kayhan.ir

رمز الخبر: 218187
تأريخ النشر : 2025December23 - 20:30

ضوابط تحكم العلاقة بين دمشق وقسد

 

يكثر الحديث عن نوايا تركية وسورية لإنهاء الوضع في شمال شرق سورية، حيث تسيطر قوات سورية الديمقراطية بالقوة العسكرية، مع تزايد الحديث عن اعتبار نهاية العام موعداً نهائياً لتطبيق اتفاق آذار الماضي لدمج “قسد” بالمؤسسات الحكومية، وقد جاءت زيارة وفد تركي ضم قادة عسكريين إلى دمشق أمس برئاسة وزير الخارجية حاقان فيدان وما تخللها من إشارات بهذا الاتجاه مقدمات سبقت انفجار الوضع العسكري لساعات في حلب قبل نجاح مساعٍ أميركية لوقف إطلاق النار.

تبدو المعطيات التي تشجع دمشق وأنقرة على خيار المواجهة العسكرية في حال تراجع، رغم محاولات جس النبض الجارية دولياً وإقليمياً بهذا الاتجاه، ومن هذه المعطيات أن فتح جبهة الشمال سوف يؤدي إلى قيام دروز السويداء بفتح جبهة الجنوب ضد حكومة دمشق لقناعتهم أن النجاح بالتخلص من قسد سوف يجعل المعركة للقضاء على حكمهم الذاتي أقرب.

القوة الاقليمية المنافسة لتركيا على النفوذ في سورية هي “إسرائيل”، وهي لن تتردد في تحريض السويداء على التحرك ودعمها بغطاء ناري يستهدف عمق دمشق إذا تحركت للضغط على تركيا لوقف حرب الشمال، لأن تمكين تركيا من الحسم شمالاً يزيد من طموحات الإمساك بكل سورية عدا عن كونه عنصر تعزيز لحكومة الشام في مواجهة الضغط الإسرائيلي، وتفكيك لعقد محورية تعرقل بسط سلطتها، إضافة لما يقدمه شمال شرق سورية من موارد اقتصادية أهمها النفط ودوره في إنتاج الكهرباء.

لأن أميركا ضابط الإيقاع بين “إسرائيل” وتركيا كما هي ضابط الإيقاع بين حكومة الشام وقسد، فإن أميركا المنحازة دائماً في المنطقة لصالح “إسرائيل” صارت في موقع متوازن بين “إسرائيل” وتركيا أكثر، سواء لما نتج عن تراجع قدرة “إسرائيل” الاستراتيجية وعودة الحاجة للحلفاء الآخرين أكثر، أو لأن ما جرى في ساحة التفاوض حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة التي تهم إدارة الرئيس دونالد ترامب بعدما قدّم خطته لإنهاء الحرب كعلامة على قوة حكمه وبات تشكيل القوة الدولية لغزة سلم الإنقاذ لمأزق الخطة، والدور التركي في هذه القوة مفتاح الحل لتشكيلها رغم كل العقد التي تعترض طريقها، بينما تسببت عملية تدمر بفعل العكس حيث رفعت من أسهم قسد وزادت الشكوك حول قدرة حكومة دمشق على توفير دعم آمن في ظل التشابك والتداخل بين بنيتها وبيئتها وبنية داعش وبيئتها.

الحصيلة أن الحرب التركية السورية على قسد مثل الحرب الإسرائيلية على لبنان، فرضية قائمة لكن شروط خوضها مرتفعة الكلفة وضعيفة الفرص، ما يحولها إلى مجرد أداة ضغط سياسي ومعنوي.

البناء