kayhan.ir

رمز الخبر: 214557
تأريخ النشر : 2025October17 - 21:12
الغرب لا يؤمن بالحوار المنطقي..

خرازي: الاعتماد على الذات من أهم سياساتنا ولا مفاوضات بشأن قوتنا الصاروخية والمقاومة

 

طهران-ارنا:- اكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام بالجمهورية الاسلامية الايرانية كمال خرازي استعداد ايران للتفاوض لكنها ترفض الاملاءات.

وقال خرازي في حوار اجراه معه موقع " KHAMENEI.IR" : إذا كانت المفاوضات مبنية على أسس منطقية، وتُحترم كرامة الجمهورية الإسلامية، فنحن مستعدون للتفاوض؛ نحن مستعدون للتفاوض ، شريطة احترام المبادئ التي تحكم المفاوضات، والحرص على عدم فرض أي شيء علينا، وإذا أرادوا فرض شيء علينا، فسنواجههم.

واضاف: في الأدبيات السياسية، للتفاوض مبادئ، والتفاوض الشريف هو الذي يرتكز على تلك المبادئ. إذا أراد الطرف الآخر اللجوء إلى القوة أو استخدام وسائل أخرى لفرض نتائج المفاوضات عليه، فهذه ليست مفاوضات شريفة تتوافق مع المبادئ التي تحكم الدبلوماسية. على سبيل المثال، من بين المبادئ التي تحكم الدبلوماسية مبدأ المساواة، ومبدأ احترام سيادة الطرف الآخر، ومبدأ الشفافية والمساءلة، ومبدأ المرونة المتبادلة؛ أي أنه يجب على الأطراف إظهار المرونة للوصول إلى نتيجة مربحة للجانبين. أو، على سبيل المثال، مبدأ استدامة نتائج المفاوضات؛ حيث تُعقد بعض المفاوضات ولكنها لا تدوم، كما نرى بوضوح في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية؛ اذ إنهم يتفاوضون، ويصلون إلى نتيجة، لكننا نرى بعد ذلك ان الجانب الاسرائيلي يقوم بتقويضها؛ ونرى هذا مع لبنان أيضًا.

وتابع: لذلك، نحتاج إلى معرفة ما إذا كانت هذه المبادئ تُحترم في هذه المفاوضات التي نريد إجراؤها مع الجانب الأمريكي أو الأوروبي. لقد رأينا أن هذا لم يكن الحال في الممارسة العملية؛ على سبيل المثال، شنت اميركا هجومًا عسكريًا أثناء المفاوضات، وهذا يتعارض مع مبادئ التفاوض؛ أو أن الأوروبيين لم يفوا بالتزاماتهم، وبينما توصلوا هم أنفسهم إلى استنتاج مفاده أن على إيران قبول وقف التخصيب تمامًا، زعموا مع ذلك ضرورة استخدام خطة العمل الشاملة المشتركة وتطبيق آلية الزناد "سناب باك". هذا يتعارض مع المبادئ التي تُناقش في أدبيات الدبلوماسية.

واضاف: مع الاستنتاج الذي توصلنا إليه من المفاوضات الأخيرة، رأينا في المشهد النووي أنهم لا يؤمنون بالمفاوضات المنطقية، وأنهم، إلى جانب القضية النووية، يريدون فرض المزيد من القيود على إيران. بطبيعة الحال، ليست قضية الصواريخ وقضية المقاومة من القضايا التي ترغب إيران في الدخول في مفاوضات بشأنها. لذلك، ليس لدينا خيار سوى عدم الانخراط في مثل هذه المفاوضات مع التعبير عن منطقنا للرأي العام والتعبير عن استعدادنا لمفاوضات مبدئية.

وتابع: بالطبع، سعى مفاوضونا دائمًا جاهدين إلى عدم الهروب من ساحة المفاوضات. خلال الرحلة الأخيرة لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية إلى نيويورك، بُذلت جهود كبيرة لإجراء مفاوضات مناسبة في اللحظة الأخيرة والتوصل إلى نتيجة، لكن الأطراف الاخرى لم تقبل؛ هذا يُظهر قوة منطقنا، بينما منطقهم ضعيف، ويريدون تحقيق أهدافهم باللجوء إلى القوة.

وقال خرازي: ان سياسة الاعتماد على الذات تعد من أهم سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ أي ألا تعتمد البلاد على الآخرين في إدارة شؤونها. على سبيل المثال، في مجال الصواريخ والمعدات والأسلحة العسكرية، أتاحت هذه السياسة للجمهورية الإسلامية اليوم القدرة على الإنتاج والاستخدام والدفاع عن نفسها؛ لو اعتمدت إيران على دول أخرى في هذا المجال، لواجهت مشاكل بطبيعة الحال. وينطبق الأمر نفسه على مجال الطاقة والتكنولوجيا النووية. صحيح أننا دولة نفطية، لكن النفط سينضب في نهاية المطاف. لذلك، يجب علينا تطوير القدرة على توفير الطاقة من مصادر أخرى، ومنها الطاقة النووية.

