kayhan.ir

رمز الخبر: 218162
تأريخ النشر : 2025December23 - 20:30
ضباط في جيش الكيان الصهيوني يعترفون بقوة حماس ..

حماس تعد الانتهاكات الاسرائيلية خرقاً صريحاً للقانون الدولي والإنساني

 

 

* استشهاد 411 فلسطينيا منذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

طهران/ارنا- اعترف ضباط جيش الكيان الصهيوني بأن المقاومة تعيد بناء نفسها ويخشى هؤلاء أن تمر "الفرصة التاريخية" دون استغلالها، ليجد الجيش نفسه بعد أشهر أمام حماس أقوى، أكثر تنظيما ومدعومة ببنية تحتية مالية جديدة.

وفي اعترافات نادرة من داخل الجيش الإسرائيلي، كشف ضباط احتياط متمركزون على ما يعرف بـ"الخط الأصفر" في قطاع غزة عن حالة إحباط عميقة وانهيار في الروح القتالية.

وقال مقدم احتياط في الجيش الإسرائيلي، كان ضمن القوة التي سيطرت على الخط الأصفر قبل أسبوعين، في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية:".. نرى حماس تنظم صفوفها، تزرع المتفجرات وتعيد بناء البنية التحتية.. لكن لا يسمح لنا بإطلاق النار إلا بعد التعرف على هوية المشتبه به بشكل قاطع وبموافقة القيادة العليا".

وأضاف: "من المفهوم أن الجيش الإسرائيلي هو وحده من يستطيع نزع سلاح غزة، لكن في الواقع، تمت مصادرة السيطرة ونقلها إلى الأمريكيين. بدون موافقة الولايات المتحدة لا يمكن فعل أي شيء".

ويقول ضباط آخرون لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إن الجيش الإسرائيلي يفقد السيطرة الفعلية على ما يحدث غرب الخط الأصفر، حيث يتجول عناصر من حماس بزي مدني أو سترات واقية دون خوف وينصبون خياما ويعيدون تفعيل مؤسسات الحكم المحلي، في ظل عجز الجيش عن التدخل.

وقال رائد احتياط جديد في القطاع:"نحن نسيطر شرق الخط الأصفر، أما غربه فلا وجود عسكريا لنا. هناك، تتحرك حماس بحرية تامة. إنه وضع مقلق ومحبط". وأشار آخر إلى أن "فرصة سياسية ذهبية تضيع"، متسائلا: "ما الذي يمنعنا الآن من دفع خطة سياسية لإنهاء حماس؟ لقد ضحينا بأكثر من 300 يوم من الحرب، وها هي حماس تتعافى. نحن ندور في مكاننا، ولا أحد يفهم لماذا ننتظر".

ويخشى هؤلاء أن تمر "الفرصة التاريخية" دون استغلالها، ليجد الجيش نفسه بعد أشهر أمام حماس أقوى، أكثر تنظيما ومدعومة ببنية تحتية مالية جديدة، كل ذلك تحت سمع وبصر جنوده، الذين يمنعون من التصرف حتى لو رأوا العدو أمام أعينهم.

في السياق، وثّق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة 875 خرقاً ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار والتهدئة خلال 73 يوماً، أسفرت عن استشهاد 411 مواطناً وإصابة 1112 آخرين، إضافة إلى تسجيل 45 حالة اعتقال.

وأوضح المكتب، في بيان صادر عنه، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، يوم الإثنين، أن الاحتلال واصل ارتكاب خروقات جسيمة ومنهجية منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025 وحتى مساء الأحد 21 ديسمبر الجاري، في انتهاك واضح لبنود الاتفاق والبروتوكول الإنساني الملحق به.

وأكد أن هذه الانتهاكات تمثّل خرقاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً متعمداً لجوهر التهدئة، ومحاولة لإفراغ الاتفاق من مضمونه الإنساني.

كما كشف البيان أن خروقات الاحتلال شملت 265 جريمة إطلاق نار مباشر على المدنيين، و49 توغلاً للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية، إلى جانب 421 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عُزّل ومنازلهم، فضلاً عن 150 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية.

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن هذه الجرائم نُفذت رغم سريان وقف إطلاق النار، ما يعكس سياسة تصعيد ممنهجة تهدف إلى إبقاء القطاع تحت الضغط العسكري والأمني.

في الجانب الإنساني، أكد المكتب أن الاحتلال واصل تنصّله من التزاماته الواردة في الاتفاق، ولم يلتزم بالحد الأدنى من كميات المساعدات المتفق عليها. وبيّن أن عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة خلال 73 يوماً بلغ 17,819 شاحنة فقط من أصل 43,800 شاحنة كان يفترض إدخالها، بمتوسط يومي لا يتجاوز 244 شاحنة من أصل 600 شاحنة مقررة، بنسبة التزام لم تتعدَّ 41%.

وأوضح أن هذا التراجع الحاد أدى إلى استمرار النقص في الغذاء والدواء والمياه والوقود، وتعميق الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعيشها القطاع.

كما أشار إلى أن شاحنات الوقود التي دخلت غزة خلال الفترة ذاتها لم تتجاوز 394 شاحنة من أصل 3,650 شاحنة كان يفترض إدخالها، بمتوسط 5 شاحنات يومياً من أصل 50 شاحنة، وبنسبة التزام لم تتجاوز 10%.وأكد أن هذه السياسة أبقت المستشفيات والمخابز ومحطات المياه والصرف الصحي في حالة شبه شلل، وفاقمت معاناة السكان المدنيين.