام النجسة,يختلقون الفتن بين مكونات شعوبنا يكفروننا, النساء في اسواق النخاسة,اطفالنا اصبحوا انكشاريون في عهدة الدولة.استذكر بعض من اقوال مظفر النواب التي كنا( شبابا حينها) نعتبرها جد قبيحة ولا تليق بشاعر عربي للتفوه بها,انه ولا شك كان على حق, يصف الواقع انذاك بمنظور المستقبل الذي آلت اليه الامور في وطننا الممزق,ان زعاماتنا الحالية تستحق كلمات اوطأ من تلك الكلمات,فهؤلاء من نسل أولائك ,ومن شابه” اباه” (واشك في ان يكون لهؤلاء المتسلطون أباء – محددون), فما ظلم .