واضاف: لبناء محطات الطاقة النووية، نحتاج إلى اكتساب القدرة التقنية اللازمة. ونحن نسير حاليًا في هذا الطريق لنتمكن من بناء محطات طاقة أصغر بأنفسنا؛ لأنه عندما تبني دول أخرى محطات طاقة في بلد ما، فإنها تُوفر أيضًا وقودها الخاص. لذا، إذا أردنا الاستقلال، فعلينا إنتاج الوقود بأنفسنا؛ وإلا فسنصبح معتمدين على الآخرين، وسيصبح هذا الاعتماد أداة ضغط. ونظرًا لسياسة جمهورية إيران الإسلامية الرشيدة لتحقيق الوصول إلى عشرين ألف ميغاواط من الطاقة النووية مستقبلًا - وهي عملية تستغرق وقتًا طويلًا بالطبع - فعلينا التفكير في توفير الوقود لها من الآن فصاعدًا. لذا، فإن تخصيب اليورانيوم حقٌّ أصيلٌ لبلدنا، وليس أمرًا يمكن التنازل عنه أو الاعتماد فيه على الاخرين ، فهذا الامر يصب في مصلحة البلاد.

وحول الحرب المفروضة على مدى 12 يوما ، قال خرازي: كان هناك ضغط كبير على إسرائيل. كانت هجماتنا الصاروخية فعّالة، وواجهت إسرائيل تحديات كثيرة داخل الأراضي المحتلة. مساحة إسرائيل صغيرة، وهي مختلفة تمامًا عن الجمهورية الإسلامية، التي هي ذات مساحة شاسعة؛ لذا، فإن الضرر الذي يلحق بتلك المساحة الصغيرة قد يكون أكبر نسبيًا. من حيث التكاليف الداخلية والحربية، كما تعلمون، لم نتكبد الكثير من التكاليف، لأننا ننتج المعدات بأنفسنا؛ لكن الإسرائيليين اضطروا للحصول على الكثير من الأسلحة والذخائر التي استهلكوها من أمريكا وأوروبا، وبطبيعة الحال اضطروا لدفع المال، مما وضع ضغطًا كبيرًا على اقتصاد ذلك الكيان. كان من المتوقع أن تبلغ التكاليف المباشرة للحرب التي استمرت اثني عشر يومًا بالنسبة لاسرائيل حوالي 2.4 مليار دولار، مع وجود تكاليف غير مباشرة أيضًا. سعر كل صاروخ ثاد قدمه الأمريكيون لهم هو 12 مليون دولار. حسنًا، عندما نوجه هذا العدد الكبير من الصواريخ إلى إسرائيل، حتى لو استُخدم صاروخ ثاد واحد في كل حالة، فهذه تكلفة باهظة للغاية لهم.

واضاف: علاوة على ذلك، لم يُرِد الأمريكيون استمرار الحرب وامتدادها إلى المنطقة وتفاقمها، لأن مصالحهم لم تكن تقتضي ذلك. ولذلك، طالبوا بوقف إطلاق النار. وقد قلنا منذ البداية إنه إذا لم يهاجمونا، فلن نستمر؛ ولذلك أوقفنا الحرب أيضًا.

وردا على سؤال وهو إذا أرادت إيران استخلاص بعض الدروس من حرب الاثني عشر يومًا بشكل عام، فما هي هذه الدروس؟ قال خرازي: أولًا: الحفاظ على الاعتماد على الذات. ثانيًا: إتقان النموذج الجديد للحروب، وهو الحرب المعلوماتية والمعرفية، للرد على الأعداء. ثالثًا: الحفاظ على الاعتماد على الشعب والتماسك الوطني الذي تكوّن في المجتمع؛ بحيث يدعم الشعب، بصفته السند الرئيسي للبلاد، إجراءات الدولة. عندما يكون الشعب حاضرًا، يمكن للبلاد الدفاع عن نفسها بشكل أفضل وأقوى في مواجهة الأعداء. كل ما يسعى إليه الأجانب هو النيل من تماسكنا الوطني ودفع الشعب إلى اليأس من دعم النظام. ومع ذلك، إذا حافظنا على اعتمادنا على الشعب وقدراتنا الذاتية، وأتقنا أساليب حروب اليوم الجديدة، فسنتمكن من الدفاع عن هويتنا وشرفنا وسيادتنا.