متحدث الخارجية : إيران ليست في مرحلة تبلور مفاوضات ذات مغزى مع أمريكا
طهران /إرنا- أعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "إسماعيل بقائي" أن "تبادل الرسائل عبر بعض الدول الوسيطة أمر معتاد في فترات التوتر"؛ مبينا في الوقت نفسه، أن "هذه الاتصالات لا تعني دخول إيران حاليا في مرحلة مفاوضات ذات مغزى مع أمريكا ".
وأفادت "إرنا" أن " بقائي " صرح امس الأحد في مؤتمر صحفي على هامش منتدى "القانون الدولي تحت الهجوم والعدوان والدفاع" بطهران، أن "التحرك الأخير للدول الأوروبية الثلاث (فرنسا والمانيا وبريطانيا)، بالتنسيق مع أمريكا نحو تفعيل "السناب باك" والسعي لإستصدار قرار جديد ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعد استمرارا لنهج تصادمي ثبت فشله سابقا".
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن "هذا التحرك يتم تحت تأثير واشنطن ومن دون رؤية مستقلة، وهو تكرار لأساليب خاطئة؛ مؤكدا بأن القرار المطروح وإن طرح بصفته "فنيا"، إلا أنه يحمل طابعا سياسيا واضحا ويهدف إلى تكرار ما جرى في مجلس الأمن بدعوى إعادة القرارات الملغاة.
وأشار إلى، أن "محاولة واشنطن وحلفائها في مجلس الأمن قوبلت سابقا بمعارضة دولية واسعة، حيث رفض عضوان دائمان في المجلس، اي روسيا والصين، تلك الخطوة"؛ مبينا أن "إيران تتوقع موقفا مماثلا داخل مجلس المحافظين والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وأكد بأن الإصرار الأوروبي–الأمريكي على هذه السياسات يكشف عدم جدية ادعاءات هؤلاء بشأن التفاوض وانعدام رغبتهم في الحوار حول الملف النووي.
وعن إمكانية استئناف المفاوضات مع واشنطن، شدد " بقائي " على أن التفاهم الحقيقي لا يملى ولا يفرض، وأن الاتفاق لا يمكن أن يقوم على الإكراه، بل على الحوار والتفاهم المتبادل؛ مبينا أن تبادل الرسائل بين الدول في مثل هذه الظروف أمر معتاد، ويهدف عادة إلى منع التصعيد، لكن ذلك لا يعني أن الظروف مهيأة حاليا لبدء مفاوضات ذات مغزى.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن الجمهورية الإسلامية أثبتت في مناسبات عدة أنها ليست خائفة من الحوار، بل تعتبره وسيلة لحفظ مصالح الشعب الإيراني وتعزيز الاستقرار الإقليمي؛ مشيرا إلى أن الذين يتهربون من التفاوض هم الذين يفتقرون إلى المنطق ويلجأون إلى القوة في خضمّ العملية التفاوضية.
واوضح، بأن "واشنطن لجأت إلى استخدام القوة قبل أقل من 4 أشهر بينما كانت العملية التفاوضية جارية"؛ قائلا : لقد اوضحت طهران، مرارا، بأن أي مفاوضات ناجحة تتطلب شروطا أساسية، أهمها التخلي عن الإملاءات والطلبات المفرطة، وعندما تلتزم الأطراف الأخرى بهذه المبادئ، فإن إيران ـ كما أثبتت سابقا ـ ستكون مستعدة لانتهاج الدبلوماسية في سبيل حماية مصالحها الوطنية وتحقيق حلول عادلة ومستدامة.