الشيخ قاسم: يجب مواجهة "اسرائيل" بكل الوسائل والسبل
طهران-العالم:-أكدد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن المشاركة برئيس مدني في لجنة وقف إطلاق النار إجراء مخالف بوضوح لكل التصريحات والمواقف الرسمية السابقة، التي كانت تشترط وقف الأعمال العدائية من قبل العدو قبل إشراك أي مدني في آلية التنفيذ.
ورأى خلال مهرجان أقامه حزب الله تعظيماً للعلماء الشهداء، أن ما جرى تنازل مجاني لن يغيّر من موقف العدو ولا من عدوانه ولا من احتلاله، مشيراً إلى أن المندوب المدني ذهب واجتمع فازداد الضغط، وأن «إسرائيل» ومعها أمريكا تريدان إبقاء لبنان تحت النار.
ووصف هذا الإجراء بأنه سقطة إضافية تُضاف إلى «خطيئة 5 آب»، داعياً الله أن يحمي لبنان مما هو أعظم، ومعتبراً أنه بدلاً من اتخاذ خطوات إلى الأمام تمنح البلد قوة وتحقق إنجازات، تُقدَّم تنازلات لن تنفع مع «إسرائيل.
وقال الشيخ قاسم إن لبنان يواجه عدواناً «إسرائيلياً» توسعياً خطيراً يجب مواجهته بكل الوسائل والسبل، مشيراً إلى أن التصريحات «الإسرائيلية» ليست معزولة، بل هي توسعية، ولم تخرج «إسرائيل» من بيروت إلا بفعل ضربات المقاومة، ولولا هذه الضربات لما خرجت.
وأكد أن هذا العدو توسعي، وهناك اتفاق لم يلتزم به رغم التزام لبنان ومقاومته، وأن الاعتداءات ليست من أجل السلاح، بل من أجل التأسيس لاحتلال لبنان ورسم «إسرائيل الكبرى» من بوابة لبنان، في إشارة إلى القرار 1701 ومنطقة جنوب الليطاني.
وأوضح أننا نتعاون مع الدولة اللبنانية، ونقول إنها اختارت طريق الدبلوماسية لإنهاء العدوان، ونحن معها أن تستمر في هذا الاتجاه. وشدد على أنه لا علاقة لأميركا و«إسرائيل» بكيفية تنظيم شؤوننا الداخلية، ولا علاقة لهما بما نختلف عليه أو نقرره في لبنان.
وأضاف أنه لا علاقة لأميركا و«إسرائيل» لا بالسلاح ولا بترميم القدرة ولا بالاستراتيجية الدفاعية ولا بخلافات اللبنانيين واتفاقهم وآرائهم. وتساءل: اليوم، عندما تقول أميركا و«إسرائيل» إنهما تريدان نزع سلاح المقاومة، فهل تكتفيان بنزع السلاح؟، وقال انهما تريدان نزع السلاح وتجفيف المال ومنع الخدمات وإقفال المدارس والمستشفيات وممارسة منع الإعمار ومنع التبرعات وهدم البيوت، أي أنهما تريدان إلغاء وجودنا، ثم يُطلب منا الاقتناع بأن القضية هي فقط نزع السلاح وبأن كل شيء سينحل في لبنان.
وشدد على أنه لا ينحل شيء في لبنان، فضلاً عن أن نزع السلاح مرفوض من جانبهم حتى يُقبل بأشياء أخرى. وأكد: سندافع عن أنفسنا وأهلنا وبلدنا، ومستعدون للتضحية إلى الحد الأقصى، ولن نستسلم، وسيكون بأسنا أشد وأشد، ولن نستسلم.
وأكد الشيخ قاسم أننا لن نعير خدّام «إسرائيل» أهمية، ولن نعير «إسرائيل» وأميركا أهمية، بل سنهتم بمن يريد أن يسمع من مواطنينا ومن القوى السياسية، ويناقش ويتعاون ضمن إطار البلد الواحد، في إطار استراتيجية دفاعية نتفق عليها، معتبراً أن هذا هو الخيار الوحيد المطروح.
وشدد على أن من يتراجع عن المشروع «الإسرائيلي» سنفتح له الباب ونناقشه أيضاً، ولكن على قاعدة العزة والكرامة والاستقلال وبقاء قدرة الدفاع بأيدينا، مؤكداً أن هذه قدرة دفاعية ولا يستطيع أحد في العالم أن يمنعنا من امتلاك قدرة الدفاع والوقوف في وجه من يعتدي علينا، فهذا أمر محسوم ومنتهٍ بالنسبة إلينا.
ودعا من يريدون مناقشة سلاح المقاومة إلى أن «يذهبوا ويجربوا في أمور أخرى ويفتشوا عن جماعات أخرى منهزمة يناقشونها بهذا النقاش». وطالب بأن تقوم الحكومة اللبنانية بواجباتها، معتبراً أن أول واجب هو حماية السيادة وبناء الدولة والاقتصاد وخدمة الناس.
وتوجّه إلى المسؤولين بالقول: أعطونا بياناً منذ تسلّمكم حتى الآن عمّا فعلتموه على مستوى مواجهة العدوان وتحرير الأسرى والإعمار وخدمات الناس واقتصاد البلد. وأكد أنه ليس لدى الحكومة ما تتبرع به، داعياً إلى أن يعمل الجميع لكي يكون اللبنانيون يداً واحدة على أعدائهم.
وأكد سماحة الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله كان جزءاً لا يتجزأ من تكوين المقاومة اللبنانية الشاملة لكل القوى واستطاع التعاون معها. ولفت إلى أن حزب الله تمكن عام 2006 من بناء علاقة مع أهم تيار مسيحي على قاعدة النهوض بلبنان.
وأوضح الشيخ قاسم أن بيان حزب الله إلى بابا الفاتيكان دخل إلى القلب وأبرز صورة ناصعة للحزب في الواقع اللبناني. وأكد أنهم لن يستطيعوا تشويه صورة شباب ضحّوا وبذلوا الدماء، ولن يقدروا على تشويه صورة شعب قوي وعزيز.
ورأى أنه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف سياسي داخل الوطن الذي يُفترض أن تُنظَّم شؤونه بموجب الدستور. واعتبر أن التفاهم يجب أن يكون لتحسين شروط بناء الدولة، لا لكي يكون بعض من في الداخل أدوات للخارج أو مروّجين للمشروع «الإسرائيلي».
وأشار الشيخ قاسم إلى أن حزب الله يتعاون مع الجميع لبناء الدولة وتحرير الأرض، وهذا هو ديدنه، وصحيفة أعماله تثبت ذلك بشكل واضح. وأضاف: لا ننتظر شهادة من أحد، فلا يتصدَّ بعض الأطراف في لبنان لإعطاء شهادات وطنية وهم بحاجة إلى من يبرّئهم من الجرائم التي ارتكبوها.