kayhan.ir

رمز الخبر: 214888
تأريخ النشر : 2025October24 - 19:25
ضمن مسلسل الانفلات الامني وانتشار حالات الطائفية ..

انتشار فيديو اعدام شاب في حماه يثير جدلا واسعا في سوريا

روسيا اليوم/ انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لإعدام شاب سوري في ريف حماة، ما أثار جدلا واسعا حول الجهة المسؤولة عن الجريمة وتباينت الروايات بشأن هوية المنفّذين ودوافع هذه العملية.

فقد ادّعت صفحات مقربة من حكومة الجولاني أن "فلولا ارهابية مقربة من النظام السابق" في منطقة سلحب بريف حماة الغربي هم من نفّذوا الإعدام، مشيرة إلى أن الضحية، جعفر علي درميني، وهو من أبناء المنطقة، اتُهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية السورية، حسبما زعمت قوات الجولاني !

في المقابل، نقلت منصات أخرى أن درميني كان يعمل سائق إسعاف، وحاولت تبرير تصفيته بأنه ينتمي إلى جماعة تُسمّى "أنصار السنّة"، في محاولة – وفق هذه الرواية – لتصوير الحادثة على أنها عمل محلي نفذه سكان المنطقة، التي يغلب على سكانها الطائفة العلوية.

كما زعمت بعض صفحات التواصل الاجتماعي – دون تقديم أية أدلة – أن درميني تم اختطافه وتعذيبه، وأُجبر على حفر قبره بيده قبل أن يُعدم، في مسعى مزعوم لـ"زرع الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة".

من جهتها نفت صفحات موالية للحكومة هذه الادعاءات، واتهمت "فلول النظام السابق" بتدبير الجريمة، مؤكدة أن الضحية كان يتعاون مع الدولة السورية الجولانية الجديدة.

محللون ومتابعون، فسروا هذه الحالات، أنها تأتي في سياق إثارة الطائفية والفوضى المقصودة التي جاءت بها حكومة الجولاني إضافة مخططات الاحتلال الاسرائيلي التي تنطوي على إثارة الفتن بين شرائح المجتمع السوري. هذا ولم تنشر حسابات وزارة الداخلية السورية أي بيان بهذا الخصوص حتى اللحظة مع توقعات بتوضيح تفاصيل الواقعة في بيان قد يصدر عنها في أي وقت.

في جانب آخر، ذكرت قناة العالم الاخبارية/ أنه دعت وزارة الدفاع التركية قسد إلى الامتناع عن أي أفعال أو أقوال تضر بوحدة سوريا. وشددت على أن اندماج قسد في الدفاع السورية مسألة بالغة الأهمية، مؤكدة أنها تتابع تلك القضية باستمرار. فيما وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إنذارًا مماثلاً لقسد داعيًا إياها إلى التصرف بعقلانية والانخراط في صفوف الجيش السوري الجديد.

خطاب تحذيري وجهته وزارة الدفاع التركي لقوات سوريا الديمقراطية والتي تعرف باسم قسد، دعتها فيه إلى الامتناع عن أي أفعال أو تصريحات قد تضر بوحدة البلاد، مشيرة إلى أن أنقرة تتابع عن كثب مسار مفاوضات الدمج بين الجانبين. واضافت الوزارة أن على قسد الالتزام الكامل بعملية الدمج والتخلي عن أي خطوات من شأنها تقويض وحدة سوريا وسلامة أراضيها. وأضاف أن التعاون بين أنقرة ودمشق يتواصل في مجالات التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية السورية. هذه التصريحات تأتي في خضم المفاوضات بين دمشق وقسد بخصوص اندماج الاخيرة ضمن قوات الجيش السوري الجديد.

التحذيرات التركية ليست جديدة؛ فالرئيس رجب طيب أردوغان كان قد وجّه الأسبوع الماضي إنذارًا مماثلاً لقسد داعيًا إياها إلى التصرف بعقلانية والانخراط في صفوف الجيش السوري الجديد. ومحذرًا من الاستمرار في الطرق الخاطئة التي تخدم أعداء سوريا والمنطقة. وتأتي هذه المواقف في وقت تواصل فيه دمشق وقسد مفاوضاتهما لتنفيذ الاتفاق الذي أُبرم في اذار - مارس الماضي، ونصّ على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا، وضمان الحقوق الدستورية للأكراد وعودة النازحين.

لكن المفاوضات ما تزال تصطدم بعقبات، أبرزها تمسّك الإدارة الذاتية بخصوصية قواتها داخل الجيش، ورفض الحكومة السورية الانتقالية أي صيغة لا مركزية للحكم.

هذه التطورات تأتي بعد أن صادق البرلمان التركي اول أمس على تمديد مهام القوات العسكرية التركية في العراق وسوريا لثلاث سنوات إضافية، بحجة مواجهة التهديدات الإرهابية وضمان الأمن القومي. وبينما تراقب أنقرة عن كثب تطورات المشهد السوري، تبقى الأنظار متجهة إلى نتائج المفاوضات بين دمشق وقسد، والتي قد ترسم ملامح مرحلة جديدة في خريطة النفوذ داخل سوريا.