رسالة إيران لترسيم العالم
كتب المحرر السياسي
ما جرى ويجري من احداث وتطورات استراتيجية في المنطقة والعالم تستدعي المزيد من التواصل خاصة مع الدول الصديقة التي تتمتع بثقل عالمي على الساحتين الاقليمية والدولية كروسيا لذلك ارتأت القيادة السياسية العليا في الجمهورية الاسلامية المتمثلة بسماحة الامام الخامنئي ارسال رسالة خطية الى زعيم الكرملين يتطرق فيها الى احدث المستجدات في الساحة العالمية ورؤاه لهذه الامور خاصة وان واشنطن في تدميرها المباشر وقيادتها لحرب التدمير في غزة قد تجاوزت كل الخطوط الحمر والمحرمات وباتت غارقة في احلامها بانها عادت زعيمة العالم وصاحبة القطب الواحد وهذا ما دأب اليه الرئيس ترامب خلال تصرفاته الهوجاء في قمة شرم الشيخ الذي تأخر عنها متعمداً ثلاث ساعات بهدف احتقار واستصغار واهانة اكثر من 20 رئيس دولة وملك وامير اضافة الى رشقهم بعبارات نابية واستفزازية وساخرة وفي نفس الوقت اعاد ما كرره في الكنيست الصهيوني بانه شارك بشكل فعال وعبر الاسلحة الاميركية الفتاكة في قتل شعب غزة ولولا دعمه لما حققت "اسرائيل النصر" على حد زعمه.
ويضيف هذا السفاح المشارك بشكل رئيس في حرب الابادة في غزة باننا" نريد فرض السلام بالقوة!" وهذا اعتراف لا يقبل الشك بانه ارهابي اكثر من نتنياهو فعليه ان يمتثلا معاً امام محكمة الجنايات الدولية.
فزيارة السيد لاريحاني المفاجئة لموسكو ولقاء الرئيس بوتين شخصياً لتسليم رسالة قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي خاصة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها امتنا ليس امراً عادياً بل تحمل الكثير من الدلائل والمؤشرات بانه ينبغي التحرك لرسم خارطة جديدة للمنطقة والعالم بعيداً عن التكالب الغربي وعلى رأسه اميركا المتوحشة التي تريد بناء زعامتها على البلطجية والابتزاز واحتقار الدول غير المستقلة.
لقد اثبتت حرب الـ12 يوماً المفروضة من قبل "اسرائيل" واميركا على ايران تغييراً في الموازنات العالمية حيث ظهرت ايران بمثابة قوة عظمى عندما تصدت لاميركا والناتو والكيان الصهيوني معتمدة على سلاحها المحلي دون الاعتماد على اي سلاح شرقي او غربي وهذا مازاد من مكانتها الاقليمية والعالمية مما اجبر اميركا على الاستنجاد بإيران بوقف اطلاق النار خاصة بعد ان ابلغه العدو الصهيوني بحجم الاثار المدمرة للصواريخ الايرانية.
وحسب بعض المراقبين ان رسالة الامام الخامنئي الى الرئيس بوتين تكتسب اهمية كبيرة خاصة وان الكيان الصهيوني المؤقت قد فوضته اميركا والدول الغربية بالعبث بأمن المنطقة ومقدراتها خاصة بأمن لبنان يومياً رغم مرور اكثر من ستة اشهر على عملية وقف اطلاق النار، وهكذا يتكرر الموقف في غزة حيث لم يلتزم لحد الان بوقف عملية اطلاق النار وهذا يدفع الى تفجير المنطقة من جديد لذلك لابد من وقفة جادة وقوية لوقف مثل هذه الانتهاكات والاعتداءات اليومية المتوحشة التي تودي بحياة الابرياء وتنزل المزيد من الخسائر في الاموال والممتلكات ووشارت العمل المتخصصة لاعادة الاعمار في لبنان.
على الاطراف الغبية اللبنانية والعربية التي اغلقت عقولها وراهنت على الاملاءات الاميركية ان تدرك جيداً ان المعركة الكبرى لم تنته بعد وان اطراف محور المقاومة قد استعادوا زمام المبادرة وان يدهم على الزناد لصد اي عدوان اسرائيلي اميركي جديد.