kayhan.ir

رمز الخبر: 215521
تأريخ النشر : 2025November03 - 21:17
في ذكرى استشهادها ..

السيدة فاطمة الزهراء رمز لإثبات الحق

 

 

في هذه المناسبة الأليمة نستذكر هذه الزهرة الفواحة لستنبط من معين سيرتها العطرة دروسًا في العفة والجهاد الفاطمي الرسالي. من تسير على درب فاطمة (ع) تعرف السعادتين وتحقق رقي الروح والفكر والمقام. فهي المعلمة والملهمة والعارفة والصابرة والمجاهدة. ومن هنا فلا يكفي فقط البكاء بل يجب الاقتداء بسيدة نساء العالمين في كل نواحي الحياة.

لقد ترعرعت الزهراء (سلام الله عليها) في بيئة إيمانية عامرة وعاملة بخدمة وذكر الله، وتأسست لأداء كل الواجبات الإلهية التي لا تتنافى ودورها الروحي والرسالي. فكانت مشروعًا قياديًا توعويًا لنساء الأمة عبر العصور. فمن تنتمي لفاطمة (سلام الله عليها)تعلم نساء عسرها وتثقفهن بثقافة الإسلام الاصيلة وتشجعهن على طلب العلم والمعرفة وتدربهن على بناء الأسر الرسالية المجاهدة، وتدعوهن الى مقاومة الظلم والاستبداد والتمسك بتعاليم الله وتعاليم الدين، وكذلك إلى مواجهة كل الظروف وتحمل كل المسؤوليات التي يتطلبها الواقع.

إن دراسة شخصية السيدة فاطمة (سلام الله عليها) تمتد إلى مجالات متعددة، لعل أبرزها الجانب القيادي الذي لعب دورًا مهمًا في تدعيم قواعد الدين وتثبيت أركانه وتصحيح بعض المفاهيم التي تضمن النمو السوي لكيان العقيدة وتجديد قدراتها لأن تطور المجتمع يتطلب تكاثف جهود الرجل والمرأة ووقوفهما معًا في مواجهة المصاعب التي واجهت نشر الرسالة وفضح الظلمة.

بهذا الخصوص، يقول محبوها: "فاطمة الزهراء هي الرحم الذي أنجب لنا اثنتا عشر إمامًا. ونقول البطن والرحم الذي أنجب لنا هؤلاء المعصومين، هو نفسه الذي أنجب لنا الامام الخميني (رض)، في هذا الزمن المملوء بالكفر. وهذه نعمة عظيمة، نعمة كبيرة. نعمة لا يمكننا أن نقدرها بمقدار. إلا ان نقول الحمدلله الذي خلقنا في هذا العصر." وفي هذا المنظور تقدم السيدة فاطمة (سلام الله عليها) لنا الانموذج الراقي للزوجة الواعية التي تميزت بتربية اطفالها والعناية بزوجها أفضل عناية وتمكنت من صيانة أسرتها على الرغم من انشغالها بالجهاد ونشر الرسالة المحمدية.

ولقد عاشت (سلام الله عليها) تحت ظل أبيها وزوجها واستشهدت مظلومة ولها من العمر ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر، لكنها ورغم قصر عمرها فهي تعد مدرسة للأجيال في حفظ وإتمام الدعوة وتربية مجتمع نسوي فذ يمتلك مقومات تؤهله لإعداد جيل رسالي واعٍ وريادي.

لذا، من واجبنا اليوم رد الاعتبار للدين الحنيف وتعديل الانحراف الذي شوه دور ومحورية المرأة عن طريق زيادة الوعي وتسليط الضوء على سيرتها الشريفة والسعي في السير على نهجها بخطوات ثابتة وركيزة، وتحدي الصعوبات والوصول الى المبتغى الفاطمي في إثبات الحق وبناء مجتمع إسلامي قويم ومجاهد.

وقد قال الإمام زين العابدين (عليه السلام ): لما قبضت فاطمة (عليها السلام) دفنها أمير المؤمنين (عليه السلام ) سرّاً، وعفى على موضع قبرها، ثمّ قام فحوّل وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ قال: «السلام عليك يا رسول الله عنّي، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، وعفا عن سيّدة نساء العالمين تجلّدي، إلاّ أنّ في التأسّي لي بسنّتك في فرقتك موضع تعزّ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري وصدري.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة، وأُخذت الرهينة، واختلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء. يا رسول الله، أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، وهمّ لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيّح، وهمّ مهيّج، سرعان ما فرّق بيننا، وإلى الله أشكو، وستنبّئك ابنتك بتظافر أُمّتك على هضمها، فاحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها، لم تجد إلى بثّه سبيلاً، وستقول ويحكم الله، وهو خير الحاكمين.