اعلام عبري: أهداف يحيى السنوار تحققت
طهران-مهر:-مع بدء وقف إطلاق النار في غزة، اعترفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن تل أبيب خسرت حرب غزة، وأن حماس، مع الحفاظ على تماسكها السياسي والعسكري، قد حققت الأهداف الاستراتيجية ليحيى السنوار؛ من إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي إلى تحرير أبرز الأسرى الفلسطينيين.
الكاتب الإسرائيلي "حاييم ليفنسون" كتب في مقال له بصحيفة "هآرتس": "بعد أكثر من عامين على بدء الحرب في غزة، يبدو أن نهايتها قريبة. على الرغم من أن تفاصيل المرحلة الثانية من الخروج لم تُكشف بعد بالكامل، إلا أن الصورة العامة أصبحت الآن واضحة".
وأكد: "على عكس دعاية تيار نتنياهو، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يستطع تغيير وجه الشرق الأوسط. صحيح أن حياة الإسرائيليين تغيرت، حيث فقد الكثيرون أحباءهم، وأصيب أو تكبد آخرون خسائر، ولكن على المستوى الإقليمي، لم تنهار أي دولة، ولم تظهر قوة جديدة، ولم تختف أي أيديولوجية لتحل محلها أيديولوجية أخرى. الفوضى القديمة ما زالت قائمة".
وواصل ليفنسون: "حتى آخر يوم في الحرب، حافظت حماس على هيكلها التنظيمي، وقيادتها السياسية، ونظام قيادتها وتحكمها في غزة. لم يحدث انشقاق أو انقسام في صفوفها، ولم تظهر أي جماعة بديلة. لم تجرِ أي مفاوضات للاستسلام، ولم يتم أي اتفاق سري. في المقابل، فإن الميليشيات القريبة من إسرائيل في غزة هشة للغاية، ومع انسحاب الجيش، ستزول، وتعرف حماس كيف تبقى اللاعب الرئيسي على الساحة الفلسطينية حتى بعد الحرب".
وأوضح: "تنهي حماس هذه المعركة بإنجازين مهمين؛ أولاً، إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي. كان نتنياهو يحلم بدفن هذه القضية، بهدف تقسيم الشعب الفلسطيني وإقامة علاقات مع الدول العربية دون الأخذ بهم بعين الاعتبار. لكن يحيى السنوار، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس، دخل المعترك لكسر هذا الوضع ونجح في ذلك. اليوم، عادت القضية الفلسطينية لتكون الموضوع الأهم على الأجندة العالمية، وانضم الملايين إلى دائرة مؤيديها. إسرائيل تواجه الآن ضغوطًا سياسية في أوروبا، في حين أن نتنياهو لا يزال يكرر أن إقامة دولة فلسطينية هي مكافأة للإرهاب".
وأضاف ليفنسون: "في المقابل، أدرك السنوار فضاء الغرب بدقة أكبر. وقف إطلاق النار الحالي هو العودة الرسمية للقضية الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات الدولية؛ هذه المرة مع وجود أفق واقعي لإقامة دولة مستقلة، وذلك تحت رعاية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية".
أما الإنجاز الثاني، حسب الكاتب، فهو تحرير الأسرى الفلسطينيين. كتب: "في أذهان الفلسطينيين، الأسرى هم الوجه الآخر للأسرى الإسرائيليين، وتحريرهم هو قضية وطنية أساسية. السلطة الفلسطينية، على الرغم من تعاونها مع إسرائيل، فشلت في هذا المجال؛ لكن حماس نجحت حيث فشلوا، وهي الآن على أعتاب إخلاء سجون إسرائيل من أبرز السجناء".
هذا وقال الصحفي الإسرائيلي بن درور يميني إن بلاده وجدت نفسها خلال الأسابيع الأخيرة على حافة الفشل السياسي والإستراتيجي، رغم تفوقها العسكري، إذ تمكنت حركة حماس من جرّها نحو الانهيار الاقتصادي والدبلوماسي.
وأضاف أن سياسة الضغط العسكري التي مارستها إسرائيل لم تحقق أي تنازلات، بل على العكس أدت إلى تصاعد الضغوط الدولية التي كادت تدفع إسرائيل نحو الانهيار الكامل، قبل أن يأتي الاتفاق الأخير في وقت عصيب.
وكتب يميني في مقالة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، أن مجرد إعلان إسرائيل وقف القتال، حتى لو لأغراض دفاعية فقط، يعد في حد ذاته إنقاذا لها من الانهيار.
وفي تقدير الكاتب أن إسرائيل "ربحت المعركة لكنها خسرت الحرب"، إذ بدأت إنجازاتها الإستراتيجية ضد إيران وحزب الله تتلاشى بسبب الضرر العميق الذي أصاب صورتها الدولية، على حد تعبيره.
ويفيد الكاتب بأن المعدات العسكرية الحيوية لم تعد تصل إلى إسرائيل كما في البداية، وبدأت بوادر أزمة اقتصادية في الظهور مع رفض عمال الموانئ في العالم تحميل البضائع والشحنات المتجهة إليها وتعطّل وصول معدات عسكرية حيوية